الجيش.. يد تبني ويد تحمل السلاح
لابد أن كل مصري قد شعر مثلي بالفخر والاعتزاز والامتنان، وهو يشاهد الإنجاز الذي تحقق على أرض الواقع في محيط قناة السويس، عقب خروج إحدى ماكينات الحفر العملاقة، بعد انتهائها من حفر النفق الرابع أسفل قناة السويس، وهو الإنجاز الذي شهده الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته باحتفالية الانتهاء من أعمال الحفر والتبطين بأنفاق قناة السويس.
وبالطبع فإن هذا الإنجاز يستحق منا جميعًا أن نفخر به، وأن نوجه مجددًا التحية والشكر للقوات المسلحة التي أثبت بحق أن جيش مصر العظيم وأبطاله، يد تبني وأخرى تحمل السلاح، وليس أدل على هذا من تنفيذ مشروعات أنفاق القناة في الوقت المحدد.
إن من شأن هذا الإنجاز الكبير وغير المسبوق أن يكون له آثار إيجابية كبيرة في المستقبل القريب، من أبرزها إنهاء عزلة سيناء عن الدولة، وتحقيق التنمية الشاملة والحقيقية على أرض الفيروز، كما سيكون له آثاره الاقتصادية المهمة على مدن القناة، وسوف يطلق آفاقًا كبيرة للاستثمار في هذه المنطقة.
وما يلفت الانتباه في هذا الإنجاز هو قدرة القوات المسلحة على إنجاز المشروعات العملاقة في وقت قياسي، وهو ما يؤكد أن قدرتها على البناء تفوق الوصف، خصوصًا أنها تحقق أيضًا أفضل المواصفات العالمية بسواعد أبنائها العظام.
وليست مبالغة أن كثيرًا من المصريين قد شعروا أثناء خروج آلة الحفر العملاقة، أن هناك عبورًا جديدًا إلى الضفة الأخرى من القناة، ما أعاد إلى الأذهان ذكرى العبور الكبير، وانتصار السادس من أكتوبر، حيث عبر جنود وضباط الجيش هذا المانع المائي، واقتحموا الساتر الترابي محققين ملحمة حقيقية.
والآن لم يعد هناك مبرر يعوق التنمية في سيناء التي حولها هذا الإنجاز من شبه جزيرة إلى قطعة غالية في حضن مصر، خاصة مع الأنفاق الأربعة تحت القناة والكباري العلوية، ونحن الآن بانتظار تنمية تخلق الملايين من فرص العمل لأبناء وشباب مصر.