رئيس التحرير
عصام كامل

«من فات قديمه تاه».. شعار معهد وردان لتدريب سائقي القطارات

فيتو

يتدرب العامل لرفع قدرته وكفاءة أدائه لعمله، ويتم ذلك عبر برامج تحدد احتياجات العامل وقدرته ومناطق الضعف التي يعانيها، وذلك لثقل مهاراته وقدراته.


لكن المشكلة ليست في المبالغ التي يتم إنفاقها على التدريب، والميزانيات المخصصة له، ولكن في جدوى التدريب وتسببه أحيانا في تعطيل العمل، وكونه مجرد مضيعة للوقت ولتحقيق استفادة من المبالغ المقررة للدورات التدريبية.

وفى كافة مؤسسات العالم يتم استقدام مدربين من خارج الشركة أو الهيئة لوضع برامج التدريب والإشراف عليها، لكن السكك الحديدية خالفت كل نظم التدريب العالمية بكونها تختار مدربين من بين عمالها بنظام «من فات قديمه تاه».

وفى وقت أجمع كافة مسئولي النقل على تدنى مستوى السكك الحديدية، وحتمية اعتماد برامج لتطويرها بمنظومة للتدريب تقرر تطبيقها من خلال معهد وردان لتدريب عمال الهيئة، كانت المفاجأة التي فجرتها شكوى العديد من السائقين من برامج التدريب وتقدموا بها لمسئول التدريب بالأكاديمية، ومدير الأكاديمية للتدريب.

تتمثل الأزمة في تدريب بعض السائقين على رسومات خاطئة لعمليات تشغيل القطارات والصيانة الأولية له، وأسفر رصد لعمليات التدريب أن الموجود على إحدى لوحات التدريب رسمة مفتاح تم رسمه من قبل مدرب(( فني أول )) ويتم تدريسه للمتدربين من جميع المناطق والمفتاح مرسوم بالنقط مرقم خطأ.

وكان الدكتور سعد الجيوشى وزير النقل الأسبق أول من أثار أزمة التدريب بمعهد وردان عندما كشف قصور شديد في مستوى التدريب ونوعية البرامج حتى إن المدرب لا يعلم من هم المتدربون مما كشف عن عدم التدريب على أي برامج، وهو ما دفع الجيوشى لمحاولة فصل المعهد عن السكك الحديد وتحويله لأكاديمية هندسية هدفها تخريج فنين ومهندسين بكافة قطاعات السكك الحديدية، وكان الهدف الوصول بعامل مثالى بالسكك الحديدية بعد 5 سنوات وتم إجهاض المشروع وعادت السكك الحديد لنفس البرامج ونظام التدريب القديم.

من جانبه قال الدكتور حسن مهدى أستاذ النقل بجامعة عين شمس أن منظومة التدريب بالسكك الحديدية، لا بد من إعادة النظر فيها بما يساهم في بناء هيئة قوية فالمريض لا يمكن أن يعالج نفسه، أو يكتشف الأمراض التي يعانيها، ولهذا لا بد من استقدام مدربين من خارج الهيئة عانوا مما كان سبب رئيس في تدهور مستوى السكك الحديد على مدار سنوات مضت.

وأكد مهدي أن أخطر أزمات السكك الحديدية عدم اقتناعها أن المشكلة الخاصة بالتطوير ناتجة من داخل السكك الحديد ولا بد أن يتم العمل على الاستعانة بخبراء من خارجها لإعادة تصحيح المفاهيم والمصطلحات غير السليمة والعمل على إعادة تصحيح منظومة التدريب، مشددا على ضرورة العمل على استرجاع المخطط الخاص بتطوير السكك الحديدية والذي سبق اعتماده عام 2007 وتم إلغاؤه عام 2010 وكان ينفذه خبراء ايطاليين لتطوير الهيئة وإيقاف نزيف الخسائر المستمر وهو ما لم يتم حتى الآن.

وأضاف المهندس عبد الله فوزى، مستشار رئيس هيئة السكك الحديدية، أن الاستعانة بمدربين من خارج الهيئة، ليست هي الأزمة ولكن لا بد من تكثيف عمليات إيفاد المدربين للخارج للتدرب على أحدث منظومات التشغيل لثقل العاملين بخبرة تؤهلهم فيما بعد للعمل على القطارات المصرية أو تدريب زملائهم بشكل يعود بالنفع على الهيئة.

كانت السكك الحديد ووزارة النقل ألغت نظام ومشروعات سفر العاملين والفنيين للتدريب بالخارج ليقتصر السفر فقط على مهندسى الهيئة وكبار المسؤولين لمعاينة الصفقات المختلفة دون اعتماد برامج لرفع كفاءة العاملين. 

وتعد أكثر الفئات التي تحصل على التدريب هم سائقو القطارات فيما توجد فئات دورها أكثر خطورة من سائقى القطارات وهم فنى الصيانة بعربات السكك الحديدية والميكانيكا وفنيي السكة وعمال المزلقانات وعمال أبراج المراقبة بالقطارات، وهم لا يحصلون على دورات تدريب كافية تمكن السكك الحديدية من تخفيض معدلات الأعطال والحوادث.
الجريدة الرسمية