رئيس التحرير
عصام كامل

استكمالا لوعد«ترامب» حائط البراق يدخل الصراع الأمريكي الفلسطيني

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

حلقة جديدة في مسلسل أزمات اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال، ولكن هذه المرة تأتي في إعلان البيت الأبيض أنه يرى في "حائط البراق" في القدس الشرقية المحتلة جزءا من الكيان الصهيوني، وذلك ما أثار أزمة داخل الدول العربية والإسلامية، إلى جانب الهجوم الحاد للقيادة السياسية الفلسطينية على البيان، حيث أكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، أن الفلسطينيين لن يقبلوا بأي تغيير على حدود القدس الشرقية المحتلة عام 1967، مؤكدا على أن الموقف الأمريكي يؤكد مرة أخرى أن الإدارة الأمريكية الحالية أصبحت خارج عملية السلام بشكل كامل.


خروج عن الشرعية
وأضاف أن استمرار هذه السياسة الأمريكية، سواء بما يتعلق بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، أو نقل السفارة الأمريكية إليها، أو البت في قضايا الحل النهائي من طرف واحد، كلها خروج عن الشرعية الدولية وتكريس للاحتلال، مشيرا إلى أن ذلك أمر مرفوض وغير مقبول ومدان.

زيارة نائب ترامب
أتت تصريحات البيت الأبيض بحسب تقرير لبوابة العين الإماراتية قبل زيارة نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس إلى المنطقة حيث تضمن برنامجه، زيارة الحائط، كون البراق هو الحائط الغربي للمسجد الأقصى المبارك والذي يسميه اليهود "حائط المبكى".

وسيبدأ بينس الأربعاء زيارة تشمل مصر وإسرائيل وألمانيا.. وكانت السلطة الفلسطينية قد رفضت استقبال بينس في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية احتجاجا على قرار الولايات المتحدة الأمريكية بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

ارتباط ديني
ويرتبط اسم "حائط البراق" بحادثة الإسراء والمعراج بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم.. فالبراق هو اسم الدابة التي أسرى بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى حيث ربطها النبي عليه الصلاة والسلام عند هذا الحائط ثم عرج بها إلى السماوات العلى.

وتؤكد المؤسسات الإسلامية في مدينة القدس وعلى رأسها الهيئة الإسلامية العليا على أن "حائط البراق" الذي يقع ضمن السور الغربي للأقصى المبارك هو جزء لا يتجزأ من المسجد.

وتقول الهيئة: "إن مساحة المسجد الأقصى المبارك، كما هو معلوم، 144 دونما فيشمل المسجد القبلي الأمامي، ومسجد قبة الصخرة المشرفة، والمساطب واللواوين والأروقة والممرات والآبار والبوابات الخارجية وكل ما يحيط بالأقصى من الأسوار والجدران الخارجية بما في ذلك (حائط البراق) الذي هو سور رئيسي من أسوار المسجد الأقصى المبارك".

وقالت الهيئة: "لقد سبق لعصبة الأمم عام 1930 أن أقرت هذه الحقيقة والتي تقول إن حائط البراق هو معلم حضاري تاريخي إسلامي، ولا علاقة لغير المسلمين فيه".

وأضافت "أن الأقصى المبارك أسمى من أن يخضع لقرارات المحاكم ولا الحكومات، وهو غير قابل للتفاوضات ولا للمقايضات ولا للتنازلات ولا لأي تفاهمات، ولا يملك أحد أن يتنازل عن ذرة تراب منه.. ولا من (حائط البراق)".

تسمية "حائط المبكى"
سارع الاحتلال الإسرائيلي في عام 1967 إلى إزالة حارة المغاربة التي تواجدت بمحاذاة حائط البراق وحولتها إلى ساحة كبيرة تستخدم الآن لصلاة اليهود.. ويطلق اليهود على الحائط اسم "حائط المبكى" لأنهم يبكون هناك على ما يقولون إنه الهيكل الذي يزعمون أنه كان قائما مكان المسجد الأقصى.

زيارة ترامب
وفي شهر مايو الماضي كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أول رئيس أمريكي في منصبه يزور الحائط، ولكن في حينه رفض أن يرافقه أي مسئول إسرائيلي خشية أن يفسر الأمر، وكأن الولايات المتحدة الأمريكية تحكم مسبقا على مستقبل هذا الحائط.. ولكن باعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، فإن البيت الأبيض قال إنه يرى أن الحائط سيكون جزءا من إسرائيل.

وتعتبر القدس من قضايا الحل النهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي ينبغي التوصل إلى اتفاق بشأنها بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.

الجريدة الرسمية