مطار العريش وأنفاق القناة!
لعلها مصادفة توحى بالكثير من المعاني، وهى ألا تمر سوى بضعة أيام قليلة فقط على عملية إطلاق صاروخ على مطار العريش، ونشهد خروج ماكينة الحفر العملاقة من النفق الرابع تحت قناة السويس، إيذانا بانتهاء المرحلة الأساسية لإنشاء هذه الأنفاق التي تربط سيناء العزيزة بالوطن الأم.. لقد كانت عملية مطار العريش تستهدف كلا من وزير الدفاع ووزير الداخلية اللذين كانا يتأهبان لمغادرة مطار العريش، بعد تفقد قوات إنفاذ القانون التي تتصدى لتنظيمات الاٍرهاب في مساحة من سيناء، والحمدلله أن الله كتب السلامة لهما، مثلما كتب الشهادة لضابط طيار وضابط آخر مع جنديين..
وجاءت هذه العملية الإرهابية النوعية من حيث التخطيط والهدف، فضلا عن السلاح المستخدم فيها، والذي يحتاج لمهارات مختلفة عن المتفجرات المزروعة أو الأسلحة الآلية، لتبين أن حربنا ضد الاٍرهاب ضارية وشرسة والنصر فيها يحتاج جهدا وكفاحا وسيكون له تضحياته وشهداؤه، لنحمى هذه البقعة الغالية من أرض مصر، ونحمى أيضا كيان دولتنا الوطنية.. ولذلك كان علينا ونحن نتصدى لتلك التنظيمات الإرهابية أن نمضى قدما في بناء بلدنا اقتصاديا وتنمويا، مع الحرص على دعم الروابط بين سيناء والوادى، باعتبار ذلك ضرورة من ضرورات الأمن القومي.
وهكذا أعقب عملية مطار العريش تدشين عملية ربط سيناء بالأنفاق الأربعة التي تمر تحت قناة السويس، وتسهل الانتقال من وإلى سيناء مما يساعد على تنميتها، وهى التنمية التي سوف تحميها من كل الأطماع التي تستهدف فصلها عن الوطن الأم، أو اقتطاع مساحة منها أو جعلها منطقة مباحة للعابثين بأمننا وللإرهابيين.. إنها إذن رسالة ذات مغزى كبير بأننا ماضون في طريقنا.. طريق النهوض ببلادنا، مهما كانت التحديات والمصاعب وأيضًا المخاطر التي نواجهها.