4 رسائل من السيسي لوزيرة دفاع فرنسا.. الرئيس يؤكد على قوة وعمق العلاقات الثنائية.. يشيد بالتعاون الوثيق القائم في المجال العسكري.. والاستمرار في التنسيق المكثف إزاء القضايا والتحديات المشتركة
تتميز العلاقات "المصرية – الفرنسية" بالمتانة والحرص على التشاور المستمر بين القيادة السياسية في مصر وفرنسا، لبحث كل القضايا الدولية والإقليمية، حيث شهدت فترة حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي العديد من الزيارات واللقاءات، الأمر الذي يؤكد اهتمام البلدين بدعم التنسيق والتعاون المشترك.
لقاء وزيرة دفاع فرنسا
وفي إطار ذلك، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم السبت، فلورنس بارلي وزيرة القوات المسلحة الفرنسية، وذلك بحضور الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والإنتاج الحربي، بالإضافة إلى السفير الفرنسي بالقاهرة.
قوة العلاقات
وأكد الرئيس السيسي خلال اللقاء، على قوة وعمق العلاقات المصرية الفرنسية، مشيدًا بالتعاون الوثيق القائم بين البلدين في المجال العسكري، ومعربًا عن التطلع إلى تطوير هذا التعاون خلال الفترة المقبلة.
كما أكد الرئيس على أهمية الاستمرار في التنسيق والتشاور المكثف بين البلدين إزاء القضايا والتحديات ذات الاهتمام المشترك وسبل التعامل معها خلال المرحلة القادمة.
الإرهاب
ومن جانبها، أكدت الوزيرة الفرنسية الأهمية التي توليها بلادها لتعزيز وتوطيد علاقات الشراكة القائمة بين البلدين على كافة الأصعدة، بما في ذلك على المستويين العسكري والأمني، فضلًا عن التنسيق المستمر بينهما إزاء التحديات التي يواجهها الشرق الأوسط، لافتةً في هذا الإطار إلى ما تمثله مصر من دعامة رئيسية للأمن والاستقرار بالمنطقة.
زيارة باريس
كما أكدت فلورنس بارلي حرصها على متابعة نتائج زيارة الرئيس الناجحة إلى باريس خلال شهر أكتوبر الماضي، بما يساهم في تعزيز التعاون القائم بين البلدين، وأشادت الوزيرة الفرنسية بالجهود المصرية لمكافحة الإرهاب، مؤكدة وقوف بلادها إلى جانب مصر في مواجهة هذا التحدي المشترك.
التعاون العسكري
كما شهد اللقاء تباحثًا حول سبل تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، كما تم تبادل وجهات النظر إزاء المستجدات الميدانية على صعيد عدد من الملفات الإقليمية والجهود المبذولة للتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة بالمنطقة، وخاصةً في ليبيا، وذلك في إطار التعاون المستمر بين البلدين.
الاستثمار
وتعتبر فرنسا من أهم الدول الأوروبية المستثمرة في مصر فحجم استثماراتها موزعة على 458 مشروعا في قطاعات تمويل الصناعات الزراعية السياحية وتكنولوجيا المعلومات وقطاع الإنشاءات والخدمات والمعدات العسكرية فضلا عن قيام الشركات الفرنسية بتنفيذ الخط الثالث لمترو الأنفاق.
العلاقات المصرية الفرنسية
كما تعد العلاقات المصرية الفرنسية نموذجا يحتذى به في دول البحر المتوسط ما يعود بالنفع على البلدين ويحقق المصلحة المشتركة، وما تمر به منطقة الشرق الأوسط في المرحلة الحالية من تداعيات خطرة تؤثر على استقرار وأمن المنطقة وتلقي بانعكاساتها السلبية على القارة الأوروبية يمثل دافعا مهما وحيويا لتفعيل التشاور والتنسيق بين مصر وفرنسا ذات ثقل في المنظومة الأوروبية والدولي، فضلا عن سعي مصر الدائم في مرحلة العبور نحو مستقبل واعد لتفعيل علاقات التعاون مع دولة بحجم فرنسا تتميز بالقدرات الاقتصادية والصناعية والفنية العالية.
الزيارات المتبادلة
ومن هنا جاءت الزيارات المتبادلة بين القاهرة وباريس واللقاءات المتتالية بين الرئيسين السيسي وهولاند السابق وإيمانويل ماكرون الرئيس الحالي حيث بحثت تلك اللقاءات مجمل العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين وسبل الارتقاء بها وتعزيزها في مختلف المجالات فضلا عن بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والجهود الدولية المبذولة لمكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة وسبل تعزيز التعاون العسكري والدفاعي بين مصر وفرنسا.
كما تتوافق رؤى الجانبين إزاء العديد من الموضوعات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب، مؤكدين أن كافة الجماعات الإرهابية تستقي أفكارها المتطرفة من ذات المصدر، وتتبنى جميعها ذات التوجهات التي تتعارض كلية مع جوهر الدين الإسلامي.
القمة المصرية – الفرنسية بالقاهرة
وكانت القمة المصرية – الفرنسية بالقاهرة فرصة لتعزيز التعاون مع فرنسا في مختلف المجالات لا سيما على الصعيد الاقتصادي حيث رافق الرئيس الفرنسي وفد كبير من ممثلي مجتمع الأعمال الفرنسي والمتخصصين في مجال الشركات الصغيرة والمتوسطة فضلا عن قطاعات الطاقة والطيران والدفاع والنقل والبنية التحتية والبيئة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وأعقب لقاء الرئيس السيسي مع الرئيس الفرنسي جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين ناقشت سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، وكذا دعم التعاون بين مصر وفرنسا في الأطر والمنظمات الدولية متعددة الأطراف فضلًا عن العمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
19 اتفاقية
كما شهد الرئيسان توقيع 19 اتفاقية في العديد من المجالات على رأسها الطاقة والبنية الأساسية والسياحة والثقافة.
وتعد فرنسا أحد أهم الشركاء التجاريين لمصر إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2015 نحو 2.6 مليار يورو، كما تعد مصر ثالث أهم مستقبل للاستثمارات الفرنسية في المنطقة وتعمل في مصر نحو 140 شركة فرنسية في العديد من المجالات التي يأتي في مقدمتها الخدمات المصرفية والبنوك والسياحة والاتصالات والطاقة والخدمات البيئية.
أول لقاء
كما استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكتوبر الماضي الرئيس السيسي بمقر رئاسة الجمهورية الفرنسية "قصر الإليزيه" حيث عقدت القمة المصرية – الفرنسية التي بحثت سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في كل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والثقافية والتعليمية، إلى جانب تبادل وجهات النظر في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.
كما بحثت القمة سبل التعامل مع الأوضاع المتأزمة في منطقة الشرق الأوسط خاصة الملفين السوري والليبي، اللذان يشهدان تقاربا كبيرا في وجهتي نظر البلدين، بضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة الدولة القومية، وصون مقدرات الشعبين وحقن الدماء بهما.