رئيس التحرير
عصام كامل

قصة آخر زبون مع عاهرة.. سقوط «إلهام» بعد ممارسة الرذيلة مع 12 من راغبي المتعة بالمرج.. «قائمة الزبائن» أسقطتها في فخ «الآداب».. تؤكد: اصطحبت أطفالي إلى شقة الدعارة.. وفوج

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كانت عقارب الساعة قد تجاوزت الثانية صباحًا بدقائق قليلة، عندما داهمت قوة من مباحث الآداب شقة مفروشة تدار للأعمال المنافية للآداب بمنطقة المرج، وفى لحظات معدودة أخرج رجال المباحث رجالا ونساء شبه عرايا من عدة غرف.


أبناء العاهرة
فجأة انتبه الجميع إلى طفلين يصرخان “أمى.. أمى” ويجريان خلف إحدى الساقطات، وهى في قبضة أحد أفراد القوة، وفى مشهد درامى مثير أسرع الابن الذي لا يتجاوز عمره 6 سنوات، بالتقاط “مفرش سفرة” وأعطاه لأمه كى تستر به نفسها، فيما بدأت ابنتها البالغة من العمر 7 سنوات تساعدها في إحكام المفرش حول جسدها.. أما الأم فقد انخرطت في بكاء مرير وهى تردد: “ولادى.. ولادى.. بلاش قدام ولادى”.

شريط ذكريات
في الطريق إلى قسم الشرطة، جلست “إلهام” ذات الـ”28” عامًا، داخل “البوكس” محتضنة طفليها، وأمام عينيها مر شريط ذكريات وأحداث دفعتها لاحتراف الدعارة على مرأى ومسمع من طفليها الصغيرين.. تذكرت عندما جاءت من قريتها لتتزوج في منزل صغير بمنطقة المرج، وكم كانت سعيدة مع زوجها رغم ضيق الحال، وكيف تضاعفت سعادتها عندما رزقها الله بالطفلين “ندى وكرم”.

دموع إلهام
بدأت الدموع تنهمر على خديها عندما وصل شريط الذكريات إلى إدمان زوجها “المواد المخدرة”، واضطر للاستدانة من جميع معارفه وأقاربه حتى ينفق على “مزاجه”، وتحولت حياة الأسرة السعيدة إلى جحيم بعد أن غرق الزوج في الديون، وأصبح مطاردا هاربا من تنفيذ 16 حكما في قضايا شيكات بدون رصيد.. ازداد نحيب الزوجة الشابة عندما اقترب “البوكس” من قسم الشرطة، وبعفوية وبراءة ربت الصغيران على كتفها وكأنهما يقولان لها “لا تقلقى نحن بجانبك ولن نتخلى عنك”.

محضر دعارة
توقف “البوكس” أمام القسم ونزلت “إلهام” وهى تقبض بقوة على معصمى صغيريها وكأنها تخشى أن يختطفهما أحد منها، وعندما جلست أمام المحقق، توسلت إليه ألا يحرر لها محضر دعارة، قائلة: “خلية سرقة، نصب، مخدرات، أو حتى قتل.. المهم بلاش دعارة علشان خاطر ولادي”، ولكن القانون هو القانون ولا يمكن تزييف الحقائق في المحاضر الرسمية.. بعد الانتهاء من تحرير المحضر أحيلت المتهمة إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات.. وأمام وكيل النائب العام جلست تروى حكايتها المثيرة، قائلة: “قبل نحو 8 سنوات، تزوجت من شاب وانتقلت لأعيش معه في شقة بمساكن المرج".

وأضافت: وبعد أن أنجبت طفليَّ “ندى وكرم”، اكتشفت أن زوجى مدمن مخدرات، وأنه مديون لعدد كبير من معارفه وأصدقائه، وبعضهم أقام ضده دعاوى قضائية وصدرت ضده أحكام بالسجن.. بدأت أفكر في الخروج للعمل كى أدبر نفقات صغيريّ وأساعد في تسديد ديون زوجى”.. توقفت فجأة عن الكلام لتسأل عن الصغيرين وعن مصيرهما، فطمأنها وكيل النيابة عليهما، وأكد أنهما يحظيان بالرعاية اللازمة.

مصطفى هو السبب
“مصطفى هو السبب.. هو الذي اقتحم حياتى ودمرنى ودمر أسرتى”.. هكذا استطردت "إلهام" حديثها، مضيفة: “مصطفى صديق زوجى عرض عليّ العمل في مطبخ شقة مفروشة بمنطقة المرج مقابل أجر كبير.. وافقت بلا تردد، وهناك اكتشفت أن هذه الشقة الكبيرة تدار لأعمال الدعارة.. اضطررت للاستمرار في عملى طالما أننى بعيدة عن تلك الممارسات الآثمة.. بعد عدة أيام بدأت فتيات الليل بتحريض من مصطفى، يتحدثن معى عن المكاسب الهائلة التي يحصلن عليها، وكيف امتلكن ثروات كبيرة واشترين أفخر الملابس والمجوهرات من عملهن السهل".

إغراءات فتيات الليل
واستطردت: ضعفت أمام كل هذه الإغراءات وسقطت في مستنقع الرذيلة، وبدأت أتنقل بين أحضان الرجال، وتدفقت عليّ الأموال”.. تنهدت في حسرة وألم قبل أن تستطرد: “اشتغلت ليل نهار وكنت أستقبل 12 زبونًا في اليوم الواحد، وكان أكثر ما يؤلمنى هما طفلاى “كرم وندى”، فقد ذهبت المخدرات بعقل والدهما، واضطررت لاصطحابهما معى إلى شقة الدعارة، وكثيرا ما كانا يسألان عما أفعله مع الرجال داخل الحجرة المغلقة، حتى إننى فوجئت بابنتى تطلب منى أن تشاركنى العمل!! وقتها شعرت بانقباض في قلبى واستيقظت من غفلتى وقررت أن أعتزل هذا العمل الآثم.. أخبرت مصطفى بقرارى النهائى، ولم يعارضنى ولكنه اشترط أن أنهى عملى في هذا اليوم أولا، قائلا: “أمامك 6 زبائن بعدها إنتى حرة”.. رضخت لطلبه، وقبل أن أنتهى من الزبون الأخير بدقائق، فوجئت برجال الشرطة يلقون القبض عليَّ”.

صرخات الطفلين
بعد أن انتهت التحقيقات قررت نيابة المرج إحالة المتهمة ضمن شبكة الآداب إلى المحاكمة العاجلة، وأثناء ترحيلها من سراى النيابة، انطلقت صرخات الطفلين في مشهد هز قلوب الجميع وأبكى عيونهم، وأمرت النيابة بتسليمهما إلى جدتهما.

"نقلا عن العدد الورقي.."
الجريدة الرسمية