رئيس التحرير
عصام كامل

أعداء ترامب!


ليس جديدا أن يعتبر ترامب في الاستراتيجية الجديدة للأمن القومي الأمريكى الصين عدوا لأمريكا.. فهو أفصح عن ذلك مبكرا خلال حملته الانتخابية وقبل أن يدخل البيت الأبيض، خاصة أن الصين تنافس أمريكا اقتصاديا وسوف يصير اقتصادها هو الأول عالميا قريبا.. لكن الجديد والذي يمثل مفاجأة أن يعتبر ترامب روسيا هي الأخرى عدوا لأمريكا تهدد المصالح والنفوذ الأمريكي في العالم.. بل إن ترامب وضع روسيا في الترتيب الأول للأعداء قبل الصين، بينما كان من قبل يتغنى بضرورة التعاون مع روسيا في الحرب ضد الاٍرهاب خلال حملته الانتخابية.


صحيح أن ترامب رغم اعتباره كل من روسيا والصين أعداء لبلاده، فقد تحدث في استراتيجيته للأمن القومي عن الحاجة للتعاون معهما، فإن إعلانه أن روسيا عدو لأمريكا لابد أن يكون قد صدم الروس الذين عولوا الكثير وراهنوا على ترامب رئيسًا للولايات المتحدة.. أن ترامب قد خيب كل ما تبقى لهم من أمل فيه، ولعلهم تأكدوا أنه لا يعاديهم تحت ضغوط يتعرض لها في الداخل الأمريكى، أو لإبعاد الشبهات عنه التي تحوم حوله الآن حول تعاونه خلال الحملة الانتخابية معهم للإيقاع بهيلاري كلينتون وتمكينه بالفوز عليها، وهى الشبهات محل تحقيقات تجرى الآن..

وإنما ترامب أخذ يعادي الروس بعد تمدد نفوذهم في العالم، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، وليس في سوريا وحدها.. وهذا يفسر حدة الرد الروسي على استراتيجية ترامب للأمن القومي الأمريكى، والذي اتهمه بأنه يرفض التعددية الدولية ويريد العودة لعصر القطب الواحد الذي يفرض هيمنته على العالم كله، وأنه يعيدنا إلى عصر الحرب الباردة.. وهكذا لم يف ترامب بوعوده الانتخابية إلا لإسرائيل وحدها فقط، بينما لحس كل وعوده للعالم بالتوقف عن سياسات فرض الهيمنة الأمريكية في شتى أرجاء العالم.
الجريدة الرسمية