«حرفة الخزف والفخار» التراث المهمل في الوادي الجديد (صور)
تعد واحات محافظة الوادي الجديد من أولى المناطق المصرية التي عرفت صناعة الخزف والفخار، وذلك بسبب عزلتها قديما وموقعها النائي في الصحراء، وهو ما خلق مناخا جيدا لهذه الحرفة اليدوية التي تطورت مع مرور الوقت.
ويرجع تاريخ نشأة صناعة الخزف والفخار بواحات الوادي الجديد إلى العصور الفرعونية والرومانية، ودليل ذلك وجود الكثير من الأواني الفخارية في المقابر التي عثر عليها بقصر الناضورة بمدينة الخارجة ومنطقة اللبخة في المنيرة ومعبد دوش بباريس، حيث يوجد الكثير من الأوانى الفخارية بأشكال مختلفة لحفظ الطعام والماء، كما أن أغلبها عثر عليها سليمة، خاصة أنه تم حفظها داخل التوابيت مع الموتى، وذلك اعتقادا أن هناك حياة أخرى بعد الموت.
أكد محسن حسب وكيل مديرية الثقافة بمحافظة الوادى الجديد أن الواحات من أولى المناطق التي عرفت صناعة الخزف الفخار وصدرتها لباقى المناطق في الجمهورية، وذلك نتيجة اعتماد الواحات على الخامات البيئية التي وفرتها لها الطبيعة منذ القدم لتوفير احتياجات المعيشة من المأكل والمشرب والسكن، فمن الجريد والنخيل تم صناعة الأثاث وسقوف المنازل قديما ومن صوف الخراف وجلود الإبل والأبقار تم صناعة الملابس والسجاد ومن الطين تمت صناعة الفخار والذي تطور بعد ذلك إلى صناعة الخزف.
ولفت "حسب" إلى أن الصناعة يعود تاريخها إلى العصر الفرعونى حيث تم العثور على أشكال كثيرة من الأوانى الفخارية داخل المقابر التي عثر عليها بالداخلة والخارجة وباريس وبلاط، كما أن منطقة اللبخة بالمنيرة عثر بها على العديد من الأوانى الفخارية التي يوجد منها العديد في متحف آثار الوادى الجديد، فهناك الزير لحفظ الماء كما إن هناك القدور لحفظ وصنع الطعام.
وأوضح أن صناعة الفخار انتقلت من الواحات إلى المناطق القريبة منها، حيث تم تصديرها إلى محافظات وادى النيل بدأ من النوبة إلى أسيوط، لافتا إلى أنها مع مرور الوقت شهدت تطورا كبيرا للغاية حيث تم استحداث الأدوات التي يتم عن طريقها تصنيع الفخار فأصبح حاليا يوجد الأفران التي تعمل بالغاز والكهرباء بدلا من التي كانت تعتمد على الحطب والمخلفات الزراعية، كما أنه يوجد الطبلية التي تعمل بالمواتير والتي يتم عليها تشكيل الفخار بدلا من الطبليات الأخرى التي كانت تعمل قديما بدفع القدم واليد.
وأشار حسب إلى أنه على الرغم من أن الواحات هي المنشأ الرئيسي لصناعة الفخار إلا أن هذه الصناعة شهدت تراجعا كبيرا بالرغم من أنها تعتبر تراثا لأهالي الواحات، وذلك بسبب قلة العاملين بها وتراجع السياحة بالإضافة إلى ضعف التسويق فضلا على أن أغلب البيوت تعتمد على المنتجات المصنعة من البلاستيك والألومنيوم، مشيرا إلى أن المحافظة تبذل قصارى جهودها للحفاظ على هذه الحرفة من الاندثار وذلك عن طريق تنظيم دورات تدريبية للشباب والفتيات فضلا على إن هناك مركز لصناعة الخزف والفخار بمدينة الخارجة خلاله عملية التدريب والتصنيع.