رئيس التحرير
عصام كامل

كنائس بيت لحم: القدس لا يمكن أن تكون لدين أو شعب واحد

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قال رجال دين مسيحيون إن مدينة القدس لا يمكن أن تكون لدين أو شعب واحد، وإنه لا سلام في الشرق الأوسط دون سلام في القدس، التي هي مفتاح الحرب والسلام.


وأكد المطران منيب يونان، رئيس الكنيسة اللوثرية في الأراضي المقدسة: "لا يجوز أن تكون القدس لشعب واحد أو لدين واحد؛ لأن زخم القدس هو في تنوعها وتعددها، ولذلك نعتبر أن القضية الفلسطينية هي جوهر القضايا العادلة في الشرق الأوسط، وقضية القدس هي جوهرة الجوهرة، ومن أراد السلام في الشرق الأوسط عليه أن يعدل ويعطي السلام للقدس؛ لأنه لا يمكن أن يكون سلام في الشرق الأوسط دون سلام القدس".

جاء ذلك خلال حديث المطران يونان مع عدد من رجال الدين المسيحيين في مؤتمر صحفي في مدينة بيت لحم، السبت، بمناسبة حلول أعياد الميلاد المسيحية التي تبدأ مدينة بيت لحم الاحتفال بها الأحد.

وأضاف المطران يونان: "موقفنا ككنائس مسيحية واضح وهو، أولا.. القدس هي للثلاثة أديان اليهودية والمسيحية والإسلام وللشعبين، وثانيا.. عدم تغيير الوضع القائم التاريخي في القدس لأن أي تغيير يهدد السلام في القدس، وأولئك الذين يحاولون أن يغيروا الوضع القائم التاريخي في القدس يريدون أن يحولوا القضية العادلة إلى حرب دينية ونؤكد على عدم تغيير الوضع القائم التاريخي في القدس".

وقال:"ثالثا.. القدس الشرقية هي عاصمة لدولة فلسطين، ورابعا.. إننا نؤيد الوصاية الهاشمية للأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية ونعتبر أن الوصاية الهاشمية هي اتفاقية دولية وقد أيدها ووقعها معا في 31 مارس 2013 العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ولذلك فإننا نؤكد على هذه الوصاية الهاشمية".

وحذر المطران يونان من أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل والشروع في إجراءات نقل السفارة الأمريكية إلى المدينة بأنه "يضر بالسلام والعدالة ليس فقط للقدس بل في كل الشرق الأوسط".

ومن جهته قال القس الدكتور متري الراهب، مؤسس ورئيس كلية دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة في بيت لحم: "العنوان كان يمكن أن يكون ترامب الذي سرق كريسماس أو الرئيس الذي سرق كريسماس، ولكن حمدا لله أن المجتمع الدولي في الجمعية العامة للأمم المتحدة قال كلمته إن القدس ليست للبيع، وأنه لا يمكن ابتزاز القدس، فالقدس الشرقية مدينة محتلة ولدينا القانون الدولي ومعاهدة جنيف، والكنائس في الأرض المقدسة قالت أيضا كلمتها أن القدس لا يمكن إلا أن تكون مدينة للشعبين وللأديان الثلاثة".

أما المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، فقال: "إن القرار الأمريكي لا يستهدف فقط ابتلاع القدس، وإنما أيضا تصفية القضية الفلسطينية وأوجه التحية والشكر إلى كل الدول التي وقفت إلى جانب فلسطين، من صّوت إلى جانب فلسطين صّوت إلى جانب الحق والقيم والمبادئ الإنسانية السامية، ومن لم يصوت نحن نتمنى له أن يعود إلى رشده، وأن يكتشف إنسانيته، وأن يعود إلى قيمه لكي يكتشف أن الانحياز للقدس وفلسطين هو انحياز للعدل وانحياز للإنسانية".

وبدوره قال الأب إبراهيم فلتس، الوكيل العام لحراسة الأراضي المقدسة: "لا يمكن للقدس أن تكون لطرف واحد فيجب أن تكون القدس للجميع، ونقول للعالم وللمجتمع الدولي إنه إذا لم تحل قضية القدس فلن يكون هناك سلام في العالم، فالقدس هي مفتاح السلام ومفتاح الحرب".
الجريدة الرسمية