رئيس التحرير
عصام كامل

اليوم.. العالم يحمي القدس من ثور أمريكا الهائج!


اليوم ينتقل مشروع القرار المصري من مجلس الأمن إلى الجمعية العامة ربما بلا تغيير يذكر.. منذ الأمس وترامب.. ثور أمريكا الهائج يهدد ويتوعد.. واليمن -ورغم محنته- يتهم صراحة الولايات المتحدة بالتأثير فى الدول الأعضاء بالجمعية العامة والاتصال بممثليها لترهيبها في التصويت الذي من المنتظر أن يجرى اليوم إلا إذا تم تأجيله بسبب هذه الضغوط الأمريكية!


طلب نظر المشروع المصري قدمته كل من تركيا بصفتها الرئيس الحالي لمنظمة المؤتمر الإسلامي.. واليمن الحبيب بصفته رئيس المجموعة العربية والتقدم بطلب إلى الجمعية العامة أحد شروط نظر الموضوعات أمامها باعتبارها الكيان الرئيسي للأمم المتحدة!

وحتى يعرف الناس التفاصيل باختصار.. فالجمعية العامة هي الجهاز الأساسي للأمم المتحدة وتضم جميع الأعضاء وعددها 193 دولة وقراراتها تصدر بالأغلبية البسيطة أي عدد أكبر من الأعضاء أمام عدد أصغر إلا في 3 ملفات أساسية وهي الأمور المرتبطة بالأمن والسلم الدوليين.. أو قبول أعضاء جدد وإقرار ميزانية الأمم المتحدة.. وكل القرارات المتعلقة بهذه القضايا الثلاث، والتي تصدر فيها تتطلب الحصول على نسبة ثلثي الأعضاء وليست الأغلبية البسيطة!

إذن.. كيف يمكن الحصول على قرار ملزم يلغي قرار ترامب ويعتبره باطلا؟ يمكن ذلك بالطبع بطلب مناقشة المشروع المصري تحت مظلة واحد من الموضوعات الثلاثة السابقة ولا يتلاءم مع مشروعنا ولا مع قضية القدس إلا بند "الأمن والسلم الدوليين"، ونتصور أن هذا ما سيحدث.. ونحتاج فيه إلى ما يقرب من 118 صوتًا!

السؤال: هل القرار سيجبر أمريكا على عدم الاعتراف بالقدس عاصمة للعدو الإسرائيلي؟ نقول: مع الثور الهائج الذي يحكم أمريكا لا يمكن التأكد من ذلك وخصوصًا ونحن أمام رئيس بات مدعومًا من اللوبي الصهيوني ومر مشروعه للتأمين الصحي في الكونجرس أمس بسلام دون أي منغصات لكن قيمة القرار المنتظر أنه يثبت بشكل نهائي أن أي إجراء لتغيير شكل القدس الشريف أو التأثير فيه بأي طريقة "باطل بالتلاتة"!

الصحف الأمريكية تصف مصر في الأيام الماضية بالصديق السيئ للولايات المتحدة.. وهكذا وجدنا أخيرا في الصحافة الأمريكية ما يسر قلوبنا ويطمئننا أننا في الطريق الصحيح!
الجريدة الرسمية