خطة الآثار لتطبيق برنامج الواقع الافتراضي بالمتاحف.. نظارة «هولجرام» على رأس كل زائر لمشاهدة قصة حياة ملوك الفراعنة.. التجربة تستغرق نصف ساعة.. وتواصل تعليمي وثقافي بمساعدة مايكروسوفت

تدرس وزارة الآثار حاليا مقترحا تقدم به مرشد سياحي، عن تطبيق الواقع الافتراضي على مقتنيات المتاحف الكبرى، ويجري تطبيقه بالمتحف المصري بالتحرير لمدة 15 يوما، كمرحلة أخيرة؛ تمهيدا لإمكانية تعميمه على باقي المتاحف حال موافقة الوزارة على تطبيقه بشكل نهائي، من خلال برنامج يعمل بنظارة «هولجرام» وذلك لجذب أكبر عدد ممكن من الزوار للمتاحف من الأجانب والمصريين على حد سواء وتحسين دخل الوزارة.

واقع مختلط
كشف محمد على، مدير المتحف المصري بالتحرير، أن المرشد السياحي رامي حماد، باحث الماجستير بكلية فنون تطبيقية بجامعة حلوان، تقدم إلى وزارة الآثار بإجراء تجربة بحثية هي الأولى من نوعها في المتاحف المصرية وهو برنامج بعنوان «واقع مختلط»، على نظارة «هولجرام» للإرشاد المتحفي من خلال مرشد سياحي افتراضي.

برنامج الإرشاد الأول في العالم
وقال "على" في تصريحات خاصة لـ"فيتو"، إن الباحث تقدم بالطلب ملحقا بموافقة وزارة الآثار، وبدأ في تنفيذ البرنامج بالمتحف المصري بداية من 15 ديسمبر الجاري ويستمر حتى يوم 29 من نفس الشهر، حيث يتمكن الزوار من مشاهدة الملك توت عنخ آمون بطريقة مختلفة من خلال نظارة «هولجرام» للإرشاد المتحفي هو الأول في العالم.

وأوضح مدير المتحف المصري بالتحرير، أن التجربة تتم على بعض آثار توت عنخ آمون، والقطع "الماستر بيز" بالمتحف دون فتح الفتارين وفي حضور وتحت إشراف أمناء المتحف.

كيفية عمل البرنامج
البرنامج صممه رامي حماد، ضمن رسالة دكتوراه حول استخدامات الواقع المعزز بجامعة ستانفورد شاير ببريطانيا، ويرتدي خلاله الزائر جهاز الواقع الافتراضي على رأسه، وتبدأ شخصية الملك توت عنخ آمون في الظهور داخل القاعة الخاصة بأغراضه، ويتجول معه ويسرد للزائر تاريخه، ويظهر في المشهد آلهة فرعونية وحراس، كما يمكن تحريك التماثيل واستكشافها ومشاهدة صور وفيديوهات خاصة بالقطع المتحفية، ويحتوى البرنامج أيضًا على ألعاب تفاعلية لاستكشاف أسرار القطع.

وجرى تنفيذ البرنامج في نسخته الأولية على 10 قطع، أبرزها كرسى العرش وتماثيل المعبود بتاح رب منف، ورأس «توت» الخشبي، وتستغرق التجربة 5 دقائق، وأقبل عليها عدد غير قليل من المصريين والأجانب لتجريبها.

التواصل التعليمي والثقافي
وشارك كل من المتحف المصري بالتحرير ومتحف الفن الإسلامي في باب الخلق في الحدث التعليمي العالمي "سكايب – آثون" (thon- a Skype )"، الذي نظمته شركة مايكروسوفت العالمية لتحقيق عنصر التواصل التعليمي والثقافي الحي والفعال بين المشاركين من شتى بقاع العالم، وجاء ذلك بعد المشروع الذي أطلقته وزارة الآثار مع شركة مايكروسوفت العالمية تحت عنوان "متحفي في فصلك".

وأوضحت إلهام صلاح رئيس قطاع المتاحف بالوزارة، أن مشاركة قطاع المتاحف المصرية في هذا الحدث جاءت باعتباره أحد شركاء مايكروسوفت العالمية في التعليم، وبهدف تحقيق مبدأ التواصل الثقافي والحضاري بين الشعوب.

التواصل الافتراضي
وأشارت إلى أن هذا الحدث عبارة عن تواصل افتراضي بين المتحف المصري ومتحف الفن الإسلامي من جهة والمؤسسات التعليمية من مدارس وجامعات ومؤسسات ثقافية في كل من السعودية ولبنان والولايات المتحدة الأمريكية وكندا وسلوفينيا وكرواتيا والهند وإسبانيا من جهة أخرى، وذلك عن طريق قيام أحد أمناء المتحف بعمل جولات افتراضية عن بعد داخل أروقة المتحف بين تلك المؤسسات التعليمية خلال فترة تتراوح مدتها نحو نصف ساعة إلى ساعة كاملة.

واستهدفت شركة مايكروسوفت تحقيق 10 ملايين ميل من خلال التواصل بين المشاركين، فكلما قام طرفين بالتواصل يتم قياس المسافة بين المدينتين.

ونجح المشاركون في تخطي الرقم المتوقع وحققوا 5.14 ملايين ميل بفارق 5.4 ملايين ميل خلال 48 ساعة.

وأفادت إلهام صلاح أن فريق العمل استطاع بكلا المتحفين أن يحققا 490،38 ميلا، بواقع 12 جولة متحفية عن بعد مع تلك المؤسسات التعليمية.