رئيس التحرير
عصام كامل

«أبو جبل» مسن يصرخ من الألم ويأكل من القمامة بالإسكندرية (صور)

فيتو

"أبو جبل" مواطن مسن، المرض يسكن جسده، وينهش جلده، يعيش وسط القمامة، ويأكل ما يحلو له منها، يصرخ من الألم والوجع الذي يشتد عليه كل ساعة، ما دلنا عليه إلا صوت صراخه.


يعيش " أبو جبل" في عزلة عن الناس داخل كشك في أحد الشوارع الشعبية بقلب مدينة الإسكندرية، تفوح منه رائحة المرض، فقد أسرته بأكملها إلا ابنتيه العاجزتين، واجتمع عليه المرض حتى أنهكه وتملكه، كان يسير متكئا على عكازين، والآن يجلس فلا يستطيع الحركة.

"أبو جبل" اسم على غير مسمى، فهو لا حول له ولا قوة، فقد كل شيء، لا يملك قوت يومه، ولا علاج مرضه، فهزمه المرض، ساعده أهل الخير وبنوا له كشكا في أحد الشوارع ليسكن فيه، وينام ويأكل ويتوارى من برد الشتاء داخله.

ويعاني أبو جبل من عدة أمراض مزمنة، تحتاج إلى العلاج، وقدمه بها جروح تنزف دما، لإصابته بمرض السكر، لا يملك ثمن الغيار عليها حتى يتوقف نزيف الدماء، والتقت عدسة "فيتو" أبو جبل، واستمعت إلى قصته، ووثقت لحظات من حياته وسط القمامة.

وقال الشيخ الكبير، "اسمي أبو جبل السيد، عندى 56 سنة، مليش مكان أعيش فيه، أهل الخير ساعدونى وبنوا ليا الكشك ده علشان أقعد فيه، وأنا مريض وعندى السكر ورجلي بتنزف دم من الجروح وعاملة صديد بسبب مرضى بالسكر، فقدت أمى وأبى وإخوتى كلهم، وعندى بنتين عاجزتين لا تستطيعان المشي، وبسبب المرض، أصبحت عاجزا عن المشي على رجلي".

وأضاف أبو جبل: "أنا محتاج أتعالج وعايز شاش وقطن علشان أغير على رجلي الدم، بينزف منها، والألم شديد، وبصرخ وببكي كل يوم".

وقال محمد عاصم أحد سكان الشارع الذي يقطن فيه "أبو جبل": "أبو جبل ملوش حد غير ربنا سبحانه وتعالى، وهو مريض ومحتاج رعاية وعناية، كل يوم بيصرخ ويبكى من الألم، وبيأكل من القمامة وفضلات الطعام الملقاة بأكياس القمامة".

وأضاف، "لولا تعاطف الناس معه، ما تركوه يعيش داخل كشك في قلب الشارع، لم يسمح له الناس بهذا إلا لكونه ضعيفا مريضا، لا حول له ولا قوة"، مطالبا المسئولين في مدينة الإسكندرية، النظر إلى حالة أبو جبل وتولى علاجه وتوفير سكن مناسب له.
الجريدة الرسمية