رئيس التحرير
عصام كامل

نحن وانتقام ترامب!


ترامب بشخصيته وعقليته وعنجهيته وبوصفه رجل أعمال أو مقاولا كبيرا لن يرضى أو يقبل بهدوء هزيمته، وعزلة بلاده على النحو الذي حدث، بعد قراره الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها.. فهو اعتبر ذلك إهانة بالغة، كما قالت مندوبته في الأمم المتحدة، خاصة أن هناك عدة بلاد لم تبال بتهديداته ووعيده، وصوتت لصالح عروبة القدس، فضلا عن أن الرجل تعود دومًا أن يربح ولا يخسر حتى ولو تهرب من دفع الضرائب بوسائل ملتوية، بل إنه قال خلال حملته الانتخابية إن عدم دفعه الضرائب شطارة منه!


ولذلك علينا أن نتوقع أن ينتقم هذا الرجل من كل من تصدى له في قضية القدس، وألحق به هذه الهزيمة أو الإهانة، وبالنسبة لنا في مصر لن يكتفي ترامب على الأغلب بخفض المساعدات الأمريكية العسكرية لنا.. فهو يعرف أن سلفه أوباما سبق له أن جمد هذه المساعدات لنحو العام، ومع ذلك لم تنحن مصر أو تتراجع عن طريقها الذي اختارته، وهو طريق استقلال الإرادة، ورفض أي إملاءات أو تدخل في شئونها الداخلية، ولم تقبل بالتهاون مع الإخوان وعدم محاسبتهم على ما ارتكبوه من جرائم في حق وطنهم والشعب المصرى..

بل إن إدارة ترامب ذاتها خفضت قبل شهور المساعدات العسكرية لمصر، ولم يوقف ذلك استمرار مصر في انتهاج سياسات مستقلة في كل المجالات.. وشهدت الفترة التي أعقبت قرار خفض المساعدات العسكرية تجاه مصر المزيد من التعاون مع كل من روسيا والصين، رغم امتعاض واشنطن الذي عبرت عنه العديد من الصحف الأمريكية، كان آخرها نيويورك تايمز.

لذلك الأغلب أن تعود إدارة ترامب إلى استخدام أدوات وأسلحة أوراق الضغط التي كانت تستخدمها ضدنا إدارة أوباما، وقبلها إدارة بوش الابن.. وسوف يكون من بين ذلك ورقة الأقباط في مصر.. وها هو الكونجرس الأمريكى يشهد تقدم بعض أعضائه بمشروع قانون يمنح إدارة ترامب حق ممارسة الضغوط علينا بدعوى اضطهاد الأقباط.. وقبل ذلك أعلن نائب الرئيس الأمريكى أنه يعتزم مناقشة أحوال الأقباط في مصر خلال زيارته لها.. غير أنه مثلما فشل من سبقوه في هذا الصدد، سوف يفشل ترامب؛ لأن وطنية أقباط مصر عصية على الاختراق.
الجريدة الرسمية