رئيس التحرير
عصام كامل

طه حسين يكتب: القرآن غير مسبوق وغير ملحوق

 طه حسين
طه حسين

ألقى الدكتور طه حسين محاضرة أمام الجمعية الجغرافية الملكية عام 1930، ونشرتها مجلة كوكب الشر تحت عنوان «القرآن غير مسبوق وغير ملحوق».


وقال "طه" في محاضرته: القرآن ليس نثرا كما أنه ليس شعرا، إنما هو قرآن، ولا يمكن أن يسمى بغير هذا الاسم.. وهذا واضح وصريح، القرآن لم يتقيد بقيود الشعر، ليس نثرا لأنه مقيد بقيود خاصة به ولا توجد في غيره، وهى القيود التي يتصل بعضها بأواخر الآيات، وبعضها بتلك النغمة الموسيقية الخاصة.

وأضاف: هو ليس شعرا ولا نثرا، ولكنه (كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير) فلسنا نستطيع أن نقول إنه نثر كما نص هو على أنه ليس شعرا.. كان وحيدا في بابه، لم يكن قبله، ولم يكن بعده مثله، ولم يحاول أحد ــــــ مجرد المحاولة ــــــــــ أن يأتي بمثله.

وذكر: أنتم تعلمون أن أهم الأسباب للإنتاج الأدبى إنما هي المحاكاة، فإذا قال الشاعر البليغ قصيدة وأعجب الناس بها، فمنهم من يرويها ومنهم من لا يكتفى بهذه اللذة، بل يحاول أن يحاكيها ويأتى بأمثالها.. وعلى هذا النحو ينتج الشعر، ويكون للشعر تلاميذ ومقلدون.

واستطرد: ومن هذه الناحية نستطيع أن نطمئن إلى أن القرآن لم يجد له مقلدا، ولم يجد له تلميذا، هو وحيد في بابه لم يسبق ولم يلحق بما يشبهه ولذلك فمن الحق أن نضع القرآن في مقامه الخاص الذي لا يصح أن يقاس به شئ آخر فهو غير مسبوق وغير ملحوق وأن نبحث عن النثر العربى في موضع آخر.
الجريدة الرسمية