رئيس التحرير
عصام كامل

تميم وأردوغان.. ثنائي الشر يفكان السحر في قارة أفريقيا

فيتو

وصل الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، اليوم الأحد، إلى السودان في مستهل جولة أفريقية تشمل تشاد وتونس، بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي مع دول القارة السمراء.


وتزامنت بداية جولة أردوغان، مع انتهاء جولة شبيهة لأمير قطر في دول القارة شملت مالي والسنغال وبوركينا فاسو وساحل العاج وغانا وغينيا.


1- مساعي تميم
وجاءت جولة تميم "ضمن توجه قطر إلى فتح أسواق جديدة وتنويع الاقتصاد"، في منطقة "تحظى بنقاط قوة وفرص اقتصادية واعدة رغم بعض التحديات الأمنية في بعضها"، بهدف التغلب على الخسائر التي تكبدتها الدوحة جراء قرار المقاطعة العربية.

وتأتي الجولة بعد مرور أكثر من ستة أشهر على الأزمة الخليجية التي أدت إلى قطع كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، ويرى المراقبون أنه مع استمرار الأزمة أصبح من الضروري أن تسعى الدوحة لتنويع شراكاتها الاقتصادية ومنافسة السعودية التي قدمت مؤخرا دعما ماليا بقيمة 100 مليون دولار للقوة العسكرية الأفريقية لدول الساحل.

وتباينت مواقف دول غرب أفريقيا إزاء الأزمة الخليجية، إذ قطعت موريتانيا علاقتها بقطر قررت كل من النيجر وتشاد والسنغال استدعاء سفرائها في الدوحة للتشاور حول "دعم قطر في دعم الجماعات المتطرفة".

وارتفعت في السنوات الأخيرة حدة الانتقادات للدور المفترض لقطر في تمويل ودعم الجماعات المسلحة شمال مالي، حيث اتهمت حركات مالية قطر بدعم الحركات الإرهابية في إقليم أزواد شمال مالي.

كما اتهم بعض حكام الولايات الشمالية غير المستقرة في مالي قطر بإقامة علاقات مباشرة مع الجماعات الإسلامية المسلحة المتواجدة في شمال مالي، وتقديم الدعم لها سواء عن طريق المساعدات المباشرة أو اللوجستية أو تحت غطاء جمعيات خيرية وإنسانية التي تنشط في شمال مالي.


2- تعاون إيراني
وأكّد مراقبون بحسب صحيفة "البيان" الإماراتية، أن جولة أمير قطر تميم بن حمد، إلى دول غرب أفريقيا، ما هي إلا محاولة لفك العزلة التي يعانيها نظامه، بسبب تورطه في دعم وتمويل الإرهاب، وأحد محاور خطة التنسيق «القطري- الإيراني» لاختراق القارة السمراء، عبر إقامة علاقات سياسية، عادة ما تعتمد على إرسال وعود جوفاء بالاستثمارات وتطوير التعاون الاقتصادي، فيما يتمثّل الهدف الحقيقي منها في استقطاب الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني المتصلة بقوى الإسلام السياسي في المنطقة، وهو ما تمّ الكشف في دول عدة، مثل موريتانيا والنيجر، وآخرها تشاد، التي اتخذت مواقف داعمة للدول الداعية لمكافحة الإرهاب.

فضلًا عن سعي الدوحة الدءوب للتأثير في قرارات الاتحاد الأفريقي، لا سيّما في الملف الليبي، الذي تقف فيه الدوحة إلى جوار الميليشيات المتطرفة المنبوذة سياسيًا واجتماعيًا، ومحاولاتها البائسة للتأثير سلبًا في المكانة الروحية التي تحتلها المملكة العربية السعودية في دول الساحل والصحراء.

وفى هذا السياق، نشر المتحدث باسم المعارضة القطرية خالد الهيل، تغريدة على حسابه بموقع "تويتر"، أكد فيها أن "الساحة الأفريقية هي العمق الإستراتيجي للوطن العربي، والنظام القطري مؤخرًا يسعى إلى تحقيق مصالح ضيقة معهم في محاولة لاستغلال الحاجة الاقتصادية لتلك الدول".

وأضاف "الهيل": "ولكني أثق بأن الدول العربية، وخاصة مجموعة الأربعة ستضطلع بدور قيادي في التوجه العربي نحو أفريقيا وإيقاف النفوذ القطري والفارسي فيها".


3- أردوغان يطارد كولن
من جهته تتفهم تركيا مدى الفرص المواتية في دول القارة وتجيد استغلال الفرص هناك، ونجحت سابقا في اقتناص قاعدة عسكرية في الصومال، وتهدف تحركات أردوغان اليوم إلى التأكيد على فتح أفاق جديدة للتعاون الاقتصادي والتجاري، وأيضا مطاردة نفوذ حركة الخدمة التي يتزعمها غريمه اللدود فتح الله كولن.

وقبل مغادرة طائرته الخرطوم، قال أردوغان، إن تركيا عازمة على إخلاء أفريقيا من منظمة فتح الله جولن، وهي الجماعة التي تزعم السلطات التركية تورطها في انقلاب 15 يوليو الفاشل.



4- مغزى اقتصادي
الأهداف الاقتصادية أيضا حاضرة في جولة أردوغان، فقد دعا لرفع حجم التبادل التجاري بين بلاده والسودان إلى 10 مليارات دولار وتعزيز التعاون العسكري.

بحسب معطيات نشرتها وكالة "الأناضول" من هيئة الإحصاء التركية، فإن حجم التجارة مع السودان وتشاد وتونس زاد بنسبة 29 بالمائة في السنوات الخمس الأخيرة.

ففي عام 2012 بلغ حجم التجارة مع الدول الثلاث مليارا و300 مليون دولار، ليرتفع إلى مليار و700 مليون دولار عام 2016.

وفي الأعوام بين 2012 و2016، بلغ حجم الصادرات التركية للدول الثلاثة 6.2 مليار دولار، وبلغ حجم ما استوردته تركيا من هذه الدول، 1.2 مليار دولار.

وتأتي تونس على رأس الدول الثلاثة في حجم الصادرات التركية خلال الفترة ذاتها، حيث بلغت 4.3 مليارات دولار، ثم السودان 1.7 مليار دولار، ثم تشاد نحو 78 مليون دولار.

وبلغت صادرات تركيا إلى تونس بين 2012 و2016 أكثر من مليار دولار، ثم السودان 124 مليون دولار، ثم تشاد 83 مليون دولار.

وفي الأشهر العشرة الأولى من عام 2017، تجاوز حجم صادرات تركيا للدول الثلاثة حاجز المليار، فيما بلغ إجمالي حجم التجارة معها مليارا و333 مليون دولار، وهو ما تعد فرصة مواتية للنظام التركى لتعويض خسائره وتنفيذ برنامج حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي وعد به الشعب وسط ضيق أفق يعاني منه اقتصاد البلاد.
الجريدة الرسمية