رئيس التحرير
عصام كامل

خطيب المسجد الأقصى: أمريكا لم تكن يومًا محايدة.. وقرار «ترامب» بشأن السفارة «إعلان حرب»

فيتو

لا يجوز لمجموعة احتلالية أن تستحوذ على مدينة القدس لنفسها
لا مجال للمفاوضات.. ولن يحل السلام
نثمن موقف شيخ الأزهر.. وأطالب العرب والمسلمين بالاتحاد للدفاع عن القدس




الشيخ عكرمة صبري، أو كما يعرف بخطيب المسجد الأقصى الحر، رئيس الهيئة العليا في القدس، تصدى دائما لسلطات الاحتلال الصهيوني في محاولاتها المستمرة لتهويد القدس وطمس المعالم الأثرية والدينية، حصل على شهادة الدكتوراه "العالمية" من جامعة الأزهر الشريف في الفقه العام من كلية الشريعة والقانون، بعد أن تخرج في جامعة بغداد، وتصدى لقرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإغلاق أبواب المسجد الأقصى وتركيب البوابات الإلكترونية، حتى أصيب بطلقات الرصاص من قوات الاحتلال خلال مشاركته مع آلاف الفلسطينيين في مظاهرات منددة بالقرار، إضافة إلى وقوفه ضد قرار أمريكا بنقل السفارة الإسرائيلية إلى القدس..

كل هذا وأكثر... جعل خطيب المسجد الأقصى في صدارة المشهد دائما ضد الاحتلال الإسرائيلي.. وقد تواصلت "فيتو" معه، وأجرت معه حوارًا.. وهذا نصه: 

◄ بداية؛ كيف ترى قرار ترامب بنقل سفارة إسرائيل إلى القدس، وما تبعاته؟
- هذا القرار الجائر الظالم هو استهداف لفلسطين والمقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية، وعليه فإننا نرفضه، ونعده من قبيل العنجهية الأمريكية، لأنه إن دل فإنما يدل على أن أمريكا رفعت أيديها عما يعرف بالمفاوضات السلمية، ومعنى ذلك أنه لا سلام، وأن أمريكا أعلنت الحرب علينا، لأنها لم تعد راعية لتلك المفاوضات؛ وهي لم تكن محايدة من الأساس، وقرارها الأخير كشف عن حقيقتها بتحيزها لإسرائيل والصهيونية العالمية.


◄كيف تواجه القدس ذلك القرار الجائر؟
- مدينة القدس لها ارتباطها التاريخي والجغرافي، وكان من الأولى لمجلس الأمن أن يثير الجذور التاريخية والدينية لمدينة القدس حتى نصد ما ادعاه مندوب إسرائيل في مجلس الأمن، فتاريخنا مرتبط بالماضي والحاضر والمستقبل، ولا يجوز أن نتجاهل تلك الروابط.. فالاحتلال، على وهنه وأوهامه، يحاول أن يزور التاريخ القديم بالتاريخ الحديث، لأنه خالٍ من تلك الروابط، ونحن أولى بإحياء تلك الروابط لنثبت حقنا الديني والتاريخي والثقافي.


◄ما الخطوات اللازمة لتراجع أمريكا عن قرار الأخير؟
- أمريكا لن تتراجع عن قرارها إلا إذا وقفت الدول العربية والإسلامية وقفة جادة أمام أمريكا وقالت لها "لا"، وحينما تتجرأ الدول العربية والإسلامية أن تقول لأمريكا "لا"، ستضطر حينها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى التراجع؛ أما وأن الدول العربية قصرت أمرها على الشجب والإدانة والرفض فلن تتراجع الولايات المتحدة، وبالتالي فنحن علينا أن نعلن صوتنا كشعوب لتتراجع أمريكا عن قرارها.


