مردخاي.. مهندس عمليات الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية
بعد أكثر من 4 سنوات من العمل داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وتنفيذ مخططات جيش الاحتلال داخل الضفة الغربية وقطاع غزة والإشراف المميز على تنفيذ مخططات الاحتلال بتنفيذ الآلاف من المستوطنات الإسرائيلي، وفي قرار فوجئ به قادة الاحتلال أطاح وزير الحرب الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان بالجنرال "يوآف مردخاي" من منصبه كمنسق عمليات حكومة الاحتلال في الضفة وقطاع غزة، ليأتي بضابط درزي الأصل العميد "كميل أبو ركن".
ورأى البعض أن "ليبرمان"، يريد تحويل المنصب من عسكري إلى سياسي كون عمل "أبو ركن" في العمل السياسي منذ إنهاء خدمته بجيش الاحتلال عام 2007، ثم العودة من جديد إلى الخدمة في 2008 إبان عملية الرصاص المصبوب التي شنتها قوات الاحتلال على القطاع، إلى جانب خبرته الواسعه كمنسق لأعمال الحكومة داخل القطاع والأراضي المحتلة وحصوله على اللقب الأول في علوم الشرق الأوسط واللقب الثاني في العلاقات الدولية.
وعلى الرغم من كون "مردخاي" ضابطًا ناجحًا ومنفذًا مهمًا لمخططات الاحتلال، فإن "ليبرمان" أنهى خدمته بقوات الاحتلال بدون إعلان أسباب ربما يكون ذلك كون "مردخاي" أحد أهم اختيارات وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق "موشيه بوجي يعالون"، إلى جانب أن تعيين "مردخاي" في عام 2013 كونه عمل سابقًا ضابط مخابرات بجيش الاحتلال، لتولي هذا المنصب في فترة حساسة، إبان عقد مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين ينبع من تجربته الكبيرة في المجال، وفهمه المتعمق للنظام الفلسطيني.
وشغل "مردخاي" منصب المتحدث الرسمي باسم جيش الاحتلال منذ 2011 وحتى 2013، ويتحدث "مردخاي" العربية بطلاقة، وحصل على ماجستير في الأمن الوطني والعلوم السياسية.
رئيس السلطة
وكثيرًا ما تحدثت وسائل الإعلام الفلسطينية عن قدرات "مردخاي" وتنفيذه أجندات حكومة الاحتلال داخل الضفة وغزة، حيث روجت تقارير عبرية إلى أنه هو الرئيس الفعلي للسلطة الفلسطينية زاعمة بأنه يدير شبكة إعلامية بشكل فعال، ويعمل على حل مشكلات المواطنين، ويدعم الاقتصاد في الضفة الغربية، إلا أن الحقيقة كانت على عكس ذلك تمامًا، بعد دخوله للفلسطينيين عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي.
وكانت لديه قدرة في التأثير بعد تكوينه إعلام جيل الشباب الذي يدار عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وعبر شبكة الإنترنت، ومن أجل تعميق قدرته على التأثير أسس صفحة "فيس بوك" باسم "المنسق" باللغة العربية، وعبر صفحته يتحاور مع الفلسطينيين، ومن خلال صفحته التي عليها أكثر من 200 ألف معجب لا يتردد في مهاجمة حركة حماس بشكل علني، ومهاجمة يحيى السنوار وعائلته، وغيره من قيادات حركة حماس، إلى جانب حديثه عما سماه "فساد حركة حماس" الذي لا يتماشى مع عقيدة وقيم الإسلام.
تهميش دور السلطة الفلسطينية
أسهم "مردخاي" كثيرًا في تعزيز دور إسرائيل داخل مدن الضفة وغزة، إلى جانب تهميش دور السلطة الفلسطينية، حيث رأى مراقبون فلسطينيون أن "إسرائيل تسعى من وراء ذلك إلى توسيع مجال عمل مكاتب الإدارة المدنية بالأراضي الفلسطينية".
كما أن سحب البساط من تحت أقدام السلطة الفلسطينية، وملء الفراغ الذي قد يحدث في حال حلها أو انهيارها، يكون من خلال ما فعله "مردخاي" بعد تحويل مكتب منسق العلاقات من وحدة عسكرية إلى إدارة مدينة تدعي الاهتمام بشئون الفلسطينيين، ولكن الحقيقة أنها تنشأ لتهتم بشئون المستوطنين الإسرائيليين وتحويل الضفة وغزة إلى مستوطنة صهيونية كبيرة تقع تحت وطأة الاحتلال، وذلك ما لفت إليه المكتب الوطني الفلسطيني التابع لمنظمة التحرير.
إن سلطات الاحتلال تعمل على تحويل ذراعها الاحتلالية في الضفة الغربية -"الإدارة المدنية"- إلى جهاز مدني أكثر من كونه جهازًا عسكريًا يستخدم "في انتهاك القانون الدولي والقرارات ذات الصلة، والتي لا تعترف بأي تغييرات في الأراضي التي احتلت عام 1967".
ويبرز دور "مردخاي" في تنفيذ ذلك المخطط الذي هدف طوال فترة خدمته إلى تحويل مكتبه من الإدارة المدنية إلى جهاز مدني أكثر منه وحدة عسكرية، عبر زيادة أعداد موظفيه، وذلك تنفيذًا لخطة أعدها بالاشتراك مع الجنرال الإسرائيلي "أحيفات بن حور"، رئيس الإدارة المدنية بالضفة الغربية، والتي تقضي برفع العدد مجددًا إلى 400 موظف؛ لخدمة ما يقارب 450 ألف مستوطن إسرائيلي، حيث تضاعف عددهم أربع مرات منذ اتفاق "أوسلو".
وتنطلق الخطة -(توسيع الإدارة المدنية)- من الفرضية الأساسية، وهي أن السكان (الفلسطينيين) واليهود (المستوطنين) سيبقون في الضفة الغربية مستقبلا.