رئيس التحرير
عصام كامل

أسامة شعث: توقعنا الفيتو الأمريكي ضد قرار السفارة.. ويجب تغيير النظام الدولي الحالي

فيتو

  • مدينة الأنبياء سوف تنتصر في النهاية
  • الغباء الأمريكى سيوحد الفصائل الفلسطينية المتناحرة

توقع الدكتور أسامة شعث، المحلل السياسي الفلسطيني، وخبير العلاقات الدولية، أن تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية حق "الفيتو" ضد مشروع القرار الذي تقدمت به مصر إلى مجلس الأمن بشأن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، مشيرًا إلى أن واشنطن قد تجاوزت كل القرارات والقوانين الدولية الشرعية التي تحمي الشعب الفلسطيني.

وقال إنه عقب اجتماع مجلس الأمن أمس ورفضه قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس فإنه يجب ضرورة انتقال الدول العربية الفوري من موقع المفعول به إلى موقع الفاعل وإعادة النظر في النظام الدولي الحالي.

وقال في حوار لـ "فيتو" إن اعتراف الرئيس الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل وإعلان نقل السفارة الأمريكية لأرضها كشف وجه أمريكا القبيح ونقلها من خانة راعي التفاوض والسلام إلى شريك في الحرب على المقدسات الإسلامية.

"شعت" أكد أن الشعب الفلسطيني لن يقف مكتوف الأيدي أمام التحركات الأمريكية والإسرائيلية، وسيناضل بكل فصائله ضد المحتل، مشيرًا إلى أن الإدارة الأمريكية ضربت بكل القرارات الدولية عرض الحائط، وقرار الرئيس الأمريكي لن يمر مرور الكرام.. وإلى نص الحوار:


ما مستقبل القضية الفلسطينية بعد قرار نقل السفارة؟
الشعب الفلسطيني بكل فصائله وقياداته لن يقف "مكتوف الأيدي" وسيواجه الاحتلال بصرامة وبكل ما أوتي من قوة، للتأكيد أن القدس أرض عربية خالصة، "ستنتصر القدس بشعبها وحجارتها ومقدساتها وأشجارها وتاريخها على الاحتلال، كما انتصرت على كل الغزاة منذ فجر التاريخ، الذين جاءوا إليها وانتهوا عابرين إلى مذبلة التاريخ.

كيف سيؤثر القرار في الإرهاب بالمنطقة؟
الجميع يعلم أن الإرهاب في المنطقة العربية صناعة أمريكية صهيونية، تغذي التطرف وتدعم الجماعات الإرهابية لتمزيق الأمة العربية، كما جرى في العديد من العواصم، ونأمل أن يكون هناك رد فعل عربي لوحدة الصف للتصدي لهذا العدوان الأمريكي الجديد، الذي يستهدف النيل من كرامة الأمة العربية بأكملها وليس فلسطين فقط، فكما جاء وعد بلفور قبل 100 عام، لتمزيق المنطقة في ذلك الوقت، قدمت أمريكا تلك الضربة لتقضي على ما تبقى من العرب.

كيف تنظر لمستقبل العلاقات العربية الأمريكية؟
هذا القرار يكشف عوار العلاقات العربية الأمريكية وأنها ليست متوازنة أو صحية على الإطلاق، وبهذا القرار كشفت أمريكا عن وجهها الحقيقي بأنها ليست منحازة فقط، ولكنها شريك لإسرائيل في كل جرائمها ضد الشعب الفلسطيني، ورأس الأفعى الأساسي في تلك المؤامرة.

