رئيس التحرير
عصام كامل

عطايا الفقراء في العيد.. ماذا يعني العشور بالمسيحية؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تقترب احتفالات عيد الميلاد، وفي العيد تشارك الكنيسة الفقراء فرحتهم، وتقدم لهم بعض الخدمات المادية.


تساهم الكنيسة في فرحة الفقراء من خلال تقديم مساعدات مالية، مأخوذة من ما يسمى "العشور"، التي يدفعها شعب الكنيسة، كل حسب قدرته، سواء مادية أو منتجات، ما إلى ذلك.

لكن ماذا يعنى "العشور" في المسيحية، العشور هي وصية ملزمة وهي الحد الأدنى للعطاء، وقال المسيح: "وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هَذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ"، وصادق المسيح على استمرارية وصية العشور في العهد الجديد، باعتبارها طريق لنوال البركة، وأيضا عون لنشر الإنجيل.

العشور بدأت منذ النبي إبراهيم، الذي قدم العشور إلى ملكي صادق كاهن الله العلى "فأعطاه عشرًا من كل شيء" (تك 14: 20)، وتبعه أبينا يعقوب لما رأى سلمًا بين السماء والأرض، وقال لله "إن كان الله معي وحفظني.. ورجعت بسلام إلى بيت أبى، يكون الرب لي إلهًا.. وكل ما تعطيني فإني أعشرة لك" (تك 28: 20-22).

تعرف العشور بأنها (1/10 من كل المورد)، وهي الحد الأدنى للعطاء مما نملك (الثروة، والمقتنيات، والهدايا، والإرث، وفوائد الأرصدة في البنوك،)، وهي بالتالي إقرار من المعطي أن كل شيء إنما هو ملك لله.

وبتعريف العشور يمكن معرفة الفرق بينها وبين التقدمات التي تعتبر العطاء مما تبقى بعد اقتطاع العشور.

ويعتبر المال الذي لا يدفع منه العشور في المسيحية هو مال ظلم، لأنك سلبت فيه الرب، وظلمت الكنيسة كما ظلمت الفقراء أصحابه، لذلك قال المسيح "اصنعوا لكم أصدقاء من مال الظلم" (لو 16: 9)، وهؤلاء الأصدقاء هم الفقراء الذين يصلون من أجلكم "حتى يقبلوكم في المظال الأبدية".

ويمكن أن يمنح المسيحي أقاربه من العشور إن كانوا محتاجين، فبحسب الإنجيل: "إن كان أحد لا يعتني بخاصته ولاسيما أهل بيته، فقد أنكر الإيمان وصار شرًا من غير المؤمن"، لكن لا يجب أن يعطى الأقارب وحدهم لئلا تتحول إلى مجرد واجب، أو رابطة الدم هي التي دفع للعطاء.
الجريدة الرسمية