تفاصيل الحوار المفتوح بين وزير التعليم وطلاب المدارس
اجتمع اليوم الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، مع مجموعة من طلاب المدارس المختلفة من التعليم (الفني، والعام، والخاص، والتجريبي، والدولي) بحضور مجموعة من قيادات وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني؛ لمعرفة آراء هؤلاء الطلاب، وما هي السلبيات والمعوقات التي تواجههم في العملية التعليمية وكيفية إيجاد الحلول لجعل التعليم عملية تعلم واكتساب مهارات؟
جاء ذلك في إطار اهتمام الدكتور طارق شوقي بأهمية الحوار مع طلاب المدارس؛ لأنهم هم الفئة الأهم والمعنيين بتطوير وتغيير منظومة التعليم نظرًا لأنهم الأجيال الأكثر تفاعلًا وتواصلًا مع كل ما هو حديث، من أجل الإصلاح الشامل وإحداث التغيير بالمنظومة التعليمية لتواكب ركب التطور التكنولوجي السريع.
وأعرب شوقي عن سعادته بهذا الاجتماع؛ لأنه اللقاء الأول من نوعه مع الطلاب؛ لتبادل الفكر والحوار والآراء الجديدة والحلول لكل المشكلات، مؤكدًا على أنه يريد الاستماع لهم ومعرفة آرائهم للاستفادة منها، وأخذها في الاعتبار؛ لإجراء التطوير والتغيير، وطالبهم بأن يلقون بالأسئلة تباعًا ليقوم بالرد عليها وتوضيح كافة استفساراتهم.
ورد شوقي مجيبًا على سؤال إحدى الطالبات عن ما هي الآليات التي سوف يتخذها في نظام تطوير التعليم الجديد، وخاصة أنه يوجد طلاب لا يمتلكون التكنولوجيا، وأيضا ماذا عن نظام التعليم الجديد للثانوية العامة، قائلًا أنه عادة ما يقرأ بالصحف البعض منه ليس بصحيح، فبالنسبة للنظام الجديد فإن الوزارة تحمل على عاتقها أن تعفي أولياء الأمور من العبء المادي الواقع عليهم؛ بسبب الدروس الخصوصية، وهذه هي أولى الخطوات للتغيير، ومحاولة استبدال الخوف والرهبة من الثانوية العامة بنظام أكثر سهولة، والنظام الجديد يهدف إلى هذا، مضيفًا أن التابلت سوف يصبح في يد كل طالب، وستتحمل الوزارة تكلفته كاملة، وأنه سوف يمنع عملية الغش تمامًا، ويكون دور المدرس فقط في اللجنة هو التأكد من شخصية صاحب التابلت.
وأوضح شوقي أنه سيكون هناك نظام جديد لتصحيح الامتحانات بعيدًا عن مدرس الفصل، ويكون أون لاين ويتوفر به كل العدالة والشفافية، ويكون التابلت بديل لورقة الامتحان، بحيث يستطيع الطالب الكتابة عليه والإجابة على أسئلة الامتحان من خلاله، وأيضًا سوف يتم تغيير نظام الأسئلة بحيث تهدف إلى الفهم وليس الحفظ، ويكون الفصل للمناقشة ومعرفة ما تم فهمه من القراءة والبحث والاطلاع في موضوع الدرس، ويؤكد شوقي على أن هذه الطريقة سوف تحدث تغييرا كبيرا جدًا في منظومة التعليم.
أكد شوقي أن التخطيط للتعليم في المراحل العمرية الأولى هو الأهم؛ لأنها الأساس في بناء الشخصية وتطويرها، وردًا على سؤال آخر عن وضع بعض المحتويات على بنك المعرفة، وأكثرها علمي والأدبي لا يأخذ الحظ الوافر من المعلومات، قال شوقي: إن بنك المعرفة كان مؤسسًا بالأصل للجامعات والبحث العلمي، وأردنا تطويعه للعمل في مراحل التعليم قبل الجامعي، وتم إضافة كافة المناهج العلمية بالمدارس عليه، وجار إضافة المناهج الأدبية تباعا؛ للاستفادة منه في كافة المجالات، وأيضا سوف يوضع عليه محتويات الكتب الخارجية؛ لتكون بين يدي الطالب بدون تحمل الجهد والعناء المادي.
وأضاف شوقي مجيبًا على سؤال خاص بتطوير منظومة التعليم الفني، أن الوزارة تدرس التعليم الفني دراسة جيدة لترتفع وترتقي بمستواه التعليمي، ليصبح خريجو الفني لا يقلون أهمية عن خريجي الجامعات، وأيضا نعمل جاهدين على تغيير نظرة المجتمع للتعليم الفني؛ لتصبح أكثر احترامًا وتحضرًا وتفهمًا لأهمية التعليم الفني، ونحاول تفادي الأخطاء القديمة، مشيرًا إلى أن التعليم الفني ليس مسئولية وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني فقط، ولكن هو مسئولية وزارات أخرى معنا وهي (الصناعة، والصحة، والسياحة، والزراعة، وجهات أخرى ).
وأكد شوقي أيضًا على أنه يسعى إلى عمل شراكات مع مؤسسات صناعية بالخارج، تفتح مصانع بمصر؛ لكي تحقق الجودة في الإنتاج، ويتم تدريب ودراسة الطلاب بها، وتكون الشهادة التي يحصل عليها طالب التعليم الفني معتمدة من جهات عالمية إلى جانب بلده، وأيضا للارتفاع بالمستوى المهاري والعلمي؛ ليصبح خريج الفني مواطن منتج متطور متواصل مع العالم الخارجي أولا بأول؛ لمعرفة كل ما هو جديد بمهنته؛ ليستطيع تطوير نفسه وأدائه ومهاراته المهنية.
وفي إجابة على سؤال عن تطوير المعلم وخاصة معلم المراحل العمرية الأولى، قال شوقي؛ إنه يعمل على برنامج تطوير للمعلمين بالمشاركة مع كليات التربية لتطوير وتحسين أداء المعلم، بحيث يصبح قادرًا على التعامل مع الأطفال في المراحل العمرية الأولى والشخصيات المختلفة، وأيضًا يكون قادرا على التواصل المستمر المثمر البناء مع تلاميذه، ومعرفة نقاط القوة والضعف لديهم؛ ليطور من أدائهم من خلال التكنولوجيا الحديثة.
وفي نهاية اللقاء أعرب الطلاب عن سعادتهم بمقابلة الوزير، واصفين اللقاء بأنهم شعروا بكل الارتياح في الحديث مع الدكتور طارق شوقي، وكأنه صديق لهم، شاكرين له حسن الاستقبال والضيافة، وسعة الصدر والأريحية في الحوار، وأنهم كلهم ثقة بأنه يقود قاطرة التعليم إلى التطور والتحضر.