رئيس التحرير
عصام كامل

حوادث النقل النهري بين الأقصر وأسوان صداع مستمر.. غياب الرقابة والرعاية عن الخط الملاحي.. قلة المراسي السياحية.. نقص قادة البواخر المدربين وعدم توافر وسائل التدخل السريع أبرز الأسباب

فيتو

تعددت في السنوات الأخيرة حوادث النقل النهري، وخاصة في الفنادق العائمة بين الأقصر وأسوان، والتي يصل عددها إلى نحو 256 فندقا عائما قبل توقف العديد منهم، بعد تراجع الحركة السياحية في السنوات الماضية، أو تكهين بعضها أو توقفه للصيانة.


يعمل في نهر النيل نحو 300 فندق عائم، وأغلبها بالمنطقة ما بين الأقصر وأسوان، بالرغم من أن هذا الخط الملاحي هو أكثر المناطق أهمية لكنه يعتبر أقل المناطق رعاية من قبل الهيئات المعنية، مما يؤدي إلى وقوع الكثير من الحوادث.

التقت "فيتو" بمدير عام منطقة مصر العليا للنقل النهري المهندس بحري محمد الشربيني؛ للتعرف على أسباب وقوع حوادث الفنادق العائمة، والحلول المقترحة للحد منها خلال الفترة القادمة.

منسوب المياه

وقال الشربيني إن وقوع حوادث الفنادق العائمة يرجع إلى عدة أسباب، أولها تكدس البواخر في مناطق المعابد بأيام محددة من الأسبوع في وقت واحد بمدن كوم أمبو، إدفو، إسنا، مع قلة المراسي، وانخفاض منسوب المياه بشكل كبير أثناء السدة الشتوية في الشهور بدءًا من نوفمبر حتى يناير، والذي يتواكب مع ذروة الموسم السياحى، وما ينتج عن ذلك من تغيير في الخط الملاحي، ونتيجة زيادة غاطس بعض البواخر يحدث الشحوط وغلق المجرى في بعض الأحيان.

أضاف أن ذلك بجانب قيام بعض الشركات المالكة للبواخر بترك مسئولية قيادة الباخرة لأفراد دون المستوى، لم يحصلوا على الترخيص المناسب لقيادة الباخرة لتوفير الرواتب التي يتقاضاها قادة البواخر السياحية المؤهلين، مع عدم إلمام أطقم البواخر بكيفية مكافحة الحريق؛ لأن التدريبات التي تتم للأفراد تكون في معظمها صورية، مشيرًا إلى عدم توافر معدات الاقتحام على تلك البواخر في كثير من الأحيان، مما يؤدي إلى الانتشار السريع للحريق وتأخر السيطرة عليه، وعدم توافر وسائل التدخل السريع سواء في حالة الحريق أو الشحوط، مما ينتج عنه مضاعفة الخسائر في معظم الحوادث.

حوادث البواخر
أوضح الشربيني أن أهم المقترحات للحد من حوادث البواخر أبرزها توفير عدد مناسب من المراسي في مناطق المعابد كوم أمبو، إدفو، إسنا، ومراعاة توفير منسوب مياه مناسب للملاحة في الأحباس الأول والثانى، أثناء السدة الشتوية والأخذ في الاعتبار أن ذروة الموسم السياحي تكون في تلك الفترة، لافتًا إلى المداومة على أعمال تطهير المجرى الملاحي من خلال شركة مساهمة تنشئها الهيئة مع تعظيم دور معهد بحوث النيل فيما يتعلق برصد التغيرات الطبيعية بمجرى النهر وكيفية الاحتفاظ بالمجرى الملاحي صالح لأطول وقت ممكن.

أشار إلى أن ضمن المقترحات للحد من حوادث الفنادق العائمة التزام الشركات بتوفير قائد باخرة سياحية أساسي واحتياطي على كل باخرة، بحيث ينوب عنه في فترة الإجازة وعدم ترك المسئولية لأشخاص غير مؤهلين مهنيًا، مع دراسة كيفية تدريب الأطقم بشكل جدي وفعلي على مكافحة الحريق مع عمل نوبات حريق هيكلية على فترات زمنية متقاربة وفجائية.

أولى بالرعاية
أكد الشربيني أنه يجب اعتبار المجرى الملاحي "الأقصر، وأسوان" منطقة أولى بالرعاية، حيث تم وضع علامات إرشادية وتطهيرات بالمجرى الملاحي بكامله، ما عدا "الأقصر، أسوان"، وكان يجب البدء في وضع هذه العلامات الإرشادية، بدءًا من أسوان في اتجاه الأقصر لأهمية هذا الخط الملاحي لكثافة المرور به.
الجريدة الرسمية