رئيس التحرير
عصام كامل

معركة سوريا تقرر مصير المنطقة وربما العالم !!


الآن انطلق الأوركسترا السيمفوني الأمريكي المندد باستخدام (السلاح الكيماوي) في سوريا، وهو لحن بدأ عزفه قبل بضعة أشهر من خلال التحذير من استخدام هذا السلاح تارة، وتارة أخرى من خلال ذرف الدموع خوفا من (إمكانية نقله) لطرف آخر، أو وقوعه في يد الجماعات الأكثر تطرفا، والمهم إبقاء هذا الملف طافيا حتى يأتي الوقت الملائم لتوظيفه، وفقا لقاعدة الغاية تبرر الوسيلة، والغاية هي إسقاط محور المقاومة ومعاقبته على عدم إلقائه السلاح وتمرده على (سادة العالم).



ورغم أن الوقت لا يبدو ملائما تماما للهجوم على سوريا بنفس الطريقة والنتيجة التي تمخضت عنها الهجمة الأمريكية على العراق تحت ذريعة امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل، إلا أن حروجة الموقف وتأزمه بالنسبة للجماعات القاعدية التي تحارب وكالة عن الأمريكي والصهيوني ستكون هي الدافع لتفجير المنطقة على طريقة "علي وعلى أعدائي يارب".


لا تبدو الظروف الدولية ملائمة لشن هجوم هكذا مثلما حدث ضد العراق، فالموقف الروسي الداعم لسوريا صلب ومتماسك، والدعم الإيراني لا يقل إصرارا عن الموقف الروسي لأن سقوط النظام السوري يعني تفكيك محور المقاومة مرة واحدة، وإلى الأبد ويعيد النفوذ الأمريكي إلى أوج قوته ويطمئن إسرائيل لمدة مائة عام قادمة في مواجهة أي تهديدات تتعرض لها من المقاومة الإسلامية.


الحرب إذًا.. على الأبواب، كما يقول العالمون بما يجري في المنطقة الذين يؤكدون على أن الحرب ستشن على سوريا من مملكة الأقزام الأردنية لاستحالة شنها من تركيا العثمانية التي خسرت عمليا معركة حلب، ولم تتمكن عبر وكلائها من إيجاد موطئ قدم للهجوم الآتي من الشمال.

ويقول هؤلاء إن عدد الجنود الأمريكيين في الأردن جاوز الآن الــ"خمسة عشر ألف" جندي، ومن ثم فالرقم الذي ذكر أن عددهم هو مائتا جندي هو من قبيل التضليل وذر الرماد في العيون.

أما الدول الأساس التي ستشارك في هذا العدوان فهي أمريكا وإسرائيل والأردن والسعودية وتركيا، كما أن الطيران الإسرائيلي سيشن الغارات على سوريا مرورا بالمجال الجوي الأردني.

لمصر والإخوان حصتهم من هذه الأزمة، التي قد تفضي نتائجها لو هزم محور المقاومة (لا سمح الله) إلى استبدال الإخوان بغرمائهم السلفيين الذين سارعوا لإرسال وفود إلى واشنطن للتباحث حول دورهم في هذه الحرب، وهو ما قد يفضي حكما إلى تسليمهم السلطة في مصر كونهم الابن المدلل للإدارة الأمريكية وليست جماعة الإخوان كما كنا نعتقد وكما يعتقد البعض.

ربما كان هذا هو السبب لزيارة الوفد السياسي المصري لطهران بعد أن وجد الإخوان أنفسهم محشورين في ركن ضيق، فلا هم قادرين على حل مشاكل مصر ولا المشاركة الواسعة في هذه الحرب التي قد تكلفهم الخروج من الحكم إلى الأبد والإتيان بدولة الوهابية المصرية التي ستبادر لإعلان الوحدة مع جبهة النصرة في سوريا والعراق ولتمتد المشانق في مصر من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب.
الجريدة الرسمية