رئيس التحرير
عصام كامل

«حرية صهيون» قصة عملة يهودية لم تنصف صاحبها في الأمم المتحدة

فيتو

«حرية صهيون» هكذا وصف داني دانون، مندوب الاحتلال الصهيوني بالأمم المتحدة، عملة قديمة زعم أنها تعود إلى عام 67م، وظهرت في القدس داخل هيكل سليمان، عندما بناه اليهود للمرة الثانية، قبل أن يتم تدميره على أيدي الرومان.


يُصر مندوب الاحتلال على حمل تلك العملة في جيب جاكت البدلة التي يرتديها دائما، خلال جميع الجلسات التي يحضرها داخل أروقة الأمم المتحدة، على أنها الدليل الأكبر لملكية أبناء شعبه للقدس.

ولكن الاهتمام العالمي ركز على حديثه حول تلك العملة بشكل أكبر، عندما حملها «داني» معه في جلسة مناقشة مشروع القرار المصري بمجلس الأمن، والذي نص على أن «أي قرارات وإجراءات تهدف إلى تغيير طابع مدينة القدس أو وضعها أو تركيبتها الديموجرافية ليس لها أي أثر قانوني، وأنها لاغية وباطلة ويجب إلغاؤها امتثالا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة».

انتفض مندوب الاحتلال فرحًا في أعقاب الجلسة، بـ«الفيتو» الأمريكي ضد القرار رغم إجماع الأعضاء عليه بـ 14 من أصل 15، فلم يفلح سوى في إقناع الخادم الأمريكي الأمين له، والذي ليس بحاجة لأية أدلة، ليضفي الشرعية على الاحتلال.

فشل «دانون» في حصد أي تعاطف مع عملته، لم يثنه عن رفع نفس العملة، خلال جلسة تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على القرار المصري، الذي تبنته تركيا واليمن باعتبارهما ممثلين عن المجموعتين العربية والإسلامية، واستخدمها مرة أخرى في محاولة بائسة لجني أي تعاطف محتمل.

ومع تكرار استخدام تلك العملة، اضطر بعض الباحثين لكشف حقيقة مزاعم مندوب الاحتلال حول تلك العملة، فقال الباحث الفلسطيني، محمد الزرد، إن اليهود أثناء تواجد تجمع لهم خلال فترة الحكم الروماني في القرن الميلادي الأول، تفردوا بدراسة نقود تلك الفترة، وصنفوها على هواهم بما يخدم مصالحهم الاستيطانية في فلسطين.

الباحث الفلسطيني أكد أيضا أن معظم مختصي المسكوكات العرب، تناولوا تلك الدراسات دون محاولة إثبات رؤية أخرى له، لافتا إلى أن العلماء الإسرائيليين يصنفون العملة على أنها من فئة «بروتا» اليهودية، التي تعود لفترة ثورة اليهود الأولى على الرومان 67-68م.

وأشار إلى أن الباحثين اليهود يرددون هذا الكلام دون أي دليل موجود على القطعة، ونسبوها لليهود، فقط لأنها سكت في فترة وجود تجمع صغير لهم في فلسطين تحت حكم الرومان، مضيفا: «بعد ترجمتي للكتابة الآرامية على القطعة ولغة أهل فلسطين في تلك الفترة، وجدت أن الوجه يمثل ورقة وفرع شجرة عنب، حولها مكتوب ما ترجمته "يوم حرث"، أما الظهر مكتوب سنة ستين».

وأوضح أن العملة سكت بمناسبة يوم أو عيد زراعي، خاصة أن فلسطين تشتهر بأجود أنواع العنب.
الجريدة الرسمية