كيف سينظر العالم لتلك المؤامرة.. وهل هناك دولة من الممكن استغلالها كوسيط لحل الأزمة؟
من الواضح أن هناك رفضا كبيرا على الصعيد الدولي لتصريح الرئيس الأمريكي، وهناك تحركات غير طبيعية في المنطقة جراء هذا القرار، ولن يمر بالنسبة لهم مرور الكرام، بخاصة الاتحاد الأوروبي سيتخذ موقفا مناهضا لترامب، باعتبار هذا القرار تجاوزا للقانون الدولي، إضافة إلى إمكانية أن تلعب فرنسا دورا إيجابيا جدا في هذا الصدد، فضلا عن روسيا الاتحادية سيكون لها رد حازم على هذا القرار، بالتعاون والتنسيق المشترك مع الدول العربية الشقيقة والقيادة الفلسطينية.

كيف تنظر للجو العام الداخلي داخل الولايات المتحدة الأمريكية؟
الإدارة الأمريكية الآن في حالة تخبط سياسي داخلي، وينعكس بكل أسف على منظومة العلاقات الدولية، مما يهدد التوازنات الدولية العالمية وكياناتها.

إعلان ترامب أن مدينة القدس عاصمة لإسرائيل مخالفة واضحة منه ومن إدارته لتعهدات واشنطن التي أبرمتها عام 1991، والمعروفة برسائل الطمأنينة الأمريكية للقيادة الفلسطينية منذ عهد الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب ثم الرئيس بيل كلينتون ومن جاء بعده، وتتعهد تلك الرسائل بعدم المساس بالوضع القانونى والسياسي لمدينة القدس وعدم الاعتراف بأي إجراءات احتلالية فيها.

ولكن ترامب تحدى الجميع واستخف أيضًا بكل قرارات الشرعية الدولية التي تعتبر القدس الشرقية سقطت تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967، ولا تعترف بقوات الاحتلال داخل القدس المحتلة، ضاربًا بعرض الحائط كل العلاقات العربية والإسلامية والمسيحية والدولية، وقرارات مجلس الأمن باعتبار أن القدس أرضٌ محتلة.

ما توقعك لمستقبل العلاقات العربية الإسرائيلية؟
الأمة العربية لا تجيد سوى الإدانات والتحذيرات ليس أكثر في حين يواصل البعض "بكل أسف" علاقات التطبيع والاتصالات مع كيان الاحتلال الإسرائيلي الذي يعيث في الأرض فسادًا دون رادع.

ولكن في جميع الحالات لا يجب أن نتباكى على اللبن المسكوب، والمطلوب من الأمة العربية أن تنتقل من حالة التشرذم والتمزق للوحدة والالتفاف حول مدينة القدس المحتلة، فقرار ترامب اختبار حقيقي للعرب وقدرتها على ردع الاحتلال الإسرائيلي، فلا يمكن تصور أن يكتمل الإسلام بدون قبلة الإسراء والمعراج، فإليها أسري الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ومنها عرج إلى السماء، كما أنها أولى القبلتين.

ما الخطوات المفترض اتخاذها من قبل الدول العربية الفترة المقبلة؟
ينبغي على الدول العربية بشكل فوري وسريع تفعيل قراراتها الدولية الرسمية الصادرة لدعم مدينة القدس عام 1980، والتي تنص على ضرورة قطع العلاقات العربية مع أي دولة في العالم تتجرأ وتعترف بالقدس عاصمة إسرائيل أو على الأقل تحجيم هذه العلاقات بما يستدعي التعامل فقط في الضروريات الرسمية على الأكثر، ثانيًا: ينبغي على الدول العربية خفض مستوى التبادل الاقتصادي والسياسي والدبلوماسي في كل مجالات التعاون المشترك مع الولايات المتحدة؛ لإجبارها على أن تعرف حجم وقوة الدول العربية، ودفعها إلى التراجع عن قرارها.

ثالثا: تفعيل قرار جامعة الدول العربية عام 2010 لدعم سكان مدينة القدس بنصف مليار دولار، فمن العيب عدم تفعيل هذا القرار حتى الآن، بينما تصرف الدول العربية مئات المليارات على الحروب وتعزيز الصراعات الدموية، وتغدق على الولايات المتحدة الأمريكية بالعطايا والهدايا التي تقدر بمليارات الدولارات دون مقابل.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"..
الجريدة الرسمية