رئيس التحرير
عصام كامل

عهد التميمي أيقونة جديدة للمقاومة الفلسطينية (فيديو وصور)

فيتو

فتاة شقراء ذات عينين زرقاوين عندما تراها للوهلة الأولى ترى فيها روح المقاومة التي رسمت على ملامح وجهها، فأكسبتها جرأة لا تخشي معها قسوة أو سطوة جنود الاحتلال الإسرائيلي، إنها عهد التميمي، الفتاة الصغيرة ذات السبع عشرة عامًا، التي اُعتقلت فجر أمس من منزلها، فصارت أيقونة المقاومة الفلسطينية.


اعتقال الأم
لم تكن المقاومة أو مكافحة جنود الاحتلال الإسرائيلي جديدة على الفتاة الصغير عهد، فمنذ سنوات عديدة، وعندما كانت عهد التميمي طفلة صغيرة لا يتعد عمرها التسع سنوات، كان لها لقاء مع المقاومة، عندما اعتقل جنود الاحتلال أمها، لكن الفتاة الصغيرة تمسكت بأمها وأخذت تصرخ وتبكي وتستنجد حتى لا يأخذ هؤلاء الجنود، الذين انعدمت الرحمة والشفقة من قلوبهم وأصبحت كالحجارة أو أشد قسوة.

لكن الفتاة كانت تعلم أن يدها الصغيرة المقاومة ستمنح أمها قوة للإفلات من يد المعتدين، حاولت كثيرًا وبكت هي وشقيقتها، ولم تستسلم أو ترضخ لصرخات الأم المتوسلة لها ولشقيقتها بالابتعاد عن الظالمين، وأخذت تقاوم يد جنود الاحتلال التي أمسكت بقوة بالصغيرة ومنعتها من احتضان أمها.

وكانت عهد التميمي قد أخذت على نفسها عهدًا من هذه اللحظة أن تكون قوية ثائرة كبركان، فانطلقت وراء مدرعات جنود الاحتلال الإسرائيلي توبخ قادتهم لاعتقالهم لأمها، وضربهم بدموعها وأختها عرض الحائط، انطلقت الصغيرة المقاومة في وجه قائد جماعة المعتدين كالرصاصة تتوعد بأن تكون الأيقونة التي لا تستسلم لهم أبدًا.


صفع جندي الاحتلال
أسرت عهد مشهد قسوة جنود الاحتلال الإسرائيلي في قلبها، ليتفجر البركان الثائر داخلها مع قرار الرئيس الأمريكي ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، الأمر الذي رفضته عهد، وأخذت تقاوم جنود الاحتلال ففلسطين أرضها والقدس عاصمة الوطن المذبوح.

هنا كان مشهد الفتاة ذات السبعة عشر ربيعًا، واختارت أن تبعد المحتل من أرضها وبدأت بأرض منزلها، عندما اختبأ جنديان من جنود الاحتلال، لكن الفتاة رفضت ذلك ولم تخف وانطلقت تركل وتصفع أحدهما على وجهه مستحضرة مشهد اعتقال جنود الاحتلال لوالدتها ورفضهم إطلاق صراحها امتثالًا لبكاء الفتيات الصغار.

ورقة التوت
لم ترض عهد التميمي أن تستسلم لجنود أرادوا اغتصاب وطنها، فأخذت تقاوم تارة بيدها الصغيرة، وأخرى بالشعارات ورفع العلم، فلم تكن مقاومة عهد بالسلاح، كان سرحها يد قوية تمسك بها علم فلسطين ولسان لاذع يكشف ورقة التوت عن ظلم محتل مستبد.

فجر أمس الأول الثلاثاء، قام جنود الاحتلال باعتقال الفتاة عهد التميمي، في محاولة لإسكات الصوت الصغير الذي فضل المقاومة على الاستسلام، الأيقونة الجديدة للمقاومة الفلسطينية، و"تم منع هيئة الدفاع من مقابلة عهد التميمي من قبل الاحتلال وهذا مخالف لكل المواثيق والقوانين الدولية دعواتكم..." حسبما قال والدها.

والد عهد التميمي لم يخف أو يستسلم وكانت آخر تغريدة له قال فيها "فداكي يا قدس كل عزيز وغالي عندي ثلاثة رجال وعهد رابعهم وزوجي من ربتهم كلنا فداء لتراب القدس ولن نتراجع حتى النصر أو الشهادة".

وعبر الفلسطينيون عن حزنهم لاعتقال عهد فكتب أحمد صالح "إسرائيل تعتقل عهد التميمي 17 عاما بعد مداهمة منزلهم في قرية النبي صالح- رام الله.. بعد تصديها قبل أيام لجنود الاحتلال في محاولة اقتحام منزلهم لإطلاق النار منه على الشباب الفلسطيني المتظاهر وطردت الإسرائيليين في الفيديو الشهير".

وقالت الإعلامية كارمن جوخضار "عهد التميمي (١٧ عامًا).. البطلة الفلسطينية المقاومة والمتصدّرة لكافة الاحتجاجات منذ الصغر.. اعتقلتها القوات الإسرائيلية فجر اليوم في قرية النبي صالح قرب"..

وعلقت أمل حداد "عهد التميمي أجدع بنت فلسطينية (17عاما) نشأت مع عائلة رفضت أن تخضع لقوانين الاحتلال الصهيونى؛ والدها اعتقل نحو 9 مرات ووالدتها 5 مرات وأخوها مرتين، وخالها وعمها شهيدين.. تم اعتقالها هي وأمها الفجر بعد رفضهما لجنود الاحتلال اعتلاء سطح منزلهم لقتل المتظاهرين وصفعت أحد الجنود على وجهه.. الحق أقوى ولو كان ضعيفا".
الجريدة الرسمية