رئيس التحرير
عصام كامل

أسلحة أطفال فلسطين لمواجهة الاحتلال.. «عهد» تصفع الجنود.. 20 إسرائيليا يعتقلون «فوزي الجنيدي» بسبب الحجارة.. العبوات بدائية الصنع سيدة الموقف.. طفل الـ 5 أعوام يقصف مدرعة.. والدعاء

فيتو

"أنا طفل فلسطيني شعوب الأرضِ تعرفني وتعرف كُنْه تكويني، فلا خوف ولا إرهاب طُغمتهم سيرعبني ويثنيني، ولو زادوا بطغيان حصاراتي فملح الأرض يكفيني"، كلمات تعبر عن حال الطفل الفلسطيني، الذي ولد حاملا عبئا كبيرا منذ نعومة أظافره؛ لتحرير أرضه المحتلة، بما دفعه لأن ينسى لعبته التي طالما حلم بمداعبتها.


ودائما ما تصف وسائل الإعلام العبرية أطفال المقاومة الفلسطينية بأنهم جزء من التنظيمات الإرهابية، إلا أن أطفال المقاومة الفلسطينية الذي لم يتجاوزا الثامنة عشر من عمرهم، لن يعتبروا ما يقومون به مجرد لعبة "كر وفر بين قط وفأر"، بل إنك قد تدفع حياتك ثمنا مقابل حجر تقذفه في وجه جندي إسرائيلي أو تشج به رأسه.

عهد التميمي
عادت للساحة العامة مرة أخرى الفلسطينية "عهد التميمي" تلك الطفلة التي ضربت مثلا أعلى لمقاومة الطفل الفلسطيني للاحتلال، بعد اختفاء 5 سنوات، عندما لفتت أنظار العالم بتحديها للجنود الإسرائيليين في بدايات عام 2012، حيث وقفت الطفلة الفلسطينية الشقراء تصرخ في وجه أحد جنود الاحتلال الإسرائيلي، قائلة: «وين.. فين أخويا؟»، واستكملت صرخاتها بسؤال أكبر: «لماذا تعتقل الأطفال الصغار؟»، ظلت الطفلة تصرخ لمدة دقائق دون أي تفاعل من الجندي، مما اضطرها لـ«عضه وصفعه» حتى تحرر شقيقها الأصغر.

وفي مقابلة، أُجريت مع «عهد» عبر برنامج «دنيا» عام 2014، لم تخف الفتاة الصغيرة التي حرمها الاحتلال من أبيها وأسره آنذاك، مما فعلته أو المصير الذي ينتظرها، ظّلت تردد رسالتها، وتقول: «إذا بنضل نشوف الأخبار في التليفزيون، مين بيحرر الأرض، صلاح الدين؟».

بعد مرور السنوات، ظهرت «عهد» في فيديو آخر، يثبت شجاعتها أكثر وأكثر، تقف أمام جنود الاحتلال الإسرائيلي، وتطردهم من ساحة منزل عائلتها، قائلة: «امشي من عندنا، اطلع من هون»، في مشهد أشبه بالصفعة الثانية، بعد صفعة 2012.

انتشر الفيديو الذي تطرد فيه «عهد» جنود الاحتلال، عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر أثار ردود فعل عالية على وسائل الإعلام الإسرائيلية، حيث قال وزير التعليم الإسرائيلي، «نفتالي بينت»: «يجب أن تقضي تلك الفتاة سنواتها في السجن»، ومع بداية فجر الثلاثاء، اعتقلت «عهد» من منزلها، حيث كتب والدها على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي، «فيس بوك» أن الجيش الإسرائيلي اقتحم منزلهم، واعتقل ابنته.


فوزي محمد الجنيدي
لا يمكن عند الحديث عن شجاعة الطفل الفلسطيني أن ننسى "فوزي محمد الجنیدي" يتراوح عمره بين الـ 14 والـ16 عامًا، صاحب الصورة التي أثارت ضجة هائلة في كافة دول العالم، باعتقاله، بعدما واجه الاحتلال بالحجارة كغيره من الفلسطينيين.

الصورة التقطت خلال التظاهرات التي اشتعلت في عدة مدن فلسطينية احتجاجًا على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، أظهرت الطفل مقيد اليدين ومعصوب العينين ومحاطا بـ20 جنديًا إسرائيليًا، بعدما اعتقلوا وسط مدينة الخلیل، وقاموا بتقييده وعصب عینیه، ورغم ذلك ظلت رأسه مرفوعة عالية.


بدائية الصنع
في مشهد ليس بالغريب على الأطفال الفلسطينيين، وقف طفل فلسطيني شجاع في وجه جنود الاحتلال، مستخدما عبوات اشتعال بدائية الصنع، لعرقلة الطريق أمام العدو المحتل.


وتظهر الصور التي نشرتها وكالة "إرم نيوز" الإخبارية، الطفل الفلسطيني الذي لم يتجاوز العاشرة من العمر، وهو يتصدى لقوات الاحتلال الإسرائيلية أثناء اشتباكات بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال قرب نابلس في الضفة الغربية؛ ليعيد إلى الأذهان ظاهرة أطفال الحجارة كأحد مميزات مقاومة شعب تحت الاحتلال، وتعرض هؤلاء للاعتقال والتعذيب.


الدعاء والوعيد
حرقة قلوب الأطفال لفراق الأحبة لم تكفهم عن الدعاء والوعيد، فقد تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لطفل فلسطيني، يتوعد جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي قتل أخويه الاثنين، وأصيب الآخر أثناء إحدى عمليات القصف التي يقوم بها الكيان الصهيوني، في 2015.

وقال الطفل الذي ظهر خلال مقطع الفيديو "سنعد عدتنا لفجر قادم، لنقاتل الإجرام باستبسال، لن نترك الإعداد، فانتظروا اللحظة، فأنت وجنودك إلى زوال.. إلى زوال".


طفل 5 أعوام
إنها الصورة التي أصابت كافة الأبدان بالقشعريرة، لخصت تاريخ فلسطين بأكمله، لطفل لم يبلغ من العمر سوى 5 أعوام، قصف مدرعة للجيش الإسرائيلي بالحجارة، ومن حولها عشرات الجنود المدججين بالسلاح، قبل أن يجري خوفا من اعتقاله.

في تحد للوجود الإسرائيلي، أمعن الطفل في تنظيف عينيه من آثار الغازات المسيلة للدموع، مستعملا الشال الفلسطيني الذي يلازمه طوال الوقت، ليعاود هجومه الذي يقوم به منفردا، في مجموعة صور التقطتها عدسة المصور الفلسطيني، أحمد نزال، للطفل في ذكرى النكبة الفلسطينية التي دخلت عامها الـ67.
الجريدة الرسمية