رئيس التحرير
عصام كامل

التعليم الكنسي.. خطوة ما بعد مدارس الأحد

التعليم الكنسي
التعليم الكنسي

تولى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية «التعليم» اهتماما خاصا، وبعد أن قطعت شوطا كبيرا في مدارس الأحد، الخاص بتعليم الأطفال، انتقلت لمرحلة جديدة في التعليم خاصة بالشباب، وبدأت «مدارس الأحد» في مصر عام 1908 بـ«درس بعد القداس»، ثم تطورت، وانتشرت في الثلاثينيات.


وأصبحت مدارس الأحد تقام يوم الجمعة، لكونه يوم الإجازة الرسمية، وأطلق عليها اسم «التربية الكنسية»، وهو عبارة عن فصول مقسمة بالمراحل الدراسية للأطفال بدءا من سن الحضانة والمرحلة الابتدائية، ثم الفتيان في المرحلة الإعدادية والمرحلة الثانوية.

تطورت «مدارس الأحد» إلى اجتماعات، وفيها ينتقل الشباب في مرحلة الجامعة وما بعدها إلى اجتماعات مثل اجتماع الشباب - اجتماع الشابات - اجتماع الأسرة - اجتماع المتزوجين حديثًا - والمقبلين على الزواج - اجتماع الرجال - اجتماع السيدات.. إلخ.

ويتلقى الحاضرون في كل مرحلة مبادئ التعليم الديني حسب السن، وذلك من خلال مناهج دراسية مدروسة لكل مرحلة، ويكون هناك خدام «بالقبطية بأسوان pacwn - خادم – أستاذ»، يدرسون للمخدومين، وللإناث يخدمهم خادمات «بالقبطية تاسوني tacwni»، على أن يتولى خادم كبير مسئولية كل مرحلة دراسية يُطلق عليه «أمين الخدمة» أو «أمينة الخدمة».

ومر التعليم الكنسي بمرحلة ضعف شديد حتى أن البابا كيرلس الخامس وقف ليبارك ويستقبل المهنئين بظهور واعظ في الكنيسة القبطية وهو الأرشيدياكون «حبيب جرجس»، لكن عاد التعليم لينهض من جديد، فالآن الوعاظ وخدام مدارس الأحد في كل قرية ونجع، بل ويخدمون أبناء الكرسي المرقسي من نحو 55 دولة في معظم قارات العالم من اليابان وحتى جنوب أفريقيا ومن كندا وحتى جزر فيجي.

انتقلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعد ذلك إلى مرحلة ما بعد «مدارس الأحد»، والاجتماعات الشبابية، وهي مرحلة التعليم الكنسي التي أطلقت عليه « برنامج قداسة البابا لتطوير التعليم الكنسي».

ويشارك في برنامج البابا لتطوير التعليم كلا من الخدام والكهنة، حيث يهدف إلى تطوير مستوى المعلمين والخدام في الكنيسة القبطية بكل إيبارشيات الكرازة المرقسية.

وبرنامج البابا تواضروس يعتني بتطوير التعليم الكنسي لدى المعلمين الكنسيين، وتدريبهم على استخدام مصادر التعليم الكنسي «الكتاب المقدس، الليتورجيا، أقوال وكتابات الآباء، تاريخ الكنيسة والهوية القبطية»، بشكل يتيح لأبناء الكنيسة التعرف المتزايد والتذوق الدائم للرصيد الزاخر الذي تمتلكه هذه المصادر والذي يصلح في كل الأزمنة والأمكنة كغذاء تعليمي فعال.

برنامج التعليم الكنسي أو «تراث كنيستنا، روح وحياة»، هو مرحلة التدريب المتخصص، ويتم خلال هذه المرحلة تدريب الآباء الكهنة والخدام على مهارات أكثر تخصصًا في مصادر التعليم الخمسة.

ويقتضي نظام التدريب في هذه المرحلة، أن يختار المتدرب واحد فقط من المصادر الخمسة يتخصص فيه من خلال تلقى جرعات تدريبية جديدة يتم اعتماده بعدها كمدرب معتمد داخل إيبارشيته.
الجريدة الرسمية