رئيس التحرير
عصام كامل

اتفاقات أمريكية مع الإرهاب!


أظن وليس كل الظن إثما أننا عندما سيأتى لجزيرتنا السيد بنس نائب الرئيس الأمريكي في نهاية هذا الأسبوع، يجب أن نطرح عليه سؤالا مهما، بالإضافة لما سوف نقوله له بخصوص القدس والحقوق المشروعة للفلسطينيين فيها، وضرورة حصولهم على استقلالهم وإنشاء دولتهم على حدود الرابع من يونيو.. هذا السؤال حول تلك الاتفاقات التي أبرمتها واشنطن مع تنظيم داعش الإرهابي في سوريا، وهي الاتفاقات التي سمحت لعدة آلاف من عناصره المسلحة أن تخرج بسلام، وفى حماية الطائرات الأمريكية من الرقة لكى تلوذ أولا بالأراضي التركية، ثم تنطلق منها إلى ليبيا، لتتخذها قاعدة تهدد الدول المجاورة وعلى رأسها مصر، حيث تحاول اختراق الحدود المصرية الليبية والتسلل إلى سيناء، وهو ما يمثل تهديدا مباشرا وصريحا لأمننا القومي.. وهذا اشترك في كشفه الروس والأتراك أيضا ولم تنفه واشنطن.


إن واشنطن منذ أن تولى ترامب رئاسة أمريكا وهى لا تكف عن القول إنها تساندنا وتدعمنا في حربنا الضارية التي نخوضها ضد الإرهاب منذ عدة سنوات، وتحملنا فيها الكثير من الأعباء وفقدنا فيها الكثير من الضحايا، ومع ذلك نجد الإدارة الأمريكية عمليا تساعد هذا الاٍرهاب الذي نحاربه ولا تساعدنا نحن، حينما تسهل فرار إرهابيي داعش من الرقة في سوريا وتتركهم لكى يسعوا للتوجه إلينا في سيناء عبر أولا تركيا ثم ليبيا بعدها.. فهل ذلك هو الدعم الذي تقدمه لنا إدارة ترامب في حربنا ضد الإرهاب؟

كما أن السيد بنس نائب الرئيس الأمريكى يأتى إلينا، كما تقول صحيفة واشنطن بوست، حاملا رسالة أساسية هي أن مصر شريك مهم وأساسي في المنطقة، فهل من الشراكة أن تضر الشريك؟.. أو هل الشراكة في المفهوم الأمريكى مساعدة ودعم العدو الذي نحاربه؟.. نحن هنا لا نتحدث عن عدم مساعدتنا في حربنا ضد الإرهاب، وإنما نحن نتحدث عما هو أخطر وهو مساعدة أمريكا للإرهاب.. وهذا يجب أن نواجه به السيد بنس عندما يزورنا هذا الأسبوع، وأعتقد أنه سيكون لديه وقت كاف للإجابة على سؤالنا هذا بعد إلغاء مقابلته مع كل من شيخ الأزهر والبابا.
الجريدة الرسمية