أبرز 5 قضايا تناولها مرصد الأزهر في أسبوع.. حركة الشباب الصومالية تواصل أعمالها الإرهابية.. حظر الحجاب أزمةً جديدة تعصف بالمجتمع النيجيري.. مسلمات الهند يواجهن قضية الطلاق الثلاثي
سلط مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، على مدار الأسبوع، الضوء على عدد من القضايا المهمة التي تشغل الرأي العام المحلي والعالمي في مختلف بلدان العالم.
وأصدر المرصد العديد من التقارير المهمة من خلال وحداته المختلفة التي تُفند ادعاءات الجماعات الإرهابية والمتطرفة، وذلك في ضوء متابعته المتواصلة للوقوف على آخِر المستجدّات على صعيد أنشطة الجماعات المتطرّفة واستراتيجياتها في استقطاب الشّباب وتنفيذ مخططاتها الإجرامية.
كما سلط مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، الضوء على أحوال المسلمين في شتى بلدان العالم، مستعرضًا المصاعب والتسهيلات المُقدمة لهم من قبل كل دولةٍ، والسبل التي توفر لهم التعايش والاندماج في مجتمعاتهم، وفي التقرير التالي نستعرض أبرز التقارير والمقالات والإحصائيات التي أعدها المرصد، من خلال وحداته المختلفة خلال هذا الأسبوع.
الحوار بين الأديان
تابعت وحدة رصد اللغة الإسبانية، مع بداية الأسبوع، لقاء ممثلون عن الجمعيات الإسلامية، والمسيحية، واليهودية، وكذلك الهندوسية، والبوذية، في اجتماع هو الأول من نوعه بين هؤلاء القادة الدينيين، عُقد بمقر المعهد الإكلينيكي ودار الأبرشية في مدينة «مالقة» الإسبانية.
وأوضحت الوحدة في تقريرها الذي حمل عنوان: «الاجتماع الأول للقادة الدينيين في مدينة مالقة الإسبانية»، أن مثل هذه الاجتماعات تسهم في تعزيز العَيْش المشترَك والسِّلْم المجتمعي، كما أن دور الحوار بين الأديان، يتعاظم مع انتشار الجماعات المتطرفة، وتبرز أهميته في نشر الوعي والتبادل المعرفي بين أبناء الديانات المختلفة؛ لإزالة الأحكام المسبقة والصورة الذهنية الخاطئة التي تتسبب في الكراهية.
حركة الشباب الصومالية
كما تابعت وحدة رصد اللغات الأفريقية، في تقرير لها بعنوان، والذي حمل عنوان: «حركة الشباب.. ومشهد دموي جديد في الصومال»، أحدث مشاهد العنف الوحشي الذي يمارسه عناصر «حركة الشباب الصومالية»، الذين يعيثون في الأراضي الصومالية فسادًا، حيث قامت الحركة بقطع اليد اليمنى لمواطن يُدعى «عبد الفتاح عثمان أحمد»، والبالغ من العمر 19 عامًا، عقب اتهامه بالسرقة، بمحافظة «شبيلي» السفلى جنوب غرب البلاد، وقد أقدم عناصر الحركة على تطبيق هذه الجريمة اللاإنسانية في ميدان «كونيو برو» على مرأى ومسمع من جمع من المواطنين.
كما تابعت الوحدة، في السياق ذاته، جريمة أخرى أقدم عليها عناصر «حركة الشباب الصومالية»، وذلك عقب أقل من أربع وعشرين ساعة، على قطعهم يد أحد المواطنين، حيث شن مسلحون تابعون للحركة هجومًا عنيفًا استهدف مركزًا شرطيًا للتدريب بالعاصمة الصومالية مقديشو، وهو ما أسفر عن مقتل أكثر من 13 شرطيًا وإصابة آخرين، وبررت الحركة هذه الأعمال الإجرامية بأنها تطبيق للحدود الشرعية.
