رئيس التحرير
عصام كامل

بعد صفعة ترامب.. الدول الأكثر استفادة من مساعدات أمريكا صوتت للقدس

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

فاجأت نتائج جلسة التصويت التي أجرتها الأمم المتحدة ضد قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة الكيان الصهيوني، الإدارة الأمريكية ودولة الاحتلال خاصة بعد التهديدات التي وجهتها واشنطن بقطع المساعدات عن الدول إذا صوتت ضد قرار الرئيس الأمريكي، ودعمت أكثر الدول التي حصلت على مساعدات إنسانية أمريكية العام الماضي، قرار الجمعية العامة بالأمم المتحدة بشأن القدس.


128 صوتا
وأقرت الأمم المتحدة بأغلبية 128 صوتًا، مشروع قرار قدمته تركيا واليمن، يؤكد اعتبار مسألة القدس من قضايا الوضع النهائي، التي يتعين حلها عن طريق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفقًا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وبينما غابت عن جلسة الجمعية العامة 21 دولة، امتنعت 35 دولة عن التصويت، وعارضت القرار 9 دول من إجمالي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الـ 193.

وامتنع عن التصويت لصالح القرار 35 دولة، من بينها كندا وأوكرانيا وجورجيا وكينيا والأرجنتين وكرواتيا وبنين والمكسيك وباراغواي وبولندا ورومانيا وأوغندا.

90 % من المستفيدين ضد ترامب
وبحسب الأرقام المنشورة على الموقع الإلكتروني لـ"الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية"، المعروفة اختصارا بـ(USAID)، فإن 9 دول من بين أكثر 10 دول استفادت من المساعدات الأمريكية العام الماضي، دعمت القرار الأممي، بينما امتنعت الدولة العاشرة عن التصويت.

وبحسب بيانات الوكالة الأمريكية التي تشمل المساعدات التي تقدمها وزارتا الخارجية والزراعة والتجارة الأمريكية، يحتل العراق المركز الأول بين الدول الأكثر استفادةً من تلك المساعدات بإجمالي مبلغ يقدر بـ5.28 مليارات دولار، تليها أفغانستان بـ5.06 مليارات.

وفي المرتبة الثالثة، تأتي مصر بـ1.23 مليار دولار، ثم الأردن رابعًا بـ1.21 مليار، ومن بعده كينيا خامسًا بـ1.14 مليار، وإثيوبيا سادسًا بـ1.11 مليار.

وفي المرتبة السابعة، تأتي باكستان بـ778 مليون دولار، ونيجيريا ثامنًا بـ718 مليون، وجنوب السودان في المركز التاسع بـ708 ملايين، وعاشرًا تحل تنزانيا بـ629 مليون دولار.

واللافت في تصويت الجمعية العامة بحسب تقرير أعدته وكالة الصحافة الفلسطينية "صفا"، أن 9 دول من الدول العشر المذكورة دعمت القرار الرافض لإعلان ترامب القدس "عاصمة لإسرائيل"، فيما امتنعت دولة جنوب السودان عن التصويت.

أسف بالغ
وأعربت هذه الدول عن الأسف البالغ إزاء القرارات الأخيرة المتعلقة بوضع القدس، في إشارة إلى قرار الرئيس الأمريكي، ترامب، كما شدد على أن أية قرارات أو إجراءات "يقصد بها تغيير طابعها أو وضعها أو تكوينها الديموجرافي ليس لها أثر قانوني، وتعد ملغاة وباطلة، امتثالًا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة".

وطالب قرار الجمعية العامة للامم المتحدة جميع الدول بـ"أن تمتنع عن إنشاء بعثات دبلوماسية في مدينة القدس، عملًا بقرار مجلس الأمن رقم 478 الصادر عام 1980".

صفعة لترامب
التصويت ضد القرار الأمريكي في الجمعية العامة، اعتبرته صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية بمثابة "صفعة قوية" في وجه الرئيس الأمريكي.

وجاء ذلك في مقال تحليلي نشرته الصحيفة على موقعها الإلكتروني بعنوان: "تصويت الجمعية العامة بشأن القدس.. توبيخ معتدل لإسرائيل وصفعة قوية بوجه ترامب".

وقالت الصحيفة إن "التصويت لم يستهدف إسرائيل وسياساتها، إنما استهدف سياسات ترامب، وسلوكه الشخصي".

هزيمة الإدارة الأمريكي
واعتبرت أن تهديدات الرئيس الأمريكي بقطع المساعدات عن الدول التي لن تدعم واشنطن (في قرار الجمعية العامة)، ومن ثم تكرار تلك التهديدات غير الدبلوماسية من قِبل نيكي هيلي سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة، كانت كفيلة بأن ينظر إلى أي تصويت ضد إسرائيل على أنه هزيمة شخصية لترامب، وليس فقط تنديدًا بسياساته.

وأضافت أن ما حصل حول الأمر من ضربة بيد إسرائيل إلى صفعة قوية في وجه ترامب، وعكس تحديًا واضحًا لترامب وإنكارًا شرعيا لسياسته، من قِبل جميع القوى العالمية الكبرى، ودول أوروبا الوسطى، وجميع الدول الإسلامية، بما فيها الدول التي تتلقى مساعدات أمريكية كبيرة.

وفي المقابل أعربت مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي عن شكرها لممثلي الدول التي امتنعت عن التصويت لصالح قرار القدس بالجمعية العامة للمنظمة الأممية، وكذلك تلك التي لم تشارك في الجلسة، فضلًا عن التي رفضته.

وأقيم حفل عشاء لممثلي 65 (مجموع من رفضوا وامتنعوا وغابوا) دولة بالأمم المتحدة "تقديرًا لهم على مواقفهم في الجلسة الطارئة التي عقدتها الجمعية العامة".
الجريدة الرسمية