سعادة الرئيس
كل عام وأنتم بخير بمناسبة العام الجديد، من المؤكد أن هذا العام كان عام مؤلما على المستوى الاقتصادي لكثير من المصريين، الذين كانوا يمنون أنفسهم أن يكون عاما أكثر رخاء من قبله، إلا أن هذا لم يحدث واستمرت المعاناة يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر حتى وصلنا إلى نهاية العام، الذي شهد افتتاح الكثيرين من المشروعات القومية الكبري ما بين مشروعات طرق وكباري ومساكن وكهرباء وأراض زراعية وبنية تحتية ومدن كاملة وغيرها من المشروعات، ومن المؤكد أن هذا سينعكس على المواطن ليس في نفس اللحظة التي يتم افتتاح المشروع فيها ولكن سيشعر بها مع الوقت، من يراجع قائمة المشروعات والافتتاحات سيصاب بالدهشة من عدد المشروعات وقوتها وأن الظروف التي نمر بها كانت تقف حائلا وسدا منيعا أمام تحقيق هذا الحلم، ولكنه تحقق بفضل جرأة الرئيس السيسي لإيمانه الشديد أن هذه مرحلة بناء وإنتاج وإنجاز وليس البحث عن أعذار وحجج.
كان من الممكن أن يظل الرئيس يردد الحجة تلو الأخرى، ووقتها كانت ستدور الآلة الإعلامية تبرر كل ما يقوله الرئيس أن لدينا زيادة سكانية كبيرة كل عام تلتهم الأخضر واليابس، وأن ظروف الاٍرهاب تمنعنا من البناء، وأن تربص الجماعة الإرهابية تحول دون تحقيق الهدف، وأن تراجع تحويلات المصريين وضعتنا في موقف صعب، وأن الظروف التي تمر بها المنطقة العربية تجبرنا على التمهل في البناء وغيرها من الأعذار التي يصدق العقل بعضها، ولكن الرئيس اختار الطريق الصعب.. اختار البناء.
نعرف جميعا أن بعض هذه المشروعات تم تنفيذها بقروض تكلف ميزانية الدولة الكثير ولكن من الأفضل تنفيذ مشروعات نحتاج إليها بقروض على عدم تنفيذ مشروعات سيكلفنا تأجيلها الكثير من الوقت والجهد والمال في المستقبل.
لو تأملتم سعادة الرئيس مع كل مشروع جديد وأنه يكون أكثر الحضور سعادة وفخرا بما تم إنجازه وأنه حريص على التأكيد أن هذا من صنع المصريين، وليس هو لعرفتم سر السعادة أن كثيرا من المواطنين والمسئولين كانوا يعتبرون أن ما تحقق حلم بعيد المنال، وانه لم يتحقق في أكثر ظروفنا استقرارا فكيف يتحقق في أكثر ظروفنا صعوبة؟ ولكن الرئيس كان يرى ضوءا في آخر النفق وأن الكثير من المصريين لن يخذلوه مهما كانت الصعاب، وهو ما تحقق.. كونوا على ثقة في الرئيس دائما لأنه وعد بالبناء.. وأوفي.