رئيس التحرير
عصام كامل

بلا خطية.. كيف يرى الكاثوليك العذراء مريم؟

فيتو

تحظى العذراء مريم بمكانة خاصة في الكنيسة الكاثوليكية، ويبالغ أتباع الفاتيكان في تقديس العذراء مريم، إذ يصل بهم الحال إلى حد العبادة، ولكن ليس كعبادة الله، إنما المبالغة في التكريم والتبجيل والتقدير، وإضفاء أمور زائدة على الواقع.


يؤمن الكاثوليك أن عبادة العذراء مريم، هي أعظم وسيلة لحفظ البر والقداسة لحفظ البر والقداسة، وأنه يجب تقديم العبادة، لكن دون أن تصل لحد العبادة التي لله وحده.

وجزء من عبادة العذراء مريم عند الكاثوليك هي أن تعطي لها كنزك الروحي من ثواب ونعم وفضائل وكفارة فيما يعرف بزوائد فضائل القديسين – "العقيدة الكاثوليكية تؤمن أن لكل إنسان فضائل أو غفرانات يأخذها عن طريق التأديبات الكنسية أو بصلوات يتلوها فيتحول لديه رصيد من البر ويصير عنده فائض يستطيع أن يتصدق بهذا الفائض إلى إحدى النفوس المعذبة بالمطهر لينقذها من الاستمرار فيه، وعندما نهب زوائدنا للعذراء تصبح ملكا لها تمنحها للنفوس المعذبة بالمطهر لتخفيف آلامها أو لأحد الخطاة لردة إلى النعمة".

يؤمن الكاثوليك أن العذراء حبلت بلا دنس، وفي يوم 8 ديسمبر من كل عام يحتفل الكاثوليك بعيد حبل العذراء بلا دنس الخطية الأصلية، وهو ما يعني أنها وجدت طاهرة نقية خالية من عار الخطية الجدية (خطية آدم)، بإنعام خاص، وذلك اعتمادا على الآية "قدس العلى مسكنه" (مز 45: 5) أي مستودع العذراء لتصبح أهلا لسكني الله.

وتحتفل الكنيسة الكاثوليكية في العالم أجمع في الثامن من ديسمبر، بالعذراء مريم البريئة من دنس الخطيئة الأصلية، وذلك مع ذكرى إعلان البابا بيوس التاسع بقداسة العذراء في الثامن من ديسمبر عام 1854.

وبحسب كتاب "القديسة العذراء مريم وسر تكريمها" الصادر عن الكنيسة الكاثوليكية في لوس أنجلوس، فتكريم العذراء مريم هو تقديم الإكرام والاحترام والخضوع لشخص آخر شهادة واعترافـا بسـمو مقامـه، أمـا العبـادة فهي خاصـة بالله وحده بـما أنـه الرب الخالق غير المتناهـي في الكمال والقداسة.

وتكرم الكنيسة الكاثوليكية لأسباب عديدة أهمها: "لأن مريم العذراء مـختـارة من الله منذ الأزل، لأنها جاءت تتميمـًا لرموز ونبؤات العهد القديـم، ولأن تكريم العذراء هو تكريم لابنها يسوع، والمسيح ابنها أكرمها هو أولًا بخضوعه لها، والقديسة مريم هي عنصر أساسي في سر التجسد".

ويؤمن الكاثوليك أن مريم كانت ثابتة في الصلاح والبر من وقت أن حبل بها وأن الله منحها العصمة طوال حياتها وهذه هي الفضيلة التي انفردت بها العذراء عن سائر القديسين، ويقول البابا بيوس التاسع إن العذراء مريم كانت منذ أول دقيقة من الحبل بها معصومة من الخطيئة وذلك بإنعام إلهي خاص.
الجريدة الرسمية