رئيس التحرير
عصام كامل

الشرطة تمنع زيارة وديع فلسطين بالمستشفى.. وطبيب: الأديب بخير

مستشفى هليوبليس
مستشفى هليوبليس

بوابة حديدية مرتفعة، ما إن تدخلها حتى تجد ممرا منخفضا يصل بك إلى بوابة مستشفى هليوبوليس بحي مصر الجديدة.

كانت الساعة تشير إلى الخامسة والنصف وخمس دقائق مساءً، عندما وصلت إلى بوابة المشفى، التي طلب مني حارسها دفع قيمة تذكرة الزيارة للدخول، فرضخت لطلبه وحملت رقم تذكرة الزيارة (٧٣٦٠١)، ودخلت إلى الساحة الداخلية، حيث تجلس بعض الممرضات في الزاوية.


قادتني قدماي إلى ممر المشفى الداخلي، حيث مكتب صغير على الزاوية اليمنى، تجلس وراءه موظفة الاستقبال، فسألتها عن مكان تواجد الأديب وديع فلسطين.. بهدوء تام أشارت إلى الغرفة الثانية في الممر، غرفة العناية المركزة، أو كما كتب على واجهتها (الإنعاش).

إنعاش
على باب الغرفة مقعد صغير، يجلس عليه رجل في أواخر الثلاثينيات، يرتدي ملابس مدنية سوداء بالكامل.. أما باب غرفة العناية المركزة فلم يكن كأي غرفة يمكن أن تراها، حيث يفتح الباب ويغلق أكثر من مرتين أو ثلاث كل دقيقة واحدة، وكأنها غرفة استقبال عادية لا تخضع لتعقيم أو رعاية مركزة حقيقية.

عند باب غرفة العناية، سألني ذلك الرجل ذو الملابس السوداء عن سبب دخولي للغرفة، فأخبرته برغبتي في زيارة الأديب وديع فلسطين، إلا أنه أنكر وجود أي شخص يحمل هذا الاسم من الأساس.. عدت إلى موظفة الاستقبال التي كانت تتبادل أطراف الحديث مع رئيسة الممرضات، وعاودت في طرح السؤال "انتي متأكدة أن أستاذ وديع فلسطين في غرفة العناية"، فردت الموظفة بالتأكيد على المعلومة، ومن ثم التقطت رئيسة الممرضات الحديث من على لسانها، وقالت إنه لا يوجد أي من أقارب وديع معه، فقط ضابط وأمين شرطة يحرسانه.

حذر
لم أكن لأقطع تلك المسافة الطويلة إلى المشفى دون رؤية وديع أو الوصول إلى معلومة شافية.. عدت إلى بوابة غرفة العناية لأجد الرجل ذو الملابس السوداء (أمين الشرطة) في انتظاري، معلق على شفتيه شبه ابتسامه جانبية، ثم قال: "أنا مش هكذب عليكي.. مفيش حد اسمه وديع جوه"، واستعان برئيسة الممرضات لتؤكد على معلوماته، إلا أنها خذلته حين قالت: "لا.. هو موجود جوه، بس الزيارة ممنوعة"، لم تكمل السيدة جملتها إلا وخرج من الغرفة الضابط المسئول عن حراسة وديع فلسطين، يحمل وجهه ملامح هجومية حادة، ثم توجه نحوي مباشرة وقال "مفيش دخول لأستاذ وديع أبدا، هو بيرتاح، ولو سمحت اتفضلي، لأن دي مش مواعيد الزيارة".

طبيب خائف
خرجت بهدوء دون إثارة المزيد من الحديث معه، انتظرت حتى حانت ساعة الزيارة الرسمية، إلا أنهم لم يقبلوا بدخول أي شخص إليه.. في تلك اللحظات خرج من غرفة العناية الطبيب المعالج لوديع فلسطين، ألقيت عليه التحية فردها بتوتر وأكد أن وديع في حالة مستقرة حاليًا ويمكن خروجه من المستشفى خلال الغد أو بعد غد.. كان يقول كلماته في ارتباك شديد، وعيناه تبحثان عن الضابط الذي وقف يراقبنا من على مسافة قريبة، وما إن وقعت عيناه على الضابط حتى استأذن بالانصراف.

لم أشعر أن حديث الطبيب صادقًا، إنما أشعرني ارتباكه بالريبة.. على الرغم من عدم تمكني من الدخول لرؤية وديع فلسطين خلال ساعة قضيتها في ممرات المشفى، فإن أنفي استنشقت رائحة الخطر والحذر في تلك الردهات الضيقة.
الجريدة الرسمية