رئيس التحرير
عصام كامل

مافيا المخابز تعلن الحرب على سلع النقاط بـ«تصفير البطاقات».. مواطنون مشتركون في الجريمة.. حرب تكسير عظام بين المخابز ومحال البقالة التموينية على «سلع الخبز البديلة».. والمصريون أبر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كلما أرادت وزارة التموين والتجارة الداخلية معالجة ما أصاب جسد “الدعم” من تشوهات وانحرافات تمنع وصوله إلى مستحقيه، في محاولة منها للحفاظ على المال العام، ظهرت أساليب جديدة للتحايل على المنظومات الجيدة، لتحقيق مكاسب غير مشروعة، وللأسف فقد كشفت التجارب من خلال الأجهزة الرقابية عن مشاركة مواطنين من أصحاب البطاقات الذكية في التلاعب مع المخالفين من المخابز والبقالين.


سيناريوهات التلاعب
كما واصل أصحاب المخابز تنفيذ سيناريوهات التلاعب، حتى بعد تولى الدكتور على المصيلحى، مقاليد الأمور داخل وزارة التموين، منصبه، والذي حاول معالجة الخلل الموجود في منظومة الخبز، وترتب عليه إهدار مليارات كثيرة تحملت الدولة ضريبتها نتيجة فوضى دعم الخبز بعد إعادة تكلفة، وقبلها لكون جذور الفساد متغلغلة في هذه المنظومة التي شارك بالتواطؤ بها مفتشو الوزارة وشركات الكروت الذكية.

تكسير العظام
وتتنوع مشاهد حرب “تكسير العظام” بين المخابز ومحال البقالة التموينية، على ما يسمى سلع الخبز البديلة التي يصرفها المواطنون من أصحاب البطاقات المدعمة مجانا، بداية كل شهر من مختلف المنافذ التموينية مقابل 10 قروش عن كل رغيف مدعم لم يتم استهلاكه، ضمن مقررات الفرد التي تصل إلى 5 أرغفة يوميا، ليعلن أصحاب المخابز ما يمكن وصفه بـ”الأوكازيون السري” في الكثير من المحافظات والمناطق النائية، حيث يتم دفع أكثر من 20 أو 25 قرشا للفرد مقابل التنازل عن الرغيف الذي تصل تكلفته بعد اللائحة التنفيذية لتدابير منظومة الخبز في أغسطس الماضى إلى 60 قرشا، يتم وضعها في حساب صاحب المخبز بأحد البنوك من الهيئة العامة للسلع التموينية، بجانب صرف جميع الأرغفة التي لم يتم استهلاكها ومنح صاحبها مقابلا عينيا أو نقديا، وهو ما يسمى بـ”تصفير البطاقات”.

اغتيال نقاط الخبز
من جهته كشف السيد البرعى، نائب رئيس شعبة البقالة بالغرفة التجارية بالبحيرة، عن سعى المخابز المستمر لاغتيال نقاط الخبز بصور مختلفة منها– على حد قوله- استخدام الماكينات لصرف الخبز وهميا خارج المحافظات بعد عدم تفعيل نظام “جى - بى - إس” الذي يمنع تشغيل النظام خارج المخبز، ما أثر على سلع النقاط التي يتم صرفها للمواطنين، لنقص رصيد صاحب البطاقة التي يتم ضربها.

وأضاف: هذه الممارسات تأتى في ظل عدم إحكام الأجهزة الرقابية بالتموين أو المديريات على المخابز التي تتلاعب لتحصيل مستحقات غير مشروعة مستغلة احتياج المواطنين بعرض المزايا، وهى في واقع الأمر سرقة مقننة للمواطنين، وهو ما يستدعى تغليظ العقوبات على هؤلاء المخالفين، خاصة أن الكثير من بقالى التموين اشتكوا من تناقص مبيعات سلع الخبز خلال الأشهر الأخيرة بعد تولى “المصيلحى” للانتقام من المنظومة التي تحاصرها بفتح جبهات أخرى للتلاعب.

في سياق متصل قالت سهير عبد الرحيم، مدير عام بقطاع التجارة الداخلية: أجهزة الرقابة والإدارة العامة لمباحث التموين وقطاع الرقابة والتوزيع، تتلقى الكثير من الشكاوى حول التلاعب في صرف سلع مقابل التنازل عن الخبز منها أحد أصحاب المخابز في شبرا يبيع الخضراوات أمام مخبزه للمواطنين مقابل التنازل عن الخبز، وفى فيصل بالجيزة هناك من يبيعون البيض وبأسعار زهيدة للمواطن يستشعر منها أنها أرخص مما يتم تداوله بالأسواق مقابل ضرب البطاقة لتحصيل مبالغ نقدية، ونتج عن ذلك توجيه الحملات إلى كثير من المخابز وتحرير المخالفات ضد المتورطين لكون هذا الأسلوب يعد نهبا لدعم يساعد على ارتكابه أصحاب البطاقات المدعمة.

ضياع الحقوق
في حين حمل محمد ناجى راشد، وكيل مديرية التموين والتجارة الداخلية بالجيزة المواطنين المسئولية في ضياع حقوقهم المستحقة، واتهمهم بالتواطؤ مع المخابز حتى إن بعضها يطرح رغيفا وزنه أكبر نسبيا من الرغيف المدعم ويصرف لأصحاب البطاقات بـ 10 قروش، في الوقت الذي يتم فيه ضربه على ماكينات المقررات بما يعادل رغيفين، لافتا إلى أن المواطنين يتضررون من منع التموين إنتاج هذا الرغيف أو عشرة قروش لكونهم لا يعرفون ألاعيب أصحاب المخابز.
الجريدة الرسمية