الإعلام الإسرائيلي يسخر من نتنياهو بعد تصويت الأمم المتحدة بشأن القدس
شنت وسائل إعلام عبرية حملة انتقادات وسخرية لاذعة ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على خلفية التصويت في الأمم المتحدة على قرار يعارض خطوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.
واعتبرت صحيفة "هاآرتس" أن تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح مشروع قرار بشأن القدس ضد واشنطن، كان بمثابة "صفعة قوية" بوجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقالت: "هل هذه هي الدول التي سافرت إليها وفي الجمعية العامة أعطتك ظهرها يا نتنياهو"، معتبرة أن "ما جرى في أروقة الجمعية العامة هزيمة ساحقة لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب ولرئيس وزراء إسرائيل الذي يدعي أنه يكسب مزيدًا من الأصدقاء في كل جولة يقوم بها للخارج".
جاء ذلك في مقال تحليلي نشرته الصحيفة على موقعها الإلكتروني، بعنوان "تصويت الجمعية العامة بشأن القدس توبيخ معتدل لإسرائيل وصفعة قوية بوجه ترامب".
ومن جانبه سعى مكتب نتنياهو بشتى السبل لإيجاد تبريرات تحفظ ماء وجهه أمام وسائل الاعلام، في أعقاب الصفعة التي تلقتها إسرائيل من الجمعية العامة التي رفضت اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل.
ونشر مكتب نتنياهو بيانًا مقتضبًا جاء فيه: "إسرائيل ترفض قرار الأمم المتحدة، وتعرب عن ارتياحها من العدد الكبير للدول التي امتنعت عن التصويت، ومن بينها الدول التي زارها نتنياهو في أوروبا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية".
وجاء بيان مكتب نتنياهو في ظل انتقادات داخلية كبيرة للدبلوماسية الإسرائيلية في الأمم المتحدة التي قادها سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون.
من جهتها اعتبرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن تصريح مكتب نتنياهو "يأتي لحفظ ماء الوجه بعد الهزيمة النكراء لإسرائيل والولايات المتحدة".
وقالت: "القرار بمثابة صفعة على وجه إسرائيل والولايات المتحدة، ومن المرجح أن يلحق بهما أضرارا جسيمة على مستوياتٍ عدة".
وأضافت: "العالم كله وقف إلى جانب الفلسطينيين في مواجهة إسرائيل وأمريكا رغم التهديدات التي سبقت الجلسة، الأمر الذي يعني أن القدس لن تكون عاصمة لإسرائيل".
وتوقعت الصحيفة العبرية أن يزيد القرار من عزلة إسرائيل دوليًّا، مشيرة إلى أن نتنياهو يمر الآن بحالة يأس، خاصة مع خطابات مندوبي العالم التي انتقدت إسرائيل وتوسع الاستيطان في الضفة الغربية والقدس.
وأفادت الصحيفة عبر موقعها الإلكتروني بأن "جلسة الجمعية العامة انتهت لصالح الفلسطينيين، ووضعت إسرائيل في أزمة سياسية، ونتنياهو أقنع ترامب وجره ليعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، فنتنياهو فكر في نفسه وليس بالقدس لكي يهرب من قضايا الفساد الموجهة ضده، ووضع إسرائيل كلها كبش فداء لطموحاته الشخصية فقط وهذه مغامرة غير محمودة العواقب".
تزامنًا مع ذلك، قال الجنرال بيني جانتز في تصريح للقناة السابعة الإسرائيلية: "لست بحاجة إلى رئيس أمريكي ليقول لي ما عاصمتي، عاصمة إسرائيل هي القدس، لقد قاتلنا وقتلنا من أجلها وسنواصل الدفاع عنها مهما حدث".
وأضاف: "لن نسمح لأي من كان بأن يفرض علينا ما يريد، فالقدس ستبقى عاصمة لإسرائيل كما كانت على مر العصور"، على حد زعمه.
وأقرت الأمم المتحدة، مساء الخميس، بأغلبية 128 صوتًا، مشروع قرار، قدمته تركيا واليمن، يؤكد اعتبار مسألة القدس من قضايا الوضع النهائي، التي يتعين حلها عن طريق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفقًا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وبينما غابت عن جلسة الجمعية العامة 21 دولة، امتنعت 35 دولة عن التصويت وعارضت القرار 9 دول من إجمالي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الـ193.
ويؤكد القرار الأممي الصادر رغم التهديدات الأمريكية، أن أي قرارات أو إجراءات "يقصد بها تغيير طابع القدس أو وضعها أو تكوينها الديمغرافي ليس لها أثر قانوني، وتعد لاغية وباطلة، ويتعين إلغاؤها امتثالًا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة".
كما يطالب القرار جميع الدول "أن تمتنع عن إنشاء بعثات دبلوماسية في مدينة القدس، عملًا بقرار مجلس الأمن رقم 478 الصادر عام 1980".
وأثار اعتراف ترامب، في 6 من ديسمبر الجاري، بالقدس (بشقيها الشرقي والغربي) عاصمة لإسرائيل، والبدء بنقل سفارة واشنطن إلى المدينة المحتلة، رفضًا دوليًّا واسعًا.