رئيس التحرير
عصام كامل

المسجد الحرام يرفع طاقته الاستيعابية إلى 30 مليون معتمر

فيتو

نفذت الحكومة السعودية توسعة ثالثة للحرمين الشريفين، وتطوير مطاراتها وزيادة طاقتها الاستيعابية، وأطلقت مشروع «مترو مكة المكرمة»، استكمالا لمشروع قطار المشاعر المقدسة وقطار الحرمين.


ووفقا لصحيفة عكاظ السعودية، عززت المملكة منظومة شبكة النقل لتسهيل الوصول إلى الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة لتمكين ضيوف الرحمن من أداء فريضة الحج والعمرة والزيارة بكل يسر وسهولة، وتضاعف عدد المعتمرين من خارج المملكة 3 مرات خلال العقد الماضي حتى بلغ ٨ ملايين معتمر.

وتسعى السعودية وفق «رؤية 2030» إلى زيادة الطاقة الاستيعابية لاستقبال ضيوف الرحمن والمعتمرين من 8 ملايين إلى 30 مليون معتمر، بتسهيل إجراءات طلب التأشيرات وإصدارها وصولا إلى تطوير الخدمات الإلكترونية المتعلقة برحلة المعتمرين، وتوسيع نطاق الخدمات المتوفرة لهم ولعائلاتهم ليستمتعوا برحلة متكاملة.

وبحسب الخطط المستقبلية للرؤية، تتجه المملكة لتأسيس متحف إسلامي وفق أرقى المعايير العالمية، ويعتمد أحدث وسائل الجمع والحفظ والعرض والتوثيق، وسيكون محطة رئيسة لمواطنيها وضيوفها للوقوف على التاريخ الإسلامي العريق والاستمتاع بتجارب تفاعلية مع المواد التعريفية والأنشطة الثقافية المختلفة، مع رفع عدد المواقع الأثرية المسجلة في «اليونسكو» إلى الضعف.

يعود اهتمام السعودية بالمشاعر المقدسة وفقا للصحيفة، إلى مؤسس المملكة الملك عبدالعزيز آل سعود، إذ أمر بتشكيل إدارة خاصة سميت مجلس إدارة الحرم، كانت من مهامها إدارة شئون المسجد الحرام ومراقبة صيانته وخدمته، وتم ترميم أروقة المسجد الحرام وطلاء الجدران والأعمدة وإصلاح قبة زمزم، وتركيب مظلات لوقاية المصلين من حرارة الشمس، وتبليط ما بين الصفا والمروة بالحجر.

وتم تجديد مصابيح الإنارة في المسجد الحرام وزيادتها إلى ألف مصباح، وأنير المسجد الحرام، ووضعت المراوح، وسميت بالتوسعة السعودية الأولى، لتصبح مساحة المسجد الحرام تستوعب أكثر من 300 ألف مصل في وقت واحد، وفي صورة اعتيادية مريحة، وفي حالات الزحام تستوعب أكثر من 400 ألف مصل، أما التوسعة السعودية الثانية فاستمر العمل فيها بصورة متجددة على أربع مراحل.

استمرت أعمال التوسعة في عهد ملوك المملكة العربية السعودية، ليشهد الحرم المكي أكبر توسعة مر بها وذلك في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فوافق مطلع 2008 على بدء أكبر توسعة للحرم المكي الشريف، وعلى 3 مسارات. تضمن المسار الأول توسعة مبنى الحرم ليستوعب أكبر عدد ممكن من المصلين، ويتوقع أن يصل إلى مليوني مصل ٍ في وقت واحد، أما المسار الثاني يهدف إلى توسعة الساحات الخارجية للحرم المكي تضم دورات مياه وممرات وانفاقا، إضافة إلى مرافق أخرى، ومن شأن هذه المرحلة تسهيل دخول وخروج المصلين وضيوف الرحمن.

ويعنى المسار الثالث بتطوير منطقة الخدمات كأهم المرافق المساندة وتشمل محطات التكييف، ومحطات الكهرباء، إلى جانب محطات المياه وغيرها من المحطات التي تقدم الدعم اللازم لمنطقة الحرم.

جاءت الأعمال المستمرة التي يشهدها مشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة المسجد الحرام، ضمن التكامل فيما بينها لتكوين رؤية شاملة عصرية لتأمين سلامة وراحة الحجاج ووصولهم بيسر وسهولة إلى المسجد الحرام.

وشملت أكبر توسعة 6 مكونات رئيسية، هي مبنى التوسعة والساحات الخارجية والجسور ومبنى المصاطب وممرات المشاة ومباني الخدمات بما فيها المراكز الصحية والدفاع المدني ومستشفى ومحطة التكييف المركزية والتوليد الاحتياطية، انطلقت الفكرة التصميمية في تهيئة منطقة الشامية لتوسعة الحرم المكي، انطلاقا من مركز الكعبة بالاتجاهات كافة، لتوجيه المصلين باتجاه القبلة، كما شملت أعمال التوسعة في مختلف جوانبها البوابة الرئيسية وهي بوابة الملك عبدالله التي رفعت أعلاها مئذنتان، ليصبح عدد مآذن الحرم 11.

وتعد المشاريع الجديدة في الحرمين الشريفين وتوسعتهما وتنفيذ المشاريع العملاقة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة تجسيدا لاهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وحرصه على تحقيق كل ما من شأنه راحة الحجاج والمعتمرين.

وتأتي توسعة الحرم المكي الشريف بعد أمر الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بصيانة وتنفيذ كافة الخدمات من الكهرباء والمياه وغيرها تكريما لهذا للحرم، ليواصل أبناؤه من بعده تطوير وتجديد وتوسعة المسجد الحرام. ففي عهد الملك سعود استمرت توسعة المسجد الحرام حتى عهد الملك فهد، فشملت تجهيز الساحات الخارجية، وإدخال نظام التكييف، وأنظمة الإطفاء، واعتماد أفضل الأنظمة التقنية والأمنية لتوفير أقصى درجات الراحة لضيوف الرحمن.
الجريدة الرسمية