«تهجير » و«أمراض نفسية».. ماذا فعلت تجربة السجن في مشجعي الزمالك؟
لم يكن عمرو حلمي، صاحب الـ16 عاما، يدرك أن أول تعارف بينه وبين مدرجات كرة القدم، سينتهى به إلى تجربة مريرة في الحبس ، لأسباب لا يعلمها حتى الآن، خرج الشاب الصغير من منزله متجها إلى ستاد برج العرب، يُمنى النفس بصعود فريقه إلى دور الثمانية في دوري أبطال أفريقيا، ارتدى تيشيرت الزمالك الأبيض بخطين حمر، وجلس في مدرجات الدرجة التالتة يردد الهتافات، ويساند لاعبي الفريق ، لكن المباراة سارت ضد رغبة لاعبي ومشجعى الزمالك وانتهت بتعادل الفريقين، نتيجة ودع بها الفريق البطولة من دوري المجموعات.
مع انطلاق صافرة نهاية المباراة ، اندلعت أعمال شغب من بعض الجماهير الحاضرة في الاستاد، وتحولت المدرجات الى ساحة كر وفر بين جماهير الأبيض وقوات الأمن المشاركة في عمليات التأمين ، وألقت الأجهزة الأمنية القبض على 237 مشجعا من بينهم عمرو مع عدد آخر من زملائه تم ترحيلهم إلى السجن، واحالتهم المحاكمة العسكرية ووجهت إليهم اتهامات بالتعدي على رجال الشرطة وتخريب وإتلاف مدرجات الاستاد بعد أعمال الشغب التي اندلعت معع إطلاق حكم المباراة صافرة النهاية، قبل أن يتم إطلاق سراحهم وحفظ التحقيق في القضية بشكل مفاجئ.
إحساس مختلط بين الندم والظلم يشعر به حسام حلمي والد عمرو بعد أن وافق على ذهاب ابنه إلى مباراة الزمالك والأهلي الليبي في دور المجموعات من دوري أبطال أفريقيا قبل 6 أشهر، وهي الموافقة التي كلفت ابنه قضاء 160 يوما خلف القضبان مع 236 آخرين ألقت قوات الأمن القبض عليهم، عقب انتهاء مباراة فريقهم مع أهلي طرابلس الليبي في بطولة دوري أبطال أفريقيا بملعب برج العرب بمحافظة الإسكندرية.
علاقة عمرو بوالده علاقة أصدقاء أكثر منها علاقة بين أب وابنه، كان الاتفاق بينهما أن يقضي عمرو برنامجا ترفيهيا قبل بدء معسكر امتحانات الثانوية العامة وكان حضور لقاء الزمالك أحد بنود البرنامج الترفيهي: "عمر ابنى كان شابا زي أي حد يضحك ويهزر وبيشوف دروسه كان كل ذنبى إنى لبيت رغبته وخليته يروح يشجع فريقه المفضل لأول مرة في حياته، اتفقت أنا وهو على قضاء فترة ترفيه حتى الأول من أغسطس قبل بدء معسكر الثانوية العامة، وأشترك في جمعية لتوفير تكلفة الدروس الخصوصية ليحقق حلمه بالالتحاق بإحدى كليات القمة".
خمسة شهور صعبة عاشتها أسرة عمرو خلال فترة حبسه، في كل زيارة كان الأب يلاحظ تغيرا كبيرا في شخصية ابنه، صامتا لا يتكلم كثيرا وغابت عن وجهه البسمة التي لم تكن تفارقه يحكي الأب عن حاله بعد اطلاق سراحه : "مش بيتكلم غير كلمات معدودة ولا بياكل ولا بيشرب ولما أسأل حد من صحابه يقولى يا عمو علطول قاعد لوحده ومش بيكلمنا وعلطول بيعيط".
تغيرات نفسية كبيرة في شخصية عمرو ظهرت عقب خروجه من السجن، شارد الذهن دائما ويحمل كراهية للمجتمع: "بعد تجربة السجن المريرة تغير عمرو تماما، وأصبح لديه إحساس بالظلم والقهر، ولم يعد يختلط بأصدقائه وأفراد أسرته، ولم يكن أمامي سوى اللجوء إلى طبيب نفسي لإعادة تأهيله، ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مستقبله الاجتماعي بعدما ضاع مستقبله التعليمي".
تقدم الأب بطلب للإدارة التعليمية لتأجيل السنة الدراسية أو على الأقل تقسيم المواد: "عاوز أعالج الولد نفسيا الأول ومش عاوز أعيشه في ضغوط، ومش هقدر أنزله دروس وسط زمايله وهو بالحالة دى، مش مهم التعليم دلوقتي الأهم أرجعه لحياته الطبيعية تاني وبعد كده نبقى نشوف موضوع التعليم ده".
