مدير مشروع برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز: النساء أكثر عرضة للإصابة بالمرض لهذه الأسباب
التبرع بالدم ليس العامل الرئيسي في نقل عدوى الإيدز
أكد الدكتور أحمد خميس مدير مشروع برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز في حوار لـ"فيتو" أن النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بالإيدز ليس فقط لأسباب بيولوجية تتعلق بطبيعة الجهاز التناسلي للأنثى، ولكن أيضا لأسباب تتعلق بوضع النساء في المجتمع مثل أنهن أقل حصولًا على التعليم والرعاية الصحية والمعلومات، وعليه يتم عمل الكثير من الحملات للتوعية السليمة، بكافة المدارس والجامعات للشباب والفتيات، لتجنب والقضاء تماما على هذه الإصابة من المرض، لأنه أصبح يشكل خطورة كبيرة في مرحلة الأعمار الصغار، وهذا ما يؤدى إلى زيادة الأعداد المصابة بالمرض، كل هذه النقاط وأكثر تطرق لها في هذا الحوار فإلي التفاصيل..
ما برنامج الأمم المتحدة المشترك لفيروس نقص المناعة البشري الإيدز في مصر؟
استطاعت مصر، تقديم برامج استشارية واختبارات طوعية ذات سرية في ١٤ موقعا في مختلف أنحاء مصر، ومنها توفير الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية مجانًا للأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة، وبرامج تثقيف وبرامج محدودة النطاق للفئات السكانية الأكثر عرضة،توفير المعلومات الإستراتيجية لإرشاد برامج المواجهة الوطنية لفيروس نقص المناعة،دعم حقوق الأشخاص المتعايشين مع الفيروس بما في ذلك إتاحة الحصول على الرعاية الصحية والعمل،توفير الخدمات الصحة الجنسية والإنجابية للنساء المتعايشات مع فيروس نقص المناعة البشرية، إنتاج مواد إرشادية للشباب للتوعية ومعالجة الوصم والتمييز
ما هو الإيدز؟
الإيدز هو مجموعة من الأعراض المرضية المختلفة التي تحدث نتيجة الإصابة بفيــروس نقص المناعــة البشرى (HIV) وانهيار الجهاز المناعي لجسم الإنسان، حيث يصبح الشخص المصاب عرضة للأمراض، التي يستطيع الجسم المعافى السيطرة عليها، وكلمة "الإيدز" هي الأحرف الأولى للكلمات الإنجليزية التي تعني متلازمة نقص المناعة المكتسب (AIDS).
ما هو فيروس نقص المناعة البشرى؟
فيروس نقص المناعة البشرى (HIV) هو الفيروس الذي يسبب الإيدز. وهو فيروس ينتقل من إنسان لاَخر بواسطة العدوى عن طريق السوائل الجنسية والدم وقد يبقى الفيروس في جسم الإنسان لسنوات بدون ظهور أي أعراض قبل أن يسبب الإيدز، ومع ذلك يمكن لهذا الشخص نقل العدوى لأشخاص اَخرين في هذه الفترة.
كيف تفضى الإصابة بالفيروس إلى المرض؟
في المرحلة الأولى من التعرض للإصابة يبدأ فيروس نقص المناعة البشرى في التكاثر داخل الجسم ويسبب تدميرا لأنواع معينة من خلايا الجهاز المناعى التي تساعد الجسم في الأحوال الطبيعية، على مقاومة الأمراض،قد تمتد هذه المرحلة من بضعة أشهر إلى عدة سنوات ويكون الإنسان خلالها متعايشا مع الفيروس (HIV+) وليس مريضًا، وبتدمير هذه الخلايا فإن الجسم لا يستطيع الدفاع عن نفسه ضد الأمراض المختلفة، وحينئذٍ يصبح الإنسان عرضة للأمراض الإنتهازية والأورام التي يستطيع الشخص السليم مقاومتها.
ما هي أكثر المعتقدات خطأً حول الإيدز في مصر؟
يعتقد البعض أن السبب الرئيسى لنقل العدوى في مصر هو نقل الدم ولكن ذلك غير صحيح. فالعدوى عن طريق العلاقات الجنسية تعد السبب الرئيسى لنقل العدوى، كما يعتقد البعض أن التبرع بالدم قد يؤدى إلى عدوى فيروس نقص المناعة البشرى، ولكن ذلك غير صحيح، حيث أن الإبر المستخدمة في عمليات التبرع بالدم دائما ما تكون جديدة وتستعمل مرة واحدة، البعض يعتقدون أيضا أن أدوات أطباء الأسنان والحلاقة من الممكن أن تنقل العدوى وهذا غير صحيح لأن فيروس نقص المناعة البشري فيروس ضعيف خارج سوائل الجسم ويموت في خلال دقائق، ولكن فيروسات أخرى مثل فيروسات الالتهاب الكبدى سى وبى اللذان ينتقلان عن طريق الدم ممكن أن تعيش فترات أطول خارج الجسم ولهم قدرة فائقة على العدوى.
