رئيس التحرير
عصام كامل

ذوو الاحتياجات الخاصة يطلبون الإنصاف.. الشلل يمنع يارا من دخول الحقوق.. حرمان وهيبة من كشك بسبب البصر.. رفض قبول محمود بالهندسة بحجة الصمم.. أصحاب الإعاقة: أحلامنا ممنوعة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها، ابتكر كل شيء بمقدار وليسود العدل فيها، ومن نفس المنطلق عندما حرم الله ذوي الاحتياجات الخاصة من إحدى نعمه، أعطى كل منهم مقابل وميزه عن غيره في سمات وخصائص أخرى وهو ما أغفله الكثيرون، فأصبحت فئة مجتمعية مهمشة بدلا من استغلال قدراتهم النادرة ومساواتهم بغيرهم، والثابت أن المجتمع لا ينصف هؤلاء الغلابة بل يرفض أحلامهم ويقضي على طموحاتهم ويعتبرها في حكم المستحيل، تفاصيل الظلم الذي يطارد ذوي الاحتياجات الخاصة نعرضها من خلال مجموعة من الحالات التي لا تطلب شيئًا أكثر من الإنصاف: 


كلية الحقوق
«يارا أحمد» أحد ضحايا التهميش لكونها من ذوي الاحتياجات الخاصة فهي تعاني شللا دماغيا وكل طموحها الالتحاق بكلية الحقوق لكنها اصطدمت بالواقع المرير، برفض قبول أورقها في الكلية بسبب الإعاقة.

كشف الدكتور ناجي عبد المؤمن، القائم بأعمال عميد كلية الحقوق في جامعة عين شمس، في مداخلة مع قناة dmc الفضائية، أن كل كلية تتطلب قدرات معينة، والمجلس الأعلى للجامعات قال إن ذوي الاحتياجات الخاصة يتقدمون للكلية التي تتناسب مع مجموع درجاتهم، لكن بشرط عرض الأمر على الكلية، مشددا أنه متعاطف مع حالة "يارا"، وتم عرض الأمر على مجلس الكلية، بعد التماس تم تقديمه للوزارة، وقد اعتذر مجلس الكلية عن عدم قبول الالتماس، لأن "طبيعة الدراسة لا تتناسب مع حالتها".

وأشار إلى أنه يتم تكوين طالب الحقوق بطبيعة معينة، تعتمد بشكل أساسي على تفكير الطالب وإدراكه، لافتا إلى أنهم عرضوا إمكانية وجود مرافق لها يساعدها في الامتحانات وعمل لجنة خاصة لها، لكنه رفض، مشيرا إلى أن هناك 6 حالات شلل دماغي في الكلية يتعاملون معهم بنفس الطريقة، بوجود مرافق ولجنة خاصة.

صناعة الخشب
لم تكن يارا وحدها في معاناتها، بل شاركتها إياها وهيبة محمود، التي فقدت البصر مبكرًا وتزوجت من كفيف أيضًا، قرر الزوجان العمل في صناعة الخشب الخيزران باعتباره مجال تميزهما، لكن لم يقبلهما أي معرض، وتعبر وهيبة عن معاناتها قائلة: «مفيش معارض متاحة لنا، طلبنا كشك نشتغل منه ويبقى شغل الخشب إضافي، فوجئنا برد رئاسة الحي أن الكفيف ليس له حق امتلاك كشك»، حاولت «وهيبة» التحايل على القرار وتقديم أوراق الكشك باسم شقيقتها، لكنها فشلت أيضًا.

طفل مدرسة
الغريب في الأمر أن الأزمة تتجاوز حدود فرص العمل إلى الدراسة والتعليم بالنسبة للأطفال، بعدما رفضت مديرة مدرسة ابتدائية قبول أوراق طفل ذو إعاقة حركية بإحدى المدارس بسوهاج لعامين متتاليين بحجة أنه من ذوي الإعاقة.

أدانت النائبة الدكتورة هبة هجرس وكيل لجنة التضامن الاجتماعي والأسرة والأشخاص ذوي الإعاقة بمجلس النواب الواقعة، مؤكدة أن رفض قبول طالب بالمدارس الحكومية فقط لأنه من ذوي الإعاقة واقعة تعكس جهلا مطبقا بنصوص الدستور وبمضمون القوانين، فالمدارس الحكومية وبحسب الدستور وبنص القوانين هي لجميع المصريين دون تمييز وليس من حق أحد كائن من كان أن يحرم طفل من دخول المدرسة لإعاقته.

كلية الهندسة
المشكلة نفسها واجهها محمود سعيد الأصم الحاصل على مجموع كبير بالثانوية العامة يؤهله للالتحاق بكلية الهندسة حلم حياته، لكن حلمه اصطدم أيضًا بقانون يمنع الصم والبكم من الالتحاق بالكلية، لينتهي به المطاف طالبا بكلية خاصة تناسب إعاقته، وعلق قائلا «لسه مش مصدقين أننا نقدر، نفسي يكون لكل شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة مكانا في الكلية اللي يختارها».
الجريدة الرسمية