زكي طليمات يقدم صورة للتمثيل في مصر
من خلال برنامج «نجوم ومواهب» قدمت عائشة البحراوى لقاءً مع المسرحى الكبير زكى طليمات «رحل في مثل هذا اليوم عام 1982» حول كتاب وضعه بعنوان «مواقف ووجوه» يسرد فيه 21 موقفا لـ 21 نجما وسياسيا تعامل معهم طليمات في حياته وكانت له معهم مواقف.
قال زكى طليمات عن كتابه: "أسجل ملامح هذا الجيل من الشخصيات بدون مبالغة أو كذب أو افتراء".
وأضاف: "الكتاب ليس سردا لكنه مواقف يحملها الصدق، أكثرها من الذاكرة وليست مكتوبة فقط عندى خطوط بسيطة مدونة، وعند قراءتها أستحضر كل شيء. وهى لمجموعة شخصيات تكون صورة فن التمثيل في مصر".
وبدأ المؤلف كتابه برجل المال طلعت حرب ويقول عنه طليمات: "أخطأت مع طلعت حرب كرجل مال في أول لقاء معه ورغم ذلك أعطانى عشرة جنيهات مساعدة في بداية عملى المسرحى ولم أردها له ومازلت أشعر بالذنب تجاهه وأنا مدين له والمشكلة أنه أصابنى غرور الصبا كشاب في بدايته".
حلمى عيسى وهو وزير الثقافة الذي أنشأ معهد التمثيل ثم ألغاه نجيب الريحانى وهو الوزير المحب الذي يغرق في الخمر وليس التمثيل وهذا الوجه لا يعرفه أحد، وقد بدأت علاقتى به بعد أن هاجمته أشد الهجوم وحاولت وصفه بأنه "بيهجص" ولما تقدم بى السن وجدت أنى مخطئ معاه وأنه ممثل رائع ومسرحه هزلى ثم تصالحت معه وأصبحت من أكبر أنصاره.
أما يوسف وهبى فهو مبعوث العناية الإلهية لإنقاذ فن التمثيل، وكنا أصدقاء الداء، وبعد مشاجرات كثيرة مع بعض وجدنا أننا مخطئون، إحنا الاثنين شقينا من أجل التمثيل، وكان الفرق بينى وبينه أنه يحب يخاطب الجمهور بالشيء الذي يحبه، أما أنا فنزعتى تعليمية أخاطب الجمهور بما يجب أن يخاطب، وفى النهاية وجدت أنه يكملنى في رسم رسالة المسرح.
القس منسى فهمى الذي ترك الكنيسة ليعمل ممثل يؤدى نفس المهمة "تثقيف وتعليم" ولكن في ملابس أخرى، إلى جانب هؤلاء هناك الوزير ثروت عكاشة وفريد شوقى، وعزيزة أمير، وفاتن حمامة، وشكرى سرحان، ومحمد عبد الوهاب، وسيد درويش، وروز اليوسف، وبشارة زاكيم وغيرهم.
المسرح عمق معانى الحياة وأفهمنى الحياة وأفهمنى نفسى، وقد أعطيت المسرح شبابى ووقتى وقوتى وضحيت من أجله بالكثير، وهو عمل زكى طليمات "وطلعت أنا الكسبان"، وأخيرا أوجه كلمة إلى الشباب فأقول لهم: "حب فنك وضحى في سبيل فنك فالحياة لا تقوم إلا على الحب والتضحيات".