رئيس التحرير
عصام كامل

نهاية البلطجة الأمريكية!


خيب ترامب ظن من اعتقدوا أن العالم سوف يحصل على إجازة أو راحة من البلطجة الأمريكية بوصوله إلى البيت الأبيض.. وهاهو يهدد وبسفور علنا الدول التي سوف تصوت لصالح مشروع القرار الذي تقدمت به المجموعة العربية والإسلامية في الأمم المتحدة الخاص بالقدس، والتي تعتبرها مدينة فلسطينية محتلة، لا يحق لسلطة الاحتلال الإسرائيلى الاستيلاء عليها.. ولعل هؤلاء تأكدوا الآن أن البلطجة الأمريكية مازالت مستمرة، وربما بشكل أكثر سفورا وعلى نطاق أوسع، فما كان لا يقدر الرؤساء الأمريكيون السابقون على القيام به، وهو الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة أمريكا إليها، فعله ترامب، مستهينا ليس فقط بمشاعر كل العرب والمسلمين والمسيحيين في العالم، وإنما مصرا أيضا على تزوير وتزييف التاريخ.


غير أن ترامب يتجاهل أن العالم يتغير، وأن الرفض للبلطجة الأمريكية في العالم يتزايد، يساعد على ذلك تراجع في المكانة الدولية لأمريكا وفى نفوذها العالمي، مع صعود قوى دولية جديدة، وعودة قوى عظمى أخرى لممارسة دور دولى أوسع.. ولذلك أتوقع اليوم أن يلقى ترامب صدمة جديدة بعد التصويت على القرار العربى الخاص بالقدس.. فهو سوف يكتشف أن كثيرين لم يهتموا بتهديده ووعوده، وأنهم كان لهم في مصر أسوة حسنة، عندما لم تُبال بعد يونيو بتجميد المساعدات الأمريكية لها.. ولعل التصويت اليوم بخصوص القدس يكون بداية النهاية لهذه البلطجة الأمريكية.
الجريدة الرسمية