رئيس التحرير
عصام كامل

صاحب مقطع «فوقوا يا ابني إنتوا الزمالك»: قصة عشق بدأت من الصف الخامس الإبتدائي

فيتو

قبل أيام قليلة وبينما كان الفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك يواجه فريق الرجاء ضمن مباريات الدوري العام لكرة القدم، خيم الصمت على مدرجات ستاد الإسكندرية بين شوطي المباراة، وانطلق صوت جهوري يصيح في اللاعبين «فوقوا كدة يارجالة.. إنتوا الزمالك يارجالة.. اصح يا ابني إنت وهو إنتوا الزمالك»


صرخة مدوية حاول من خلالها أحد عشاق القلعة البيضاء شحذ همم اللاعبين بعد تقدم الخصم السكندري في الشوط الأول بنتيجة 1/0، وسجلت كاميرات التليفزيون الصرخة وتداولها قطاع عريض من جماهير الأبيض دون أن يعرفوا هوية صاحب الصوت.

"فيتو" تواصلت مع محمد سامي، صاحب الصيحة الأشهر في دوري 2018 وتعرفت عن قرب على حكاياته مع الزمالك وسر ارتباطه بالفريق الأبيض، وكواليس انفعاله على اللاعبين.

سامي شاب في مقتبل العمر لم يتعد العقد الرابع من عمره، منذ نعومة أظافره وهو عاشق متيم للفانلة البيضاء، اعتاد الترحال خلف فريقه أينما ذهب، حاملا هم القلعة البيضاء.

«أنا طول عمري عاشق للزمالك»، يقول سامي، «مررت بتجارب قاسية الفترة الماضية إلا أن عشق النادي لم يتغير، فقدت شريكة حياتي، وبعدها بنحو 20 يوما بليت بوفاة والدتي، صبرت واحتسب».

حالة الحزن لم تمنع «سامي» من تشجيع حبه الأبدي، والوقوف بجوار فريقه لمساندته في أحلك الظروف التي يعيش فيها، فـ«الزمالك» هو نصفه الثاني في الحياة الذي يلجأ إليه من أجل الإحساس بنشوة الانتصار والشعور بالفرحة في حضرة «ميت عقبة».

من اعتاد التواجد في الاستاد يعرف جيدا «سامي»، الذي لا يفوت مباراة دون أن يكون حاضرا فيها صوته الصارخ دائما من مدرجات الدرجة الثالثة.

«فوقوا كدة يارجالة.. إنتوا الزمالك يارجالة.. اصح يا ابني إنت وهو.. إنتوا الزمالك»، بنبرة صوت تحمل في طياتها دلالات كثيرة أبرزها حب وعشق الكيان، فصاحب هذه الكلمات هو «سامي» الذي وقف على قدم واحدة بالمدرجات ستاد الإسكندرية بمباراة «الزمالك» أمام نادي الرجاء، موجهًا حديثه بشدة للاعبين معبرًا عن غضبه من أداء الفريق، ليستمع الملايين إلى «كلماته» من عشاق النادي وغيره، عند سماع صوته خلف شاشة «التليفزيون» بالصدفة ليشعر من يستمع إلى هذه الكلمات الحالة التي سيطرت عليه.

تعليقات محبي «القلعة البيضاء» على فيديو «سامي»، كانت كفيلة بشهرته، فالجمهور يعرفه عن ظهر قلب، ويشاهد صورته أو يستمع لصوته عبر مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك».

لم يستطع سامي ترك «الزمالك»، فبعد يوم واحد من وفاة والدته تواجد داخل المدرجات، مطالبًا من شقيقه الوحيد الوقوف لاستقبال المعزين، من أجل الذهاب لمساندة الفريق، الذي تربي على تشجيعه، فالمرحلة الابتدائية كانت السر في شغفه وحبه الجنوني «للقلعة البيضاء».

حكاية سامي مع شارع «الخليفة المأمون» بمصر الجديدة، قصة طويلة بدأت من الصف الخامس الابتدائي، فاستاد القاهرة هو الأقرب للخليفة المأمون، فرغم عمره الصغير، يسير في نفس الشارع الطويل ذاهبًا لمدرجات الثالثة يمين للجلوس وسط الجمهور لمشاهدته فريق المفضل، والاندماج لتشجيعه بنفس طريقة الشباب الأكبر وكأنه ولد داخل المدرجات.

كان الغرض من كلماته الحماسية والغاضبة في نفس الوقت، التي سمعها الجمهور في شاشات التليفزيون، نتيجة لشعور سامي للأداء السلبي الذي ظهر على اللاعبين في الشوط الأول من مباراة الزمالك أمام نادي الرجاء، لينهض من مقعده في حالة من الحزن الشديد مطالبًا اللاعبين بمعرفة قيمة التشيرت، وأن هناك من يريدون الإمساك به ومتمنون ارتدائه.

بنبرة يملؤها الحزن الشديد، وجه سامي رسالة للاعبين «الزمالك» متمنيًا الاستماع لها وفهمها جيدًا: «نادي الزمالك مش مجرد أنك هتفرح عشان لعبت في فريقه، لازم كل لاعب بالفريق يفهم أنه بيسطر تاريخ لأولاده، مش عاوزين نعمل تماثيل للاعيبن وفى الآخر نرجع نشتكي من الأداء، نادي الزمالك كبير وهنفضل وراه مهما وصل بنا الحال».
الجريدة الرسمية