«القاهرة - كيب تاون» رحالة جنوب أفريقي يعبر ٨ دول في ٦ أيام على دراجة بخارية
أندرو راسل، رحالة ثلاثيني، يعيش في جوهانسبرج بجنوب أفريقيا ويعمل في مجال التطوير العقارى، لديه عشق راسخ منذ مراهقته للدراجات البخارية.. عشق يعود إلى عامه الـ 18 حينما تحطمت سيارته إثر حادث ولم يتمكن من شراء أخرى فوجد في "الموتسيكلات" الملاذ، ومنذ ذلك الحين لم تتوقف رحلاته حول القارة السمراء.
في 2015 قرر أندرو أن يدخل في تحدي كبير مع ذاته أولًا ومع رقم قياسي عالمي في السفر من كيب تاون بجنوب أفريقيا إلى القاهرة عاصمة أم الدنيا على دراجة بخارية، أعد أندرو عدته وانطلق من كيب تاون في طريقه إلى مصر محملًا بالآمال ولكن ثمة حادث أوقف مسيرته بعد تعرضه لسرقة الباسبور الخاص به على الحدود الإثيوبية ففشلت محاولته وعاد إلى كيب تاون بعد رحلة قصيرة واجهت فيها الكثير من المواقف السيئة والمضحكة".
عامان كاملان قضاهما أندرو بعد محاولته الأولى والحلم لم يفارقه، عاند نفسه وقرر أن يحاول من جديد في 2017 وأن يتحدي ما قد فشل فيه في المرة الأولى فأعلن عن إعادته المحاولة ذاتها، ولكن هذه المرة قرر الرحالة الجنوب أفريقي أن يبدأ رحلته من القاهرة " قائلا "اخترت العاصمة المصرية لتكون نقطة الإنطلاق هذه المرة لكى أضمن أن أرى طرقًا لم أرها في المحاولة الأولى في حالة تعرضى للإخفاق هذه المرة أيضًا".
وصل أندرو إلى العاصمة المصرية صباح الثلاثاء الماضى قبيل البدء الفعلي لمغامرته بعدة أيام، جاء بمفرده وبدون أي فريق مساعد وبتمويل ذاتى كليًا.. وبينما يُعد عدته وقع في غرام العاصمة المصرية، ويقول " لقد أحببت القاهرة فهى مدينة تمتلك تراثًا عظيمًا وجمالًا وشخصية.. وكنت أتمنى لو كانت لدى فرصة أكبر لاستكشافها ولكننى سأعود إليها يومًا ما لأزور الأهرامات وأتمتع بالرحلات النيلية".
قضي الرحالة الجنوب أفريقي أيامه في القاهرة في الإعداد لمحاولته الجديدة، ويتابع " فشلت في المرة الأولى ولكننى هذه المرة أتحدى نفسي وأسعى لقطع المسافة في 6 أيام ونصف لتحطيم الرقم العالمي الذي يصل إلى 30 يوما و23 ساعة إذا سارت الأمور على ما يرام"، قد تظهر بعض المشكلات تؤخر أندرو عن تحقيق هدفه، فقد تعرقله ظواهر طبيعية أو مشكلات فنية في دراجته الهوائية أو القليل من البيروقراطية التي قد يتعرض لها على حدود الدول التي يمر بها.
ولكنه بقدر الإمكان حاول تجنب المشكلات التي وقع فيها من قبل، ويوضح " قررت أن أضع باسبورى في مكان أمين وغير ظاهر وأتمنى ألا أتعرض للسرقة هذه المرة.. وهذه الرحلة أكثر تنظيمًا وحرصت على إعداد الدراجة الهوائية فنيًا وكما أننى أنا نفسي على أتم الاستعداد للمغامرة".
قد يكون تحدى أندرو لذاته دافعه لهذه الرحلة ولإنهاء ما قد بدأ فيه من عامين، ولكنه أيضًا لديه دوافع أخرى، ويؤكد " أنا لا أريد شهرة إعلامية بل أريد ألا أخذل من دعمنى من عائلتى وأصدقائى في المحاولة الأولى ومن آمن بى منهم"، وبالرغم من أن الكثيرين قد يرون أن ما يفعله الرحالة الجنوب أفريقي أمر بالغ الصعوبة إلا أنه يرى الأمور بصورة مغايرة " أنا أرى فيما أفعل متعة وتحدى.. والإنسان حينما يحب ما يفعل لا يشعر بأى تعب".
في مغامرته سيعبر أندرو 8 دول أفريقية، ( مصر – السودان – إثيوبيا - كينيا – تنزانيا – زامبيا – بتسوانا – جوب أفريقيا)، عبر طريق الشمال – الجنوب ( القاهرة – كيب – تاون) وهو ممر يربط بين القاهرة وجنوب أفريقيا، قائلا " لا يهمني كثيرًا أن أكون أول من يعتمد على هذا الممر للعبور من شمال القاهرة إلى جنوبها بقدر ما أتمنى إثبات مدى قربنا كدول أفريقية من بعضنا البعض وأن ما يربطنا أكثر بكثير مما يفرقنا حتى أن تنوع ثقافاتنا ميزة.. ومن أمنياتي أن أرى حدود الدول الأفريقية مفتوحة وأن تجمعنا عملة موحدة.. فأنا عاشق لهذه القارة وأفريقي حتى النخاع ولن أتوقف يومًا عن التجول في أرجاء القارة السمراء".
في تمام الثالثة من صباح، اليوم الأحد، انطلق أندرو في مغامرته بعدما اتخذ من كوبرى قصر النيل نقطة انطلاقه، لافتا" اخترت أن أبدأ في الساعات الأولى من اليوم لأن الطريق يكون أكثر هدوءًا وخاليًا من الزحام".
ومن المتوقع، وفقًا لخطته أن يصل إلى السودان في يومه الأول وإلى إثيوبيا في يومه الثانى إلى أن يحقق هدفه للوصول إلى كيب تاون في المدة المحددة، موضحا " سأقود الدراجة البخارية من 17 – 18 ساعة يوميًا بأقصى سرعة لأحقق هدفى".
والرحلة لن تكون سهلة فالرحالة الجنوب أفريقي لا ينام في يومه إلا 4 ساعات ويتناول طعامه مرة واحدة في اليوم حينما يصل إلى أي فندق في المدن التي يقرر أن يرتاح بها ويقول"عادة الأماكن التي أحل بها تكون سيئة ولكننى كل ما أريده في هذه الظروف مكانًا لأستريح فيه قليلًا".
ويتمنى أندرو أن يصل جنوب أفريقيا قبيل الكريسماس ليحتفى بنجاحه وبالعيد مع والدته، وفى حالة وصوله قبل الكريسماس بفترة سيكون أمامه متسعًا من الوقت ليحتفل بنجاحه في حفلة كبيرة مع الأصدقاء.