رئيس التحرير
عصام كامل

«فيتو» تحاور والدة الشهيد إبراهيم أبو ثريا: «دعوت له بالشهادة.. ونالها»

فيتو

شهدت الجمعة الماضية، دعوات للتظاهر ضد قرار رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب، بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وتسميتها عاصمة لإسرائيل.


وتملكت مشاعر الغضب الجميع، دولة الاحتلال تواصل قمعها لمحاولات التظاهر رفضا للقرار الذي سمونه «قرار من لا يملك لمن لا يستحق»، الشباب الفلسطيني لا يملك سوى صوت عال وإجراءات سلمية للتعبير عن الرفض واختاروا الإضراب العام داخل القدس سبيلا للرفض.

حسب مركز المعلومات الوطني الفلسطيني وفا، تبعد غزة عن مدينة القدس نحو 79 كيلو مترا، بالرغم من بعد المسافات إلا أن الغضب واحد والعدو واحد، قوات الاحتلال الصهيوني العدو الدائم للفلسطيني والعرب.


كان الشاب الفلسطيني، إبراهيم أبو الثريا – القعيد- صباح يوم الجمعة الذي أطلق عليه «جمعة الغضب»، يجلس في باحة منزله المتواضع في غزة، مع والدته ذات الستين عاما، لتناول الفطور واحتساء قدحا من الشاي، باعت الابن أمه «يا أمي أنا أنوي الذهاب للمشاركة في تظاهرة الغضب»، نظرت له والدته وعيونها تحمل خوفا على مصيره، لكن كعادة أهل فلسطين دائما يرون أن الأرض أغلى من الدماء التي أسيلت ثمنا لها.

«روح يا بني خلاص ربنا ينولك الشهادة» تروي والدته في اتصال هاتفي.


زادت كلماتها من همة «أبو ثريا»، بدأ في الاستعداد، جاء بشاله الفلسطيني والتحف به، قفز فوق كرسيه المتحرك، ساعدته والدته في الخروج من المنزل «عتبة الباب هادي عالية، بعد أن تعود عليك أن تزيلها»، لم تكن تدري الأم أن اليوم هو يوم استشهاده وأنه لن يعود لإزالة عتبة الباب يوما.

شارك إبراهيم في التظاهرة وأصيب بطلق ناري في رأسه أودى بحياته وتحول لشهيد ضمن أرقام عدة عبأ بها تاريخ الشعب الفلسطيني في مواجهة قوات الاحتلال.

«فرحانة باستشهاد ابني، رحمه الله كان نفسه يتزوج لكن الإمكانات المادية لم تسمح، لكني وعدته بالزواج حين تسمح الظروف، هنيئا له اليوم حور العين في الجنة»، تقول والدة إبراهيم.


كان إبراهيم واحد من 9 أشقاء، والده بلغ من العمر 66 عاما يجلس في منزله بلا عمل، بعد أن إصابة مرض السكري ليزيد مرض الضغط من آلامه، "قاعد لا شغلة ولا مشغلة" كما وصفت أم إبراهيم الحال قبل استشهاد إبراهيم، وبعدها أصبح أهل الدار أكثر فخرا وقوة «خرج من بيتنا شهيد».

جنازة إبراهيم جمعت كل الفلسطينيين في قطاع غزة، كافة الفصائل شاركت دون استثناء، تشعر أم إبراهيم أن استشهاد ابنها كان مشهدا لتأكيد المصالحة الأخيرة بين الفصائل، وتمنت أن تستمر المصالحة بالرعاية المصرية «خلينا نتجمع كلنا كعرب ومسلمين كفاية انقسامات تخدم الصهاينة».


رسالة أم الشهيد الأخيرة كانت للحكام العرب «الشعب الفلسطيني لن يرحم الحكام العرب، فالبحث عن كراسي الحكم لا يوجد في قاموس أصحاب قضية القدس، بل البحث عن كرامة الأمة هو الغاية وشهدائنا هم أرخص ثمن نقدمه».


الجريدة الرسمية