حسام الحداد يتناول «خطاب العنف والدم في الفقه الإسلامي» في كتاب جديد
أعلنت دار ابن رشد للنشر استعدادها عند إصدارها قريبا كتاب "خطاب العنف والدم" للباحث حسام الحداد.
ويتناول الكتاب ما أطلق عليه خطاب العنف والدم، وهو نوع من الفقه الذي يدعو في خطابه إلى استخدام العنف والإرهاب والتطرف في مواجهته للآخر، سواء أكان الآخر الديني أو من الدين نفسه، لكنه يختلف معه في المذهب أو لا ينضوي تحت لواء جماعته، من خلال مناقشة: خطاب العنف والدم في التراث الإسلامي، التأسيس الحديث لخطاب العنف والدم "أبو الأعلى المودودي، سيد قطب، أبو الحسن الندوي، وغيرهم"، خطاب العنف والدم بالجماعة الإسلامية في مصر.
يقول الكاتب في مقدمته "إن الناظر إلى الدين الإسلامي والنص المحوري له "القرآن الكريم" ليجد فيه سماحةً وسلامًا ودعوة إلى الأخلاق والأمن تكاد لا تضاهيها دعوة أخرى، وهذا ما يطرح على الأذهان لماذا كل هذا القتل باسم الإسلام، ولماذا كل هذه الدماء التي تنزف أنهارًا ومعظمها لمسلمين بأيدي مسلمين؟ وللإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها لا بد لنا من الحفر في هذا التراث الإسلامي، ربما نجد ما يُنير طريقنا لمعرفة أسباب هذا التطرف والعنف والجذور والمرجعيات التي أسست له.
يذكر الكاتب سببين لم يُشرَّع الجهاد في الإسلام وهما الأول الدفاع عن الدولة الجديدة وحمايتها، والدفاع عن حرية الاعتقاد وردّ العدوان، لكنّ هناك كثيرًا من الأحاديث الواردة في كتب التراث، وبعض الآراء الفقهية والتفسيرية لبعض الأئمة من أحمد بن حنبل مرورًا بابن تيمية وابن عبد الوهاب وصولًا إلى داعش وأخواتها، تقول عكس ذلك، من أن قتال الآخر على عمومه، بل وصل بعضُها إلى نسخ حكم آيات كثيرة تتحدث عن التسامح وعدم الاعتداء على الآخر والعفو، في مقابل إثبات حكم آية واحدة، آية السيف، الآمرة بالقتال، ولو على النحو المخالف لأهداف الجهاد في الإسلام.
وعلى الرغم من أن بعض تفسيرات الأئمة لآيات الجهاد في القرآن ارتبطت بمواقف وعلل استوجبت ذلك، تنتفي بانتفاء العلة، فإنها بقيت منذ مئات السنين ليستخدمها الدواعش، ومن على شاكلتهم، متذرعين من خلالها لقتل كل من خالفهم ولو كان مسلمًا، ما يستوجب تفنيد حججهم، ومناقشتها، وتوضيح مفهوم الجهاد الصحيح في الإسلام، وحقيقة ما ورد بهذه الكتب الناطقة باسم الدين الإسلامي.
وأضاف الحداد أن ورود أحاديث في صحيح البخاري ومسلم أخطأ في تفسيرها بعض من ينتسبون إلى أهل العلم، وبعض الشباب المتحمس حماسًا مندفعًا دون علمٍ وبصيرة بعواقب الأمور، كما وضّح المتخصصون، فوجب إيضاحها لئلا يقع شباب المسلمين فريسة في أيدي ضعيفي الدين والعقل، خصوصًا ممن يدفعون بهم إلى استباحة الدماء، وقتل الأبرياء.