وأوضحت الوحدة، أن عمليات إقامة العقوبات - بزعم تطبيق حدود الشريعة - منهج دأبت «حركة الشباب الصومالية»، على اتباعه، خاصة في المناطق الخاضعة لسيطرتها وسط وجنوب الصومال؛ مؤكدًة أن هذه الجماعة الإرهابية لا تعرف سوى لغة الدم، ومنهج العنف، وأسلوب الوحشية والغدر، وأن ما تقوم به من ممارسات تتنافى ومعاني الإنسانية وجوهر الأديان، فضلًا عن انحرافها عن مبادئ الدين الإسلامي الحنيف وتعاليمه السمحة، ومع ظهورها على الساحة تتجدد مشاهد العنف والإرهاب الوحشي، حيث ارتبط ذكرها بمشاهد الدماء التي تُراق غدرًا، والأشلاء التي تتطاير ظلمًا، والدمار والخراب الذي تعانيه الصومال جراء الإرهاب الذي تمارسه.
أزمة الروهينجا
وفي تقرير حمل عنوان: «أزمة الروهينجا بين التطهير العرقي والتعتيم الإعلامي»، أكدت وحدة رصد اللغة الإنجليزية، أن حرية الصحافة والصحفيين المكفولة من قبل القانون الدولي باتت معرضة للخطر في ميانمار، وذلك بعد أن ألقت السلطات الميانمارية القبض على الصحفيين «وا لون» و«كيوا سو أو»، العاملين في وكالة رويترز العالمية، ووجهت لهما تهمة «الحصول على معلومات بطريقة غير قانونية بغية تداولها مع وسائل الإعلام الأجنبية»، التي قد تفضي بهما إلى السجن لمدة أربعة عشر عامًا، وذلك بالرغم من أن الصحفيين استقيا معلوماتهما من ضابطَيْ شرطة - تم إلقاء القبض عليهما أيضًا - تابعين للدولة البورمية، وهو ما يفيد بجلاء أن حكومة ميانمار تريد التعتيم على الممارسات الوحشية التي ترتكبها في حق أقلية الروهينجا المسلمة في البلاد.
وتابعت الوحدة، في تقريرها لها، أن هذا التضييق على الصحافة والصحفيين، يأتي عقب أن قيدت الدولة البورمية حرية بابا الفاتيكان نفسه، وجعلته - وفقًا لما ذكره موقع CNN في الثامن والعشرين من نوفمبر المنصرم، في تقرير بعنوان: «البابا فرانسيس يتحاشى استخدام كلمة الروهينجا في خطابه في ميانمار» - يتحاشى من ذكر كلمة «الروهينجا»، بزعم أنه لو قالها فسيثير الكثير من المشكلات والاضطراب في البلاد.
حركة الشباب وكينيا
وكشفت وحدة رصد اللغات الأفريقية، في تقرير أعدته عن، إستراتيجية جديدة لعناصر «حركة الشباب الصومالية»، في تجنيد الفتيات الكينيات، تتمثّل في تجنيد النّساء للعمل كجواسيس لصالحهم، وأشار التقرير إلى أنه تم الكشف عن شبكةٍ للتجسُّس تعمل لصالح الحركة الإرهابية، تتكون من خليّةٍ نسائية عملت الحركة على تجنيدها لمساعدتها في استقطاب مزيدٍ من الفتيات والشباب بشكلٍ عامٍّ؛ بهدف تأسيس قاعدة من المقاتلين وعناصر الحركة في كينيا.
ونقلت الوحدة، في تقريرها الذي حمل عنوان: «مرصد الأزهر يكشف عن إستراتيجية جديدة لحركة الشباب في تجنيد الفتيات الكينيات»، تصريحات مسئولون أمنيون لصحيفة Nation الكينية؛ بأنّ عناصر حركة الشباب الصّومالية باتوا يستخدمون استراتيجياتٍ جديدةً خلال هجماتهم على المعسكرات الأمنية بالمناطق الساحلية الكينية، ومِن بين تلك الاستراتيجيات تجنيد خلايا نسائية للتجسس لصالحها، مؤكدين أنّ قواتِ الأمن الكينية تتخذ كافة الاحتياطات اللازمة من أجل الحَدّ من تحرُّكات هذه الحركة، وملاحقة المتورّطين في الانضمام لها والترويج لدعاياتها المتطرّفة.
وأوضحت الوحدة، أن «حركة الشباب الصومالية» تسعى من خلال هذه الأعمال إلى بسط نفوذها وإثبات وجودها على الأراضي الكينية، وإرساء قاعدة لها معتمدة على عناصرَ تمّ تجنيدها، وآخَرين تسعى الحركة لتجنيدهم واستقطابهم من خلال دعايات تروّجها بين الحين والآخر، خلال سعيها المتواصل لإيجاد فرصة ومساحة من الأرض تتحرّك فيها كيفما تشاء.