وماذا عن انتقال الفيروس بطريقه العلاقات الجنسية غير الشرعية؟
يعتقد البعض أن الفيروس ينتقل عن طريق العلاقات الجنسية غير الشرعية فقط ولكن هذا غير صحيح، حيث إن العلاقة الجنسية داخل إطار الزواج ليست خالية من المخاطر إذا كان أحد الزوجين مصابا بالعدوى، ولذلك يجب أن يُستعمل العازل الذكرى أو الأنثوى لحماية الطرفين، وخاصةً إذا لم يكونا قد أجرى التحليل ولايعلمان وضع إصابتهما.
وماذا عن فيروس نقص المناعة البشرى؟
فيروس نقص المناعة البشرى لا ينتقل بواسطة الهواء، ولذا فإن الشخص المصاب إذا قام بالسعال في وجهك مثلًا فهو مثل أي شخص اَخر يسعل في وجهك فقد يحدث لك نزلة برد مثلًا، ولكن لا ينتقل إليك الفيروس، كما أن المشاركة في استعمال أدوات الطعام لا تنقل العدوى، كذلك مصافحة أو لمس الشخص المريض لا ينقل لك العدوى، كما إنها لا تنتقل عن طريق دورات المياه سواء كانت عامة أو خاصة، ولا تنتقل بواسطة الحشرات وإلا كان كل من يتعرض للحشرات يصبح في موضع خطر لانتقال العدوى.
كم عدد المتعايشين مع المرض على مستوى العالم؟
الإحصائيات المتعلقة بالمتعايشين مع المرض بلغ 36.7 مليون مواطن على مستوى العالم، وشمال أفريقيا والشرق الأوسط بلغ 230 ألف مواطن يتعايش مع فيروس الإيدز، وعدد المواطنين المتعايشين مع المرض في مصر بلغ 11 ألفا في نهاية عام ٢٠١٦، منهم ٨ آلاف مصاب مسجل فعليا بوزارة الصحة، وحالات الإصابة بالمرض في مصر تشهد تزايدا؛ حتى أن عدد الحالات ارتفع سنويا لـ١٦٠٠ مواطن، وتم تسجيلهم بوزارة الصحة، ، و هناك 5 بلدان في المنطقة يمثل الحالات الجديدة فيها، أكثر من ٩٠٪ من الحالات المسجلة بالمنطقة، وهي إيران والسودان والصومال ومصر والمغرب، ونسعي للقضاء على مرض الإيدز مع حلول عام 2030 في حال توافر الموارد الوقائية وتنظيم حملات التوعية للشباب".
هل هناك تخوف من المواطنين لإجراء الفحوصات لهم للكشف عن المرض؟
هناك كثير من المواطنين بالفعل يخشون القيام بإجراء فحوصات تكشف إصابتهم بالمرض؛ بسبب خوف المجتمع منهم أو اتخاذ الدولة إجراء ضدهم وهو ما لا يحدث، فالدولة تقوم بتوفير العلاج مجانا للمتعايشين دون أي حجز أو افشاء لحالتهم بالإصابة؛ نسبة 20% من المتعايشين مع مرض الإيدز فقدوا أماكنهم سواء في وظائفهم أو أماكن تعايشهم نتيجة لإصابتهم بالمرض.
هل يوجد علاج للإيدز؟
لم يكتشف العلماء بعد أي علاج شاف يساعد الجسم على التخلص من الفيروس، ويعيد له مناعته الطبيعية، ولكن يوجد أدوية مضادة للفيروس تحد من انتشاره وتحسن من حالة المريض، وهذه الأدوية مضادات الفيروسات القهقرية التي توفرها وزارة الصحة المصرية مجانًا للمرضى،كما إنه من الضرورى علاج الأمراض الانتهازية فور ظهورها لتفادى تطور الحالة.
هل النساء والفتيات أكثر عرضة من الرجال للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرى؟
بالطبع النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بالفيروس، ليس فقط لأسباب بيولوجية تتعلق بطبيعة الجهاز التناسلي للأنثى، ولكن أيضا لأسباب تتعلق بوضع النساء في المجتمع مثل أنهن أقل حصولًا على التعليم والرعاية الصحية والمعلومات، وهن أيضا أكثر عرضة للعنف بما في ذلك الاغتصاب والاتجار والزواج المبكر، والغالبية العظمى من النساء المتعايشات مع الفيروس حول العالم أصبن بالمرض من أزواجهن، لهذا فإن حماية وتمكين النساء لها دور هام في الوقاية من الإصابة.
