رئيس التحرير
عصام كامل

بريطانيا تحذر السعودية من منع دخول المساعدات لليمن

اليمن- صورة ارشيفية
اليمن- صورة ارشيفية

سلطت صحيفة "تليجراف" البريطانية الضوء على كواليس الرسالة التي تلقاها القصر الملكي السعودي من بريطانيا بشأن الحرب على اليمن.


وذكر التقرير على لسان وزيرة التنمية البريطانية بيني موردونت، أن السعودية ليست لديها أعذار لوقف شحنات المواد الغذائية والوقود إلى اليمن، لافتةً إلى أن المملكة تخرق القانون الدولي بعرقلتها إرسال شحنات الأغذية إلى اليمن.

وقالت موردونت إن علاقة السعودية بالمملكة المتحدة يمكن أن تتضرر إذا لم تتحرك الرياض لتخفيف القيود، التي تدفع البلد إلى "أسوأ مجاعة منذ عقود".

وأشارت الصحيفة إلى أن الوزيرة البريطانية التقت مسئولين سعوديين من بينهم وزير الخارجية عادل الجبير، وقائد قوات التحالف الأمير فهد بن تركي، أمس الأحد، وطلبت منهم الإسراع بالسماح لكل السفن التي فحصت بدخول مينائي الحديدة وسليف اللذين يسيطر عليهما "أنصار الله"، وتلقت تأكيدات بسرعة اتخاذ اللازم ومتابعة الأمر عن كثب.

وفي مقابلة حصرية مع "تليجراف" في جيبوتي قبل زيارتها للسعودية، قالت الوزيرة: "نقدر تماما المخاوف الأمنية للتحالف، ونؤيد حقه في فحص الشحنات لمنع دخول الإمدادات العسكرية إلى المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، لكن التحالف ليس لديه عذر لعرقلة الشحنات بعد فحصها".

وأضافت: "من الواضح جدا أن استخدام التجويع سلاحا يعد خرقا للقانون الإنساني الدولي، وأدرك كثيرا أهمية علاقتنا مع السعودية، لكن ذلك لا يعني التغاضي عن وقائع الأزمة، وأي خرق للقانون الإنساني من شأنه أن يعكر صفو هذه العلاقة"، ملحة إلى احتمال وجود إجراءات عقابية.

وتابعت: "ما لم يتم ذلك فنحن نعتقد أن نحو 150 ألف طفل قد يموتون خلال الأشهر القليلة المقبلة. وهناك نحو أربعمائة ألف يعانون بالفعل من سوء التغذية الحاد، ومعدل الوفيات سيزداد بشكل كبير إذا لم نوصل الغذاء، وكذلك الوقود".

وأعلنت الوزيرة قبل ذهابها إلى الرياض عن خمسين مليون جنيه إسترليني من المساعدات الإضافية لليمن، من أجل شراء الوقود وتوفير الطعام لـ3.4 ملايين شخص.

وقالت إن فرقا بريطانية متخصصة سيتم جلبها لمباشرة فحص إضافي للسفن الداخلة إلى ميناء الحديدة، في محاولة لتهدئة المخاوف السعودية.

وتأتي هذه الزيارة بعد أسبوعين من إثارة رئيسة الوزراء تيريزا ماي مخاوف بشأن حصار اليمن، خلال اجتماع لها مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في الرياض.

لكنها ترى أنه ليس هناك سبب مشروع للشك في عملية الفحص الحالية، وللمرة الأولى ألمحت إلى إمكانية أن تتخذ المملكة المتحدة إجراءات عقابية إذا لم تحل هذه المسألة بسرعة.

وتعد السعودية حليفًا رئيسيًا لبريطانيا ومن أكثر الدول شراءً لأسلحتها، إذ إنها اشترت أسلحة بقيمة 4.6 مليارات جنيه إسترليني منذ بداية الحرب في اليمن عام 2015.

جدير بالذكر، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجه دعوة عاجلة إلى قيادة المملكة العربية السعودية، بعد ساعات من إلقاء الخطاب الذي اعترف فيه بالقدس عاصمةً لإسرائيل.

وقال ترامب، في بيان، إنه وجه المسئولين في إدارته بأن يتصلوا بقيادة المملكة العربية السعودية ويطلبوا منها السماح الكامل بإيصال المواد الغذائية والوقود والمياه والأدوية للشعب اليمني، الذي أصبح في حاجة ماسة إليها"، مشددًا على "ضرورة القيام بذلك فورا نظرا للدوافع الإنسانية".

وأثار الحصار المفروض على موانئ البحر الأحمر اليمنية خطر مجاعة واسعة النطاق، إذ يكافح اثنان من كل ثلاثة يمنيين من أجل الحصول على ما يكفي من الغذاء للبقاء على قيد الحياة، وفق تقرير "بلومبرج".
الجريدة الرسمية