حظر الحجاب
وفي تقرير حمل عنوان: «هل يصبح حظر الحجاب أزمةً جديدة للمجتمع النيجيري؟!»، أعدته وحدة رصد اللغات الأفريقية، في الثلاثاء 19 من ديسمبر، تابعت خلاله بقلق بالغ الأنباء التي تداولتها وسائل إعلام نيجيرية محليّة حول تنامي ظاهرة الاعتداء والتضييق على المحجبات بدعوى مكافحة الإرهاب.
وطالبت الوحدة، بضرورة الفصل بين التطرّف والالتزام، فليست كل محجّبة مفخّخة، وليس كل ملتزم بتعاليم دينه إرهابي؛ مشددًا على أنّ التضييق على المسلمين بسبب أفعال قلة نسبت نفسها للإسلام وما هي من الإسلام في شيء لهو ظلم بيّن، لا يرجى منه أن يعود بالأمن أو السلام، بل قد يتسبب في مزيد من الأزمات لمجتمعات هي في أمسّ الحاجة للنجاة من براثن التطرّف ومستنقع الإرهاب.
الإعلام الداعشي
وفي مقال بعنوان: «تراجع الإعلام الداعشي»، سلط مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، في الأربعاء 20 من ديسمبر 2017، الضوء على التراجع أو «التباطؤ المتعمد» للأنشطة الدعائية الداعشية خلال الفترة الأخيرة، وهو الأمر الذي ربما يعكس الخسائر التي تكبدها التنظيم في معاقله الرئيسية في العراق وسوريا، وكذلك الحرب الإلكترونية القائمة بين برامج حماية الدعاية الداعشية وبين الجهود العالمية على المستوي الإلكتروني في التصدي لها، بغية دحر هذا التنظيم الإرهابي.
وأوضح المرصد، أن التراجع أو «التباطؤ المتعمد» لا يعد نهاية للتنظيم الإرهابي، لأنه ينتهج دائمًا إستراتيجية المراوغة، ما يجعلنا نهتم بكل صغيرة وكبيرة في شأن هذا التنظيم، وهذا الأمر يؤكده الإصدار الأخير لداعش الذي حمل عنوان: «لهيب الحرب إلى قيام الساعة»، وهو الجزء الثاني من فيديو «لهيب الحرب» الذي بثَّهُ قبل ثلاث سنوات، والذي يوثق فيه سلسلة من عملياته القتالية ضد خصومه في سوريا ومصر والعراق، ويهدف التنظيم الإرهابي من هذا الإصدار إلى إقناع مقاتليه وأنصاره بأن المعركة لم تنته بعد، وأن الهزيمة لا تعني الاستسلام، وأنه مستمر في التواجد على الرغم من الخسائر التي يتكبدها.
الطلاق الثلاثي
وتحت عنوان: «مسلمات الهند والطلاق الثلاثي»، تناول التقرير الذي أعدته وحدة رصد اللغة الأردية، في الأربعاء 20 ديسمبر، قضية «الطلاق الثلاثي» التي شغلت الرأي العام الهندي خلال الفترة الأخيرة.
وأشارت الوحدة، إلى أن تفاصيل هذه القضية تعود إلى فترة سابقة، عندما انتشر الطلاق الإلكتروني داخل المجتمع المسلم بالهند، حيث تم تسجيل عدد كبير من حالات الطلاق، والتي يقوم فيها الزوج برمي اليمين ثلاث مرات على زوجته عبر الشبكة العنكبوتية ووسائل تواصلها الاجتماعي المختلفة، أو حتى عبر الهاتف الجوال وتطبيقه الشهير «واتس آب»، ويرمي الزوج يمين الطلاق بصيغته الثلاثية، حتى في غياب زوجته، ويخرجها من حياته دون أن يكفل لها حقوقها الأساسية والمنصوص عليها.