هل يمكن للمرأة الحامل التعايش مع الفيروس؟
الإصابة بعدوى فيروس نقص المناعة البشرى لا تتعارض مع الحمل، ولكن هناك احتمالا لانتقال العدوى من الأم إلى الجنين أثناء الحمل، أو أثناء الولادة أو الرضاعة الطبيعية في نحو 20 – 40% من الامهات المصابات، ومعظم الأطفال قد يموتون قبل العام الخامس ما لم يتم التشخيص مبكرًا، ولكن الاَن هناك أدوية مضادة للفيروس تنصح بتناولها السيدة الحامل، بحيث تقضى على احتمال نقل العدوى للجنين.
هل يسمح للمتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرى بالعمل بحرية؟
لا ينتقل فيروس نقص المناعة البشرى بالمخالطة العادية، ولهذا فمن حق المتعايشين مع الفيروس أن يواصلوا العمل، ولا يحق لجهة العمل طرد المتعايش من عمله أو الامتناع عن توظيفه بسبب مرضه كما أنه ليس من حق جهة العمل أن تشترط إجراء أي تحليل للكشف عن الفيروس كشرط للتعيين أو أن تقوم بإجراء فحوص للكشف عن الفيروس ضمن المتقدمين للتوظيف.
هل المتعايشون مع الفيروس لهم الحق في الزواج وتكوين أسرة؟
يستطيع المتعايشون مع الفيروس الزواج، وتكوين أسرة مثل باقي الأفراد طالما يعرف الطرفان وضع الإصابة، ويتيح إتباع طرق ووسائل الوقاية بالإضافة للأدوية المضادة للفيروسات تقليل فرص انتقال الفيروس للشريك الجنسي وللأطفال.
هل هناك حملات للتوعية للقضاء على الايدز؟
بالفعل هناك الكثير من حملات التوعية التي يقوم به فريق عمل الأمم المتحدة المعنى بالإيدز بالتعاون مع البرنامج الوطنى للإيدز التابع لوزارة الصحة والسكان بعمل حملة قومية حول يوم الإيدز العالمى، والتي تضمن احتفالية مع الشباب، وأيضا لقاء مع قادة الدين المسلم والمسيحى، تحت شعار قاده الدين درء الوصم والتمييز، وأيضا احتفالية تحت رعاية وزارة الخارجية ونصب خلالها الفنانة نيللى كريم سفيرة الحملة القومية، وتستمر الحملة على مدار شهري ديسمبر ويناير داخل الجامعات ومراكز الشباب ووسائل التواصل الاجتماعي.
هل يتم التركيز على نشر هذا الحملات بين الشباب أكثر للقضاء على هذا المرض؟
يتم نشر الوعي لدى الشباب من أجل تجنب هذا المرض، من خلال هذه الحملات للتوعية والناتج عن الجهل بطرق انتقاله الصحيحة، ويتم عمل فعاليات داخل المستشفيات لنشر المعلومات الصحية وذلك لمحاربة ظاهرة التمييز ضد المتعايشين مع المرض، من قبل مقدم الخدمة الصحية، وهناك بعض المشاريع والأنشطة بالتعاون مع المجتمع المدني كبرنامج حماية الشباب المعرضين للخطر والذي يمثل أهم اعمدة الاستجابة الوطنية في الإسكندرية والغربية، وأيضا يتم تنفيذه من قبل المؤسسة القومية لتنمية الأسرة والمجتمع، بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان، وأيضا هناك مشاريع أخرى تهتم بتقديم الرعاية للعلاج والدعم الاجتماعى والاقتصاد للمتعايشين مع المرض في مصر، وذلك من خلال مؤسسات المجتمع المدني ووزارة الصحة والسكان وأبرزها مشروع تطوير خدمات الصحة الإنجابية للسيدات المعرضات للمرض في القاهرة والغربية، والذي ينفذ من قبل وزارة الصحة والسكان بدعم من الحكومة الهولندية، وأنشطة أخرى تعنى بالأطفال المتعايشين وأسرهم ودعمها من هيئة يونيسيف.
ماذا يمكن أن نفعله للمساهمة في مواجهة الإيدز في مصر؟
التعامل الطبيعى مع الأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرى، وتصحيح المفاهيم الخاطئة ومعالجة الوصمة، تجاه المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرى بين الأصدقاء والعائلة.