رئيس التحرير
عصام كامل

5 مكاسب للعرب بعد قرار ترامب بشأن القدس

القدس المحتلة
القدس المحتلة

تسبب قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المنفرد بشأن نقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس واعتبار القدس عاصمة لدولة الكيان الصهيونى في عدد من المكاسب لصالح العرب بشكل خاص والدول الإسلامية بشكل عام.


توحيد العرب
وعاد العرب من جديد منذ سنوات الفرقة واختلاف الرؤى في حل عدد من الملفات العربية الشائكة للتعاون والجلوس على طاولة واحدة من جديد وسط إصرار لتحقيق هدف بعدما وجدوا أنفسهم أمام طوفان أمريكي أعمى لا يفرق بين عدو وصديق في الدول العربية أو الإسلامية ضاربًا بجميع الأعراف والقوانين الدولية عرض الحائط وأعطى ما لا يملك إلى ما لا يستحق بعدما أعلن عن اعتبار مدينة القدس الفلسطينية عاصمة لدولة الكيان الصهيوني.

وخلال مناقشة قرار الرئيس الأمريكى بشأن القدس داخل جامعة الدول العربية حدث حالة من الشد والجذب بين الدول الأعضاء واحتوى بيت العرب في القاهرة العديد من الجلسات العلنية والمغلقة وكان الجميع دون استثناء يتحدث عن القدس باعتبارها رمزًا لكرامة العرب أجمع والتنازل عنها يهدر من كرامة الدول العربية والإسلامية.

العودة للصدارة
منذ عام 2011 انخرطت الدول العربية في مشاكلها الداخلية منها من عانى فيما يسمى بثورات الربيع العربى ومنها من انخرط في مشكلات اقتصادية أو مشكلات أمنية والتصدى للجماعات الإرهابية وأصبحت القضية الفلسطينية تحتل مرتبة متأخرة لدى الدول العربية بعد قضاياهم الداخلية حتى أفاق العرب من غفلتهم على قرار من رئيس دولة عظمى ظن في لحظة غفلان أنه يمكن للعرب مهما ظهر تشتيتهم أو انخرطوا في مشكلات مصطنعة بدولهم لا يمكن أن يفرطون في تراب القدس وسوف تظل القضية الفلسطينية بشكل عام والقدس فشكل خاص القضية الأم لجميع العرب والمسلمين.

قرار ترامب جعل القضية الفلسطينية في الصدارة ليس على المستوى العربى فحسب ولكن على المستوى العالمى أيضًا كما أنه ساعد على تنشيط المياه الراكدة دون قصد لتحتل القدس وسياسات الاحتلال تجاه الشعب الفلسطينى إلى صدارة الحدث.

وسيط خائن
ظن العرب في الرئيس الأمريكى الجديد خيرًا عندما أعلن عما يسمى بـ«صفقة القرن» - التي ماتت قبل أن تولد- وجعلوا من واشنطن وسيطًا مهمًا لتحقيق عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية وبدأت الدول العربية تتعاون مع الإدارة الأمريكية الجديدة بهذا الشأن في اتجاه تحقيق السلام في الشرق الأوسط.

وجاء اتصال ترامب بعدد من الدول العربية لإخبارهم بنيته إعلان القدس عاصمة لدولة الاحتلال خبر صادم ومستنكر من جميع الدول العربية ولكن عناد ترامب واستهانته بالدول العربية جعلته يعلن عن قراره أمام جميع وسائل الإعلام متجاهلًا رد الفعل الرسمى وغير الرسمى للدول والعربية والإسلامية لما يمثله القدس كرمز لهم مما أثبت أن واشنطن وسيط غير نزيه في حل أي قضايا تتعلق بالشرق الأوسط وتسبب في عزلتها.

ديمقراطية زائفة
الغطرسة والتهديد والوعيد سياسات انتهجها الرئيس الأمريكى منذ توليه مقاليد الحكم وكانت التهديدات التي وجهتها مندوبة واشنطن الدائمة لدى المنظمة الدولية، نيكي هيلي، للدول التي تعتزم التصويت على مشروع قرار بشأن القدس في الجمعية العامة للأمم المتحدة آخر التصرفات الأمريكية غير المسئولة حيث قالت إنها "ستأخذ أسماء" الدول التي تصوت لرفض اعتراف دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وفى رسالة بحسب صحيفة الجارديان، قالت هيلى للدول التي تضم وفودا أوروبية إنها ستقدم تقريرا للرئيس الأمريكى بأسماء أولئك الذين يؤيدون مشروع قرار يرفض الخطوة الأمريكية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، مضيفة أن ترامب يأخذ المسألة بشكل شخصى.

وقالت هيلى: "عندما تفكرون في تصويتكم، أحيطكم علما بأن الرئيس والولايات المتحدة تأخذ هذا التصويت بشكل شخصى".

التهديد الأمريكى الصريح للدول المعارضة لقرارها يؤكد الديمقراطية الزائفة التي تتشدق بها أمريكا وتتهم دولًا أخرى بأنها ضد الديمقراطية في حين بلد الديمقراطية تمارس الديكتاتورية على الدول العربية.

كشف الأعداء
ومع أن واشنطن استطاعت أن تفشل مشروع القرار المصرى بشأن القدس في مجلس الأمن عن طريق استخدام حق الاعتراض «الفيتو» وتحويل الموضوع برمته إلى الأمم المتحدة الذي حاز بتصويت كاسح لصالح مشروع القرار العربى بشأن القدس أسدل وقتها الستار أمام الدول الصديقة والداعمة لقضية العرب الأولى والدول التي تخالف جميع الأعراف لإرضاء البيت الأبيض.

وأصدرت الدول العربية والإسلامية بيانات ناصرت الحق في الدفاع عن عروبة القدس في حين خرجت أصوات أخرى بمحاسبة الدول التي عارضت مشروع القرار العربى لكونها بعيدة كل البعد عن الديمقراطية وتعطى شرعية للكيان الصهيونى لتنفيذ أعماله الإجرامية تجاه الشعب الفلسطينى.
الجريدة الرسمية