«ليلة سقوط محتكري البنسلين».. القبض على المتسببين باختفاء العقار من السوق.. رئيس أكديما يستغل منصبه ويحتكر العلاج لصالح شركته الخاصة.. الرقابة الإدارية تضبطه.. ووزير الصحة ينهي الأزمة بضخ مل
لم يتوقف المتاجرون بآلام المرضى عن أطماعهم فلم يتورعوا عن إيذائهم بألم جديد تمثل في احتكار سوق الدواء وهو ما أثبتته مؤخرا أزمة البنسلين، إلى أن وقع أحد هؤلاء المحتكرين في قبضة رجال الرقابة الإدارية التي ضبطت أحد أصحاب شركات الأدوية المحتكرة لاستيراد مستحضر البنسلين والمتسبب في الأزمة الأخيرة.
متاجرة بالألم
وأسفرت التحريات عن تورط المتهم في نقل وكالة استيراده لشركته الخاصة، وتربحه جراء ذلك، وعدم تدبير احتياجات البلاد خلال الفترة الأخيرة، مما تسبب في نقص ملحوظ في الأسواق، فضلا عن ارتكابه بعض المخالفات المالية، وبالعرض على نيابة الأموال العامة العليا، قررت ضبطه وإحضاره، وتم القبض عليه.
تفاصيل الأزمة
من جانبها قالت الدكتورة ألفت غراب، رئيس مجلس إدارة شركة أكديما: إن هناك شحنة تضم 800 ألف عقار توقف استيرادها، وسيتم ضخ مليونين و400 ألف عبوة من إنتاج شركة المهن الطبية التابعة لشركة أكديما المملوكة للدولة.
وتابعت: في بيان رسمي، أن شركة أكديما إنترناشيونال كان يرأس مجلس إدارتها مدحت شعراوي، وهي تابعة للدولة، وتملك حق استيراد وتصدير البنسلين طويل المفعول والمستحضر مسجل باسمها.
خطة الاحتكار
وأضاف رئيس مجلس إدارة الشركة، أن رئيس الشركة السابق أنشأ شركة خاصة به تسمى "تكنوفارم" باسمه واسم أسرته، وتنازل عن النشاط التجاري والاستيرادي من شركة أكديما إنترناشيونال إلى شركته الخاصة، وأصبح بذلك المحتكر لعملية الاستيراد وتوفير البنسلين في السوق المحلية.
واستكملت: أنه عندما ترك "شعراوي" الشركة في أبريل الماضي، توقف عن استيراد البنسلين نهائيًا، وأبلغ المستورد الصيني الذي تم التعاقد معه عن التوقف عن توريد الشحنة وألا سيقاضيه، وأبلغه بألا يتم شحن الكمية إلا بموافقته شخصيًّا كنوع من الضغط على شركة أكديما والحصول على تعويضات مالية.
دور وزارة الصحة
من جانبه أكد الدكتور أحمد عماد الدين راضي، وزير الصحة، أنه تم ضخ 400 ألف فيال "بنسلين"، بالأسواق بجميع المحافظات خلال الأيام الماضية، مشيرا إلى أنه بذلك تنتهي الأزمة تماما، نظرا لضخ كميات كبيرة تباعا، وأن الوزارة تتخذ إجراءات استثنائية لتوفير العقار على هذا النحو.
وأشار الدكتور خالد مجاهد المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إلى قيام شركة المهن الطبية بتوريد 200 ألف فيال من البنسلين بواقع 50 ألفا للشركة المصرية، و5 آلاف لصيدليات الشكاوى، و60 ألفا للشركة المتحدة، و40 ألفا لشركة ابن سينا، و30 ألفا لشركة الشرق الأوسط، و14 ألفا لمديريات الشئون الصحية بالمحافظات.
توريد العقار
وأضاف مجاهد أنه سيتم توريد 200 ألف فيال أخرى من ذات الشركة الموردة للبنسلين بواقع 50 ألفا للشركة المصرية، و5 آلاف لصيدليات الشكاوى، و90 ألفا للشركة المتحدة، و40 ألفا لفارما اوفر سيز، و14 ألفا لمديريات الشئون الصحية بالمحافظات.
وأكد مجاهد أن الوزارة ممثلة في إدارة التفتيش الصيدلي تتابع أرصدة الصيدليات من البنسلين بشكل يومي، والتأكد من أرصدة كافية للمرضى.
وكلفت وزارة الصحة إدارة التفتيش الصيدلي باختيار 5 صيدليات بكل محافظة لتوزيع 20 حقنة من البنسلين طويل المفعول عليها لحين انتهاء الأزمة.
سقوط شعراوي
وكشفت مصادر خاصة أن واقعة ضبط رجال الرقابة الإدارية لمدحت شعراوي، المتسبب في أزمة نقص البنسلين بمصر، خلال الآونة الأخيرة، جاءت عقب وصول مستندات عديدة حول نشاطه المشبوه والتحقق منها وعرضها على النيابة العامة، والتي رأت فيها إدانة واضحة للشعراوي، وأصدرت قرار الضبط الذي نفذه مساء أمس رجال الهيئة.
وأوضحت المصادر أنه تم اقتياد شعراوي لمقر الرقابة بمدينة نصر ليبيت ليلته في حجز الهيئة، على أن يتم استكمال محضر ضبطه وعرضه على النيابة المختصة صباح اليوم، ومن المنتظر حبسه على ذمة القضية لا سيما وأن المستندات التي حصل عليها أعضاء الرقابة تحمل كل الأدلة على ضلوعه في أزمة البنسلين، ومحاولته التربح على حساب البسطاء من المرضى.
وتابعت المصادر، أنه تم ضبط شعراوي خارج منزله؛ حيث كان يحاول الهرب فور علمه أنه بات مطلوبا من العدالة.
تحريات دقيقة
وكانت هيئة الرقابة الإدارية أعلنت أنه في إطار متابعتها لأزمة مستحضر البنسلين الأخيرة والتي لها تأثير مباشر على صحة المواطنين، تم ضبط أحد أصحاب شركات الأدوية المحتكرة استيراد ذلك الدواء، بعد أن أسفرت التحريات تورطه في نقل وكالة استيراده لشركته الخاصة، وتربحه جراء ذلك وعدم تدبير احتياجات البلاد خلال الفترة الأخيرة، مما تسبب في نقص ملحوظ في الأسواق فضلا عن ارتكابه بعض المخالفات المالية وبالعرض على نيابة الأموال العامة العليا قررت ضبطه وإحضاره؛ حيث تم إلقاء القبض عليه وجار عرضه على النيابة.