◄ ما تعليقك على موقف الأزهر وشيخه من قضية القدس؟
- بارك الله في شيخ الأزهر؛ رفض استقبال نائب الرئيس الأمريكي، وهذا موقف نثمنه، ونطالب بالمزيد من المواقف الثابتة التي عودنا الأزهر عبر التاريخ في محاربته للاستعمار البريطاني ووقوفه في وجه الظلم والعدوان.


◄هل يؤثر ذلك القرار على مستقبل المفاوضات والسلام في المنطقة؟
- لا مجال الآن للمفاوضات؛ لأن أمريكا بتت في موضوع القدس، وبالتالي المفاوضات انتهت، وأمريكا هي من قررت الحرب بدلا من السلام، ونؤكد أن موقفنا واضح من البداية، وسنظل ندافع عن القدس مهما كلفنا الأمر، والغطرسة الأمريكية لن تغير من الحقائق أي شيء لأن موقفنا إيماني والله سبحانه وتعالى ربط القدس بالسماء وبمكة والمدينة المنورة ولن نتنازل عن هذه المدينة أبدا.


◄كيف ترى مستقبل المصالحة بين فتح وحماس في ظل تلك الظروف؟
- الأوضاع والظروف الحالية التي تمر بها القضية الفلسطينية تدعو بشكل جدي إلى الوحدة بين كل الفصائل، لأن مدينة القدس مهددة، ويجب إنقاذها والحفاظ عليها بوحدة العرب، والمسئولية مشتركة وفي أعناقنا جميعا، لأن الفلسطينيين الأحرار لن يركعوا لليهود، ونشكر جميع إخواننا في الداخل لصمودهم في الدفاع عن القدس، ونقول لهم إن القدس واحدة سابقا ولاحقا، وإنها قد حيدت نفسها من الصراعات التي كانت دائرة ما بين رام الله وغزة، لأنها تمثل القيمة التي تخدم فلسطين والمقدسات الدينية، ولا نقر ولا نعترف بالقرار الأمريكي المشئوم، لأنه غير قانوني وغير إنساني، وسنستمر في المتابعة والمقاومة حتى إسقاط ذلك القرار.


◄هل ترى أن قرار ترامب جزء من صفقة القرن مع إسرائيل؟
- هذه ليست صفقة القرن وإنما صفعة القرن، وكثيرا ما روج الإعلام الإسرائيلي لتلك الصفقة، ولا نعلم ما الذي كان يحيط بها من مخاطر، وبدا الآن ظاهرا أن القدس قد تذهب وتضيع من بين أيدينا إلى قوات الاحتلال الإسرائيلي.


◄ما الذي تتوقعه خلال تلك الفترة المقبلة بعد إعلان القرار الأمريكي؟
- المتوقع هو أن تشتعل المنطقة أكثر وأكثر خلال الفترة المقبلة، وأن تزداد الأمور تعقيدا، ولن يحل السلام أو المفاوضات لأن هذه الخطوة هي عدوان وتحيز واضح وسافر من أمريكا تجاه إسرائيل، ويجب على المسلمين أن ينتبهوا لتلك الخطورة، لأن مدينة القدس تخصهم وليست القدس للفلسطينيين وحدهم، بل لجميع العرب والمسلمين في أرجاء الأرض، وعلى العالم الإسلامي والمسيحي أن يتحركوا أيضا لأن هذا يخصهم، ولا يجوز لمجموعة احتلالية أن تستحوذ على مدينة القدس لنفسها.


◄ما الذي تطلبه من العرب والمسلمين؟
- أطالب العرب والمسلمين بأن يتحدوا، وأن يكونوا يدا واحدة فإذا توحدت مواقفهم سيكونون أصحاب قوة، وبالتالي ستحترمهم أمريكا؛ فالدفاع عن القدس هو دفاع عن الإيمان، ونطالب الشعوب العربية بأن تضغط على حكوماتها، لأن تتحرك، فالشعوب إذا انتفضت لا تستشير أحدا؛ فالظلم نتائجه وخيمة، وعلى العرب والمسلمين أن يقفوا وقفة رجل واحد والوحدة هي أساس قوتنا.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"...
الجريدة الرسمية