رئيس التحرير
عصام كامل

إيران تفرض سيطرتها على 4 دول عربية

فيتو

تسعى الدولة الإيرانية على مدار التاريخ إلى تحقيق حلم الهيمنة وتنفيذ مشروعها في دول الخليج بشكل خاص والدول العربية بشكل عام، وأكد وزير الخارجية البحرينى أحمد بن أحمد الخليفة، في إحدى الاجتماعات الوزارية بجامعة الدول العربية أن إيران تمثل خطرًا على الدول العربية أكثر من إسرائيل.


ويرى متابعون للشأن العربي أن سياسات التدخل الإيراني في المنطقة لا تختلف كثيرًا عن التدخل الإسرائيلى ولكن بطرق ووسائل مختلفة تخدم مشروعها القديم وتنتهج سياسات طائفية من خلال اللعب بملف الشيعة والدفاع عنه وملف آخر إستراتيجى من خلال تصور الدول العربية عدو لشرعنة مهاجمته ويأتي في مرتبة متقدمة عن العدو الإسرائيلى نفسه.

وخلال الحقب السابقة وخاصة مرحلة ما بعد ما يسمى بثورات الربيع العربى استغلت إيران حالة الانفلات والفوضى التي انتابت الدول العربية لبسط نفوذها وسلطاتها لما أشبه باحتلال بعض الدول من خلال الوصول إلى مراكز صنع القرار.

سوريا
استطاعت إيران أن تكون عنصر فعال في الأزمة السورية من خلال التحيز إلى جانب النظام السوري بهدف معلن وهو مساندة الرئيس الشرعي لسوريا بشار الأسد في مواجهة الجماعات الإرهابية في حين أن الهدف الخفي والحقيقي يتمثل في توغلها في سوريا وتوغل الحرس الثورى الإيرانى وبسط نفوذه حتى أصبحت إيران عنصر لا يمكن تجاهلة في حل الأزمة السورية برمتها، بعدما استطاعت أن تكون جزءا من مفاصل الدولة السورية.

وبحسب دبلوماسيين، تخطط إيران إلى تغيير التركيبة الطائفية للسكان بين دمشق والحدود اللبنانية، كما حدث اتفاق في ضاحية داريا بدمشق، ووافق المعارضون حين ذاك على إجلاء أهالي المنطقة من المسلحين والمدنيين إلى محافظة إدلب، وبعدها أتت إيران بنحو 300 عائلة شيعية عراقية وأسكنتهم في البلدة.

وفي ضاحية السيدة زينب رعت إيران توافد أعداد كبيرة من العائلات الشيعية، وقامت باستثمارات عقارية ضخمة في المنطقة.

قطر
واستغلت إيران حالة القطيعة التي حدثت بين عدد من الدول الخليجية ومصر مع قطر وأرادت أن تصطاد في الماء العكر وبحكم جينات الخيانة ونكران الجميع التي تسيطر على النظام القطري كان من السهل أن تنجر الحكومة القطرية تجاه إيران وأن تزيد حجم التجارة بينهما إلى خمسة أضعاف.

واستطاعت إيران أن تجعل دويلة قطر متحدثًا بلسان حال طهران في المحافل العربية والدولية وحدث ذلك بالفعل في إحدى اجتماعات وزراء الخارجية العربية قبل الأخير الذي عقد بمقر جامعة الدول العربية في القاهرة.

وتحدث وزير الخارجية القطرى مدافعًا عن إيران وقال إن بلاده تنظر إلى إيران على أنها دولة صديقة وساندتها عندما تخلى عنها العرب مما يمثل تحولا جذريا من اتجاه دولة عربية خليجية من خلال الخروج عن السرب العربي بشكل عام والخليجي بشكل خاص في ظل التهديدات المستمرة التي تواجه الخليج من التمدد الإيرانى واحتلال ثلاثة جزر إماراتية فضلًا عن التهديدات التي تواجه البحرين وتنفيذ عمليات إرهابية تهدد أمنها القومي بتخطيط إيراني وكذلك التهديدات التي تهدد المملكة العربية السعودية من الأسلحة الإيرانية من داخل الأراضى اليمنية.

اليمن
واستطاعت إيران أن تجعل من الأراضى اليمنية أرضًا للحرب بالوكالة لخدمة مشروعها والهيمنة وتهديد الدول العربية وخاصة الدول الخليجية.

وبدأت إيران في تهديد الداخل السعودى بشكل فج من خلال التعاون مع جماعة الحوثيين الانقلابية في اليمن وتوريد الأسلحة الإيرانية لها واستخدام أراضى اليمن لإطلاق الصواريخ الباليستية تجاه المملكة العربية السعودية وأصبحت إيران مهيمنة على فصيل مهم داخل الأراضى اليمنية مما يهدد منطقة الخليج بشكل عام والمنطقة العربية بشكل خاص.

وكانت جامعة الدول العربية عقدت اجتماعًا غير عاديًا لمناقشة التدخل الإيراني السافر في شئون الدول العربية وتهديد الأمن العربى والخليجى وإطلاق 80 صاروخ من الأراضي اليمنية تحمل الهوية الإيرانية، أقروا الوزراء العرب خطوات تمهيدية للجوء إلى مجلس الأمن لطلب تحرك دولي ضد طهران، كما أيدوا حق الرياض في الدفاع عن نفسها ضد العدوان الصاروخي الإيراني.

لبنان
وتواصل إيران دعم غير محدود لحزب الله داخل الأراضي اللبنانية حتى أصبح جزءا من السلطة اللبنانية مما يعزز الانقسام اللبناني وأضعف الوفاق الوطنى وهذا ما كشفه رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري خلال أزمة الأخيرة وتهديده بتقديم استقالته خلال الفترة الأخيرة خلال وجوده في الرياض.

واستشعرت الدول العربية الخطر نتيجة وجود حزب الله في السلطة اللبنانية لما يمثله هذا الحزب من تهديدات للخليج العربي، واعتمدت جامعة الدول العربية مؤخرًا قرارًا باعتبار حزب الله اللبناني جماعة إرهابية وسط رفض من المندوب الدائم للبنان داخل الجامعة.

ووسط التشتت اللبنانى ومحاولات رئيس الوزراء الحالى لملمة الأمور والتوجه بها نحو الهدف الرئيسى لتوحيد الشعب اللبنانى إلا أنه من المؤكد أن إيران لن تترك مشروعها مهدد في لبنان ولن تترك حزب الله فريسة في يد العرب للحفاظ على مشروعها مما أصبحت عنصرًا مهما في صناعة القرار اللبناني.
الجريدة الرسمية