فقد أمه ونور عينيه... مأساة رضيع سوري تهز قلوب البشر باستثناء العرب
لا أمل في أمة تعقد كل صباح صفقات تسليح بمليارات الدولارات مع الغرب، هذه قطر تشتري مقاتلات رافال فرنسية للحصول على دعم باريس في مواجهة خصومته مع جيرانه، وهذا سعودي يتخلى عن الغالي والرخيص لترضية العم سام، وهذا وذاك نماذج لا يكفي مداد الأقلام لسرد ورصد أحوال أمة تفككت، تنتهك حرمته ويقتل أطفالها قبل شيوخها.
وسط هذا الصراع المحتدم على كراسي الحكم وتوزيع مناطق النفوذ، يجهل الرضيع السوري كريم حسين" شهرين" ما ينتظره في المستقبل بعدما خرج من أحشاء أمه ليواجه اليتم وفقد البصر وتشوه وجه البريء أسفل جمجمة مكسورة.
الرضيع السوري الذي بدأت تتفاعل مع واقعه المأساوي البشرية حول العالم، باستثناء العرب المنشغلين في قتال بعضهم البعض.
ميلاد مخيف
وبحسب وكالة "الأناضول" التركية، بداية المأساة كانت ميلاد الطفل في عائلة نازحة، فاقدا أمه، مصابا بجروح أفقدته إحدى عينيه، وكل ذلك في الشهر الأول من عمره.
هذه باختصار بداية حياة الرضيع السوري "كريم عبد الرحمن" (شهرين) الذي يعيش في غوطة دمشق الشرقية، إذ أصيب بعد شهر من ولادته، بقصف مدفعي وقع بين الجيش السوري والعناصر الإرهابية على بلدة حمورية.
وبينما كان مع والدته، وقع القصف، فقتلت وأصيب هو بجراح خطرة، فقد على إثرها إحدى عينيه، وأصيب بكسر في الجمجمة.
ويعيش كريم الآن في بلدة "بيت سوى" التي نزحت إليها عائلته في الغوطة.
الفقر الشديد
وتعاني العائلة فقرا شديدا، بعد أن فقد الوالد أرضه الزراعية، التي كانت تعتاش منها العائلة في "بلدة القيسا" في أعقاب نزوحه منها عام 2013، إثر معارك في محيطها بين النظام وفصائل المعارضة، وهو الآن عاطل عن العمل في ظل الحصار.
ويبقى بصيص الأمل المضيء في حياة كريم، جدته التي ترعاه، وأخوته الأربعة الذين يلتفون حوله دائما ويهتمون به، ويمنحونه شيئًا من الحنان الذي فقده برحيل أمه.
وقال والد كريم لـ"الأناضول"، إن زوجته توفيت قبل نحو شهر، عندما كان كريم في شهره الأول.
وبحزن تملؤه العَبرة، يضيف: "كريم يحتاج رعاية خاصة أنا حزين، لأنه سيعيش طوال حياته بلا عين، وبجمجمة مصابة".
ونظرا للوضع الاقتصادي السيئ الذي تعيشه المنطقة نتيجة الحصار، يجد الوالد صعوبة في الحصول على العمل لتوفير الرعاية اللازمة لكريم، واحتياجات إخوانه.
جلب الطحين
وبالعودة إلى يوم الحادث، تروي أم أحمد، زوجة عم كريم، التي أصيبت هي أيضا بجروح بالغة جرّاء القصف وتقول: "ذهبنا لجلب الطحين وعندما وصلنا ساحة السوق سقطت قذيفة أمامنا".
وتتابع أم أحمد: "وقع الجميع على الأرض، بما في ذلك العربة التي كنت أُقل بها كريم".
"أٌصبت في قدمي، لكنني واصلت السير نحو أم كريم التي كانت مستلقية وجميع أحشائها على الأرض، فشعرتُ بخوف وهلع شديدين".
وأضافت، عقب القصف جاءت سيارات الإسعاف وحملت أم كريم إلى المستشفى، لكنها كانت قد فارقت الحياة، أما كريم فأصيب برأسه.
وتتابع: "أُصبت بكسر في يدي وجرح في القدم وصل للعظم، كما أنني أخضع لعلاج عصبي".
وشكت "لا تتوفر الأدوية والوضع الاقتصادي ضيق.. حسبي الله ونعم الوكيل".
حملة تضامن
وأطلق ناشطون سوريون حملة تضامنية مع الرضيع كريم الذي فقد عينه قبل شهرين في ريف دمشق الشرقي، في وقت لا يزال الطفل محاصرا في الغوطة الشرقية ويعاني مع أسرته فقرا مدقعا وقلة في مستلزمات الحياة.
وكان الرضيع كريم عبد الرحمن قد تعرض لإصابته "البالغة" فقد على إثرها عينه اليسرى وكسرت جمجمته وهو لمّا يكمل شهره الأول، فضلا عن فقدانه والدته في القصف ذاته من قوات النظام السوري الذي استهدف منزلهم في بلدة حمورية بالغوطة الشرقية.
وتضامن المغردون عبر منصات التواصل الاجتماعي مع الطفل على هاشتاج ##solidaritywithkarim عيوننا_لكريم #متضامن_مع_كريم، وذلك من خلال إغلاق العين اليسرى بأيديهم والتقاط صورة شخصية وكأنهم فقدوها، وذلك من أجل إيصال رسالة للعالم لما يتعرض له الأطفال في سوريا.