لم يختلف حال كريم رجب أحد جماهير الزمالك المُفرج عنهم عن زميله عمرو حلمي، غير أن رجب كان أكثر تماسكا وتمكن من الحديث معنا على عكس زميله المصاب بالصدمة إلى الآن: "أنا اتعقدت من الزمالك ومن الكرة كلها وأول حاجة عملتها لما روحت البيت شلت كل الأعلام وصور اللاعبيين من غرفتي".
فانلة الزمالك داخل غرفة كريم
نظرة أهالي المنطقة دفعت والد كريم لعرض منزله للبيع والانتقال للعيش في منطقة أخرى لا يعرفه فيها أحد لعله يتمكن من حفظ المتبقى من مستقبل ابنه الذي دمره حب كرة القدم وتشجيع فريقه المفضل نادي الزمالك.
إحساس مختلط بين الندم والظلم يشعر به حسام حلمي والد عمرو بعد أن وافق على ذهاب ابنه إلى مباراة الزمالك والأهلي الليبي في دور المجموعات من دوري أبطال أفريقيا قبل 6 أشهر، وهي الموافقة التي كلفت ابنه قضاء 160 يوما خلف القضبان مع 236 آخرين ألقت قوات الأمن القبض عليهم، عقب انتهاء مباراة فريقهم مع أهلي طرابلس الليبي في بطولة دوري أبطال أفريقيا بملعب برج العرب بمحافظة الإسكندرية.
علاقة عمرو بوالده علاقة أصدقاء أكثر منها علاقة بين أب وابنه، كان الاتفاق بينهما أن يقضي عمرو برنامجا ترفيهيا قبل بدء معسكر امتحانات الثانوية العامة وكان حضور لقاء الزمالك أحد بنود البرنامج الترفيهي: "عمر ابنى كان شابا زي أي حد يضحك ويهزر وبيشوف دروسه كان كل ذنبى إنى لبيت رغبته وخليته يروح يشجع فريقه المفضل لأول مرة في حياته، اتفقت أنا وهو على قضاء فترة ترفيه حتى الأول من أغسطس قبل بدء معسكر الثانوية العامة، وأشترك في جمعية لتوفير تكلفة الدروس الخصوصية ليحقق حلمه بالالتحاق بإحدى كليات القمة".
خمسة شهور صعبة عاشتها أسرة عمرو خلال فترة حبسه، في كل زيارة كان الأب يلاحظ تغيرا كبيرا في شخصية ابنه، صامتا لا يتكلم كثيرا وغابت عن وجهه البسمة التي لم تكن تفارقه يحكي الأب عن حاله بعد اطلاق سراحه : "مش بيتكلم غير كلمات معدودة ولا بياكل ولا بيشرب ولما أسأل حد من صحابه يقولى يا عمو علطول قاعد لوحده ومش بيكلمنا وعلطول بيعيط".
تغيرات نفسية كبيرة في شخصية عمرو ظهرت عقب خروجه من السجن، شارد الذهن دائما ويحمل كراهية للمجتمع: "بعد تجربة السجن المريرة تغير عمرو تماما، وأصبح لديه إحساس بالظلم والقهر، ولم يعد يختلط بأصدقائه وأفراد أسرته، ولم يكن أمامي سوى اللجوء إلى طبيب نفسي لإعادة تأهيله، ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مستقبله الاجتماعي بعدما ضاع مستقبله التعليمي".
تقدم الأب بطلب للإدارة التعليمية لتأجيل السنة الدراسية أو على الأقل تقسيم المواد: "عاوز أعالج الولد نفسيا الأول ومش عاوز أعيشه في ضغوط، ومش هقدر أنزله دروس وسط زمايله وهو بالحالة دى، مش مهم التعليم دلوقتي الأهم أرجعه لحياته الطبيعية تاني وبعد كده نبقى نشوف موضوع التعليم ده".
لم يختلف حال كريم رجب أحد جماهير الزمالك المُفرج عنهم عن زميله عمرو حلمي، غير أن رجب كان أكثر تماسكا وتمكن من الحديث معنا على عكس زميله المصاب بالصدمة إلى الآن: "أنا اتعقدت من الزمالك ومن الكرة كلها وأول حاجة عملتها لما روحت البيت شلت كل الأعلام وصور اللاعبيين من غرفتي".
كريم أحد مشجعي الزمالك المفرج عنهم
كان ذلك هو أول ما فكر فيه كريم فور انتهاء تجربة الحبس لكن آثار التجربة في محيطه كانت أكبر من ذلك: "الناس بتشوفني في المنطقة كأني مجرم جنائي مش طالب روحت أشجع فريقي واتقبض عليا عشوائي زيي زى آلاف المشجعين".فانلة الزمالك داخل غرفة كريم
نظرة أهالي المنطقة دفعت والد كريم لعرض منزله للبيع والانتقال للعيش في منطقة أخرى لا يعرفه فيها أحد لعله يتمكن من حفظ المتبقى من مستقبل ابنه الذي دمره حب كرة القدم وتشجيع فريقه المفضل نادي الزمالك.