النيابة تحل لغز اقتحام شقة الأديب وديع فلسطين.. الضحية تعرض للضرب المبرح.. المتهمون لا ينتمون لجماعات سياسية.. الحادث جنائي بغرض السرقة.. كاميرات المراقبة تكشف السر
في صباح يوم الجمعة الماضي، تلقت نيابة شرق القاهرة الكلية إخطارا من مستشفى هليوبوليس باستقبالها الأديب وديع فلسطين، مصابا بكدمات وضربات عنيفة على رأسه وجسده، وتم حجزه بالعناية المركزة لعمل العلاج اللازم له.
تفريغ الكاميرات
على الفور شكلت النيابة فريقين للبحث والتحقيق، أحدهما انتقل إلى المستشفى والآخر إلى منزل الأديب لإجراء المعاينة والتوصل لهوية المعتدي، وأمرت بتفريغ كاميرات المراقبة المتواجدة بمنزل المجني عليه، وانتداب رجال المعمل الجنائي لرفع البصمات للتوصل لهوية المتهمين.
تعرض للضرب
ومن خلال جمع خيوط البحث، كشفت التحقيقات أن المجني عليه تعرض للضرب واللطم بالأكف على وجهه ورأسه.
وأضافت التحقيقات أن المتهمين استغلوا كبر سن المجني عليه، واستطاعوا التغلب عليه، ثم أوثقوه بستارة في السرير لمنعه من التحرك، حيث ثبت أن الضرب كان بقوة.
التحريات
ودلت التحريات الأولية أن الدافع وراء الجريمة هو السرقة، حيث تبين من المعاينة أن باب الشقة مكسور، فضلا عن بعثرة جميع محتويات الشقة.
واستعلمت النيابة من مستشفى هليوبوليس، عن الحالة الصحية للمجني عليه، لبيان متى تسمح حالته للكلام وأخذ أقواله، وأوضحت النيابة أن الحادث وقع في الساعة الواحدة صباحا.
وأكد المستشفى أن المريض في حالة غيبوبة، ولا يقوى على النطق أو الحركة، نتيجة تعرضه للضرب المبرح، والمقصود منه قتله.
أقوال مديرة المنزل
اجتمعت النيابة مرة أخرى، وتداولت أوراق الواقعة، ثم أصدرت قرارا باستدعاء مديرة المنزل، التي ستكون بجعبتها الكثير، وبالفعل حضرت مدير المنزل إلى سرايا النيابة وقالت إن المجني عليه أخبرها يوم الخميس قبل مغادرتها المنزل، حيث تنهي عملها ولا تبيت معه، بأن شخصا طرق عليه باب الشقة وطلب منه مبلغ مالي 160 جنيها رسوم المياه، فأخرج له مبلغا أكبر وأعطاها له، فأخذه وفر هاربا.
وأضافت أنها عندما توجهت صباح يوم الجمعة إلى الشقة، وبفتح الباب، وجدت الأديب مربوطا بستارة في السرير، وقد تعرض للضرب المبرح، فضلا عن بعثرة محتويات الشقة، فأبلغت مباحث مصر الجديدة بالواقعة.
تفريغ الكاميرات
وصباح يوم الأحد قامت نيابة شرق القاهرة الكلية بتفريغ كاميرات منزل الأديب وديع فلسطين، التي كشف عن التفاصيل الكاملة للواقعة، حيث تبين اقتحام رجلين وسيدة شقة المجني عليه، وعلى الفور تم تحديد هوية المتهمين، وإصدار قرار بضبطهم وإحضارهم، ولم يمر 24 ساعة حتى تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط الرجلين، وتمت إحالتهما إلى النيابة وجار العمل للوصول إلى المتهمة الثالثة.
أقوال المتهمين
وأمام النيابة أدلى المتهمان باقتحام شقة الأديب وديع فلسطين وسرقتها والتعدي عليه بالضرب باعترافات تفصيلية، حيث أكدا أنهما لا ينتميان إلى أي حزب سياسي تحديدا جماعة الإخوان.
وأشار المتهمان إلى أنهما يعملان بائعين فاكهة، ولا يعرفان القراءة والكتابة على الرغم من كونهما حاصلين على تعليم فني، موضحين أن هدفهم من اقتحام شقة المجني عليه هو سرقة الأموال، ولا يهمهم أوراق أو مذكرات.
واعترفا المتهمان أنهما بالفعل من قام بسرقته قبل الحادث بيوم مدعين أنهما محصلان مياه، واصطحبوا المتهمة الهاربة والمسجلة دعارة، لكي تشتت انتباه البواب أثناء دخولهم العقار، وأمرت النيابة بحبس المتهمين، وسرعة ضبط وإحضار المتهمة الهاربة.
صوت استغاثة
كان قسم شرطة مصر الجديدة تلقى بلاغا من نديم ناصف إبراهيم مدير عام ببنك ومقيم بذات العقار الذي قرر أنه أثناء تواجده بمسكنه تناهى لسمعه صوت استغاثة صادرة من خادمة جاره الأديب وديع فلسطين؛ وباستطلاع الأمر قررت له المذكورة أنها لدى حضورها للشقة عملها اكتشفت بعثرة محتوياتها وأن مخدومها مقيد القدمين بالسرير بواسطة ستارة، تم نقله لمستشفى هليوبوليس وتعذر سؤاله لإصابته بصدمة عصبية.
القبض على المتهمين
أمر اللواء محمد منصور مدير مباحث القاهرة، بتفريغ كاميرات المراقبة بمحل الواقعة بمعرفة وحدة المساعدات الفنية وبإجراء التحريات أمكن التوصل إلى أن وراء ارتكاب الواقعة "هاني.م.ب" 37 سنة بائع فاكهة، و"عيد.ع.ب" 26 سنة بائع فاكهة، وم.ر.ث" وشهرتها " نادية "، شقيقة زوجة الأول " (هاربة).
عقب تقنين الإجراءات وبإعداد الأكمنة اللازمة بأماكن تردد المتهمين أسفرت إحداها عن ضبط المتهمين الأول والثاني وبمواجهتهما بالتحريات والمعلومات اعترفا بارتكاب الواقعة بالاشتراك مع المتهمة الهاربة.
تم بإرشادهما ضبط مبلغ مالي 9300 جنيه؛ و4 ساعات بمسكنهما وأقرا أن باقي المسروقات بحوزة المتهمة الهاربة.
تحرر عن ذلك المحضر اللازم، وتولت النيابة العامة التحقيق.