وأكدت الوحدة، أن قضية الطلاق الثلاثي لم تقتصر على البعد القانوني، بل أخذت أبعادًا أخرى، منها البعد السياسي؛ خاصة بعد مساندة رئيس الوزراء الهندي «ناريندرا مودي» المسلمات المطالبات بتجريم هذا الأمر، وحث الحكومة على ضرورة العمل من أجل ضمان العدالة الكاملة للمرأة المسلمة، وعدم السماح بتدمير حياتها بسبب الطلاق الثلاثي، كما أخذت القضية بعدًا آخر طائفيًّا ومذهبيًّا؛ وذلك بسبب مساندة عدد من الهندوس سواء من السياسيين أو الناشطين لهذه القضية وهذا الحظر؛ بالإضافة إلى البعد الاجتماعي الذي تعاني بسببه المرأة المسلمة على الأصعدة كافة - الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية.
مسلمو أمريكا اللاتينية
وسلطت وحدة رصد اللغة الإسبانية، الضوء على المسلمين القاطنين في دول أمريكا الجنوبية، وذلك من خلال تقرير جاء بعنوان: «إطلالة على مسلمي أمريكا الجنوبية واندماجهم في مجتمعاتهم»؛ وذلك في ظل الاهتمام الذي توليه الوحدة لمتابعة مدى النجاح الذي يحققه المسلمون في عملية الاندماج والتغلب على مظاهر الاختلاف الثقافي والديني في البلدان الناطقة بالإسبانية.
والقى التقرير نظرة عامة على اندماج المسلمين وتعايشهم في دول أمريكا اللاتينية، وكذلك أشار إلى الفعاليات والمؤتمرات التي تنعقد بعددٍ من دولها بما يخدم الاندماج، ويحث على الحوار بين الأديان وتقبل الآخر؛ مؤكدًا أن قضية التعايش والاندماج المجتمعي بين الأطياف البشرية المختلفة تحتل أولوية كبيرة لتقدُّم المجتمعات ورقيها، كما تعد جزءًا أصيلًا من تعاليم الإسلام، فقد جعل الله تعالى الناس شعوبًا وقبائل مختلفة ليتعارفوا، وبالتالي لا يجب أن يكون الاختلاف سببًا في تغير المعاملة بين بني البشر.
وأوضح التقرير، أنه فيما يتعلق بأعداد المسلمين في أمريكا اللاتينية فليس هناك رقمٌ محددٌ، ولكن التقديرات الرسمية تشير إلى أنهم ربما لا يتجاوزون 5 ملايين مسلم، وبذلك تكون أمريكا الجنوبية هي أقل قارات العالم من حيث أعداد المسلمين، وبالرغم من ذلك، فهناك مؤشرات تدل على تنامي أعداد المسلمين في هذه القارة، وأن السبب في ذلك يرجع إلى اعتناق الأمريكيين أنفسهم للإسلام وليس الهجرة، حيث قلت أعداد المهاجرين خلال العقود الأخيرة.
مداهمات ألمانية
وتابعت وحدة رصد اللغة الألمانية، حملة الاعتقالات التي تقوم بها الشرطة الألمانية، وذلك بعد أن هدد تنظيم «داعش» الإرهابي، بشن هجمات إرهابية ضد ألمانيا في أعياد الميلاد.
وأوضحت الوحدة، أن الشرطة الألمانية نظمت في العاصمة برلين عددًا من المداهمات منذ أسبوعين، في إطار تحقيقاتٍ ضد إرهابيين محتملين وإسلاميين مشتبه بهم، وقد ذكر الادعاء العام الألماني أن عمليات التفتيش مستمرة، موضحًا أنها تأتي على خلفية سفر البعض إلى مناطق تحت سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي.
وأشارت الوحدة، إلى أن تنظيم «داعش» الإرهابي، أطلق عددًا من التهديدات بشنِ هجماتٍ إرهابية على مراكزِ التسوق خلال احتفالاتِ عيدِ الميلاد بجميعِ أنحاءِ العالم، حيث قام التنظيم الإرهابي بنشر صورة لشخص يمسك بيده سكينًا ملطخة بالدم، وسط سوق لعيد الميلاد، ويأتي ظهور هذهِ الصور بعد أن ألقت الشرطة الألمانية القبضَ على 6 اشخاصٍ يعتقدُ أنهم خططوا لهجومٍ على سوقِ عيدِ الميلاد بمناسبة الذكرى السنوية للاعتداء الدموي الذي وقع في 19 ديسمبر لعام ٢٠١٦ في برلين، عندما دهس التونسي المنتمي لداعش «أنيس العمري» المارَّة بشاحنة في أحد أسواق عيد الميلاد، مخلفًا 12 